ما أسباب زيارة ولي العهد السعودي المتوقعة لبريطانيا؟
وجهت بريطانيا دعوة لولي العهد السعودي،، الأمير محمد بن سلمان، في زيارة يتوقع أن تتم قبل نهاية العام الحالي، مع توقعات بأن تشمل اتفاقات قد تصب في مصلحة الطرفين، بحسب ما نقلته صحيفتا “الغارديان” وفاينانشال تايمز”.
ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز“، الجمعة، عن مصادر مطلعة، أن الزيارة من المتوقع أن تتم، في أكتوبر أو نوفمبر، إذ تم توجيه الدعوة ولكن لم يتم الاتفاق على التجهيزات الدقيقة لها، وهو ما أكده مسؤول رسمي أيضا.
وفي حال حدوث الزيارة الرسمية لولي العهد السعودي لبريطانيا، ستكون الأولى منذ حادثة مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي قبل نحو خمس سنوات في قنصلية بلاده في إسطنبول.
وتقول الصحيفة إن هذه الزيارة ستكون “أحدث علامة على ترحيب الدول الغربية بعودة الأمير محمد بن سلمان لتطوي حادثة مقتل خاشقجي”، على الرغم من المخاوف حول سجل حقوق الإنسان في السعودية.
وكانت آخر زيارة لولي العهد السعودي لبريطانيا، في مارس عام 2018، أي قبل نحو ستة أشهر من مقتل خاشقجي، والتي صاحبتها مشاركة نحو 200 شخص في تظاهرة احتجاجية امام مقر رئاسة الحكومة البريطانية احتجاجا على زيارة الأمير محمد بن سلمان، بسبب الحرب التي تخوضها الرياض في اليمن حينها.
الرياض أم لندن.. من يحتاج الآخر؟
ولم يحدد مسؤول حكومي بريطاني أسباب أو توقيت الزيارة، وقال: “الأمر متروك لهم، نظرا لأننا نحتاج لهم أكثر مما يحتاجون إلينا”.
وحددت الصحيفة مجموعة من الأسباب التي تدفع إلى تعزيز العلاقات بين الرياض ولندن، والتي في مقدمتها محاولة بريطانيا للبحث عن تعزيز الاستثمارات خاصة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، حيث تتجه أنظارها نحو دول الخليج.
خلال العامين الماضيين تعهد الإمارات وقطر باستثمار 10 مليارات جنيه في بريطانيا من خلال الصناديق السيادية، فيما أعلنت البحرين مؤخرا عن استثمار قيمته مليار جنيه في المملكة المتحدة.
وقاد صندوق الاستثمارات العامة السعودية تحالفا لشراء نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، في عام 2021، فيما افتتح صندوق الثروة السيادي السعودي مكتبا في لندن، العام الماضي.
كما أن بريطانيا تسعى لإبرام اتفاقية تجارة حرة مع مجلس التعاون الخليجي الذي يضم: السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وعُمان، إذ أنها أجرت عدة جولات مفاوضات في هذا الإطار.
وفي حال الوصول لاتفاقية تجارة حرة، قد يعني ذاك زيادة التبادلات بـ 16 في المئة على الأقل، ما يعني زيادة إيرادات الاقتصاد البريطاني بأكثر من 1.6 مليار جنيه، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان.
وبلغت قيمة التبادلات التجارية بين المملكة المتحدة ودول الخليج أكثر من 30 مليار جنيه، عام 2020، وفقا للحكومة البريطانية التي تعتبر أن “اتفاقا تجاريا موسعا سيسمح لعلاقاتنا بالارتقاء”، بحسب وكالة فرانس برس.
ويشير تقرير الغارديان إلى أن السعودية قد يكون لها مصالح لإتمام هذه الزيارة وفي مقدمتها سعي الرياض إلى كسب تصويت بريطانيا، في نوفمبر المقبل، على استضافه معرض إكسبو 2030 الذي تنافسها عليها إيطاليا.
ويشكل عام 2030 نقطة تحول هامة للسعودية والتي ستتحقق فيها “رؤية السعودية 2023” والتي تعتمد على تنويع مصادر الدخل والاقتصاد بعيدا عن إيرادات النفط.
بولي تروسكوت من منظمة العفو الدولية، انتقدت الزيارة المتوقعة وقالت للغارديان إن مد بريطانيا للسجادة الحمراء أمام زيارة ولي العهد السعودي تعني قدرته على “استخدام الزيارة لإعادة تأهيل نفسه ضمن المسرح العالمي”.
وأضافت “يبدو أن تنظيم الزيارة يأتي في وقت تتزامن فيه مع حادثة مقتل خاشقجي قبل 5 سنوات.. في جريمة تم التستر عليها بشكل أساسي من قبل السلطات السعودية”.
وفي عام 2018، انتقدت ورقة بحثية نشرها معهد السياسات لمجموعة أكسفورد للأبحاث ما أسمته “نفوذا للسعودية في التأثير على بريطانيا”، معتبرة أن لندن تقدم “غطاء دبلوماسيا للسعودية” ما يشكل تقويضا لمبادئ الليبرالية على المستوى الدولي.
وأشارت إلى أن الفوائد الاقتصادية لبريطانيا من السعودية محدودة و”مشكوك فيها”، فيما تتكبد لندن تكاليف على حساب سمعتها نتيجة لعلاقاتها مع الرياض.