غرق وفقدان 33 مهاجرا قبالة السواحل التونسية
أبحر 38 مهاجرا من السواحل التونسية باتجاه جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، أول أمس الثلاثاء، إلا أن قاربهم الصغير لم يقو على إكمال الرحلة، وتعرض لحادث انقلاب أودى بحياة خمسة على الأقل، فيما لا يزال 28 آخرين في عداد المفقودين. وتستمر رحلات الهجرة الخطرة في الانطلاق من تونس في ظل المخاوف من “انهيار” الوضع في البلاد وتنامي “الكراهية” ضد المهاجرين.
توفي خمسة مهاجرين على الأقل بعد انقلاب قاربهم أثناء عبور البحر المتوسط انطلاقا من السواحل التونسية، ولا يزال 28 شخصا كانوا على متن القارب نفسه في عداد المفقودين، حسبما أعلنت منظمة غير حكومية تونسية، أمس الأربعاء.
وقال متحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر، إن القارب كان يحمل 38 مهاجرا أغلبهم من ساحل العاج، “عُثر على جثث خمسة مهاجرين، فيما نجا خمسة آخرين”، ولا يزال 28 في عداد المفقودين.
وأضاف أن القارب كان محمّلا فوق طاقته، غادر سواحل صفاقس جنوب شرق تونس، يوم الثلاثاء 21 مارس، في محاولة للوصول إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
زيادة رحلات الهجرة من تونس
تستمر رحلات الهجرة وسط زيادة كبيرة في أعداد قوارب الهجرة من السواحل التونسية باتجاه إيطاليا، وفي خضم حملة تنفذها السلطات التونسية لتعقب مهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء يقيمون في تونس بشكل غير قانوني.
وكانت منصة “هاتف الإنذار” نبهت من تلقيها معلومات حول إبحار قاربين من سواحل صفاقس يوم الخميس الماضي، وقالت إن أيا من السلطات البحرية في تونس ومالطا وإيطاليا، لم تشرع في تقديم الدعم للمهاجرين,
منذ بداية العام الجاري، وصل 12 ألف شخص إلى إيطاليا انطلاقا من سواحل تونس، مقابل ألف و300 في الفترة نفسها من عام 2022، بحسب أرقام الأمم المتحدة.
وتعاني تونس من أسوأ أزمة مالية مع تعطل مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي بشأن قرض، وسط مخاوف دولية من التخلف عن سداد الديون.
وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أعرب يوم الإثنين عن مخاوفه من “انهيار” الوضع في تونس وتدفق عدد كبير من المهاجرين إلى أوروبا.
في 21 فيفري الماضي، أطلق الرئيس سعيّد تصريحات وصفتها المنظمات الحقوقية بأنها “عنصرية”، وقال فيها إن تدفق “جحافل” من المهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء، يمثل “مصدر عنف وجرائم” وأنه جزء من “ترتيب إجرامي” يهدف إلى “تغيير التركيبة الديموغرافية لتونس”. وأعقب خطاب سعيّد اعتداءات على المهاجرين الذين تدفق مئات منهم على سفارات دولهم مطالبين بإجلائهم من تونس.
وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني لوكالة “رويترز” إن بلاده ترغب في أن يفرج صندوق النقد الدولي عن قرض قيمته 1.9 مليار دولار لتونس، إذ تخشى أن يؤدي نقص السيولة إلى زعزعة استقرارها وانطلاق موجة جديدة من المهاجرين نحو أوروبا.