السيسي يصدر عفواً رئاسياً عن الباحث باتريك زكي
إثر تعرّض القاهرة لضغوط شديدة بسبب الحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات، بتهمة “نشر أنباء كاذبة”، أصدر الرئيس السيسي عفوا رئاسيا عن الباحث الحقوقي باتريك زكي. ويشمل العفو المحامي محمد الباقر، وكيل الدفاع عن علاء عبد الفتاح أيضا.
عفو رئاسي عن باتريك زكي بعد يوم واحد من الحكم عليه بالسجن لثلاث سنوات
أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأربعاء (19جويلية 2023) عفواً عن الباحث باتريك زكي والمحامي محمد الباقر، وكيل الدفاع عن المعتقل السياسي الأبرز في مصر علاء عبد الفتاح، في خطوة تأتي غداة تعرّض القاهرة لضغوط شديدة بسبب هذه القضية.
والحكم على زكي أمس الثلاثاء بالسجن ثلاثة أعوام لتنديده بالتمييز بحق الأقباط، دفع بالعديد من ناشطي حقوق الإنسان في مصر إلى الانسحاب من “الحوار الوطني”، الذي أطلقته الحكومة مطلع أيار/مايو لمناقشة كل المسائل الخلافية.
والحكم الذي أصدرته محكمة أمن الدولة طوارئ في المنصورة، شمال القاهرة، على زكي بالسجن ثلاث سنوات لا يمكن استئنافه، لأن الأحكام الصادرة عن محكمة أمن الدولة طوارئ في مصر غير قابلة للاستئناف.
وقال الحقوقي حسام بهجت: “هذا استخفاف بالعدالة لكنه شائع جدا للأسف… ندعو الرئيس إلى إلغاء هذا الحكم فورا”. وقال مصدر قضائي إن المدة التي قضاها في الحبس الاحتياطي ستحتسب ضمن مدة العقوبة.
كما نقل موقع مدى مصر عن المحامي والمرشح الرئاسي الأسبق خالد علي تأكيده على صدور قرار رئاسي بالعفو عن كل من الباحث باتريك زكي، والمحامي محمد الباقر.
وحسب موقع مدى مصر وصف خالد علي العفو الرئاسي بأنه “خطوة إيجابية جدًا”، مطالبا بالإفراج عن علاء الفتاح وبقية المعتقلين.
وكان زكي يواجه عقوبة السجن حتى خمس سنوات لنشره مقالا على الإنترنت في عام 2020، روى فيه انتهاكات مورست بحق الأقباط على مدى أسبوع.
ميلوني: زكي يعود إلى إيطاليا غدا بعد العفو عنه
في غضون ذلك قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني إن الباحث باترك زكي سيعود إلى إيطاليا غدا الخميس بعد حصوله على عفو رئاسي في مصر من حكم بالسجن لثلاث سنوات.
ووجهت ميلوني في رسالة عبر الفيديو الشكر إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على “هذه الخطوة بالغة الأهمية”. وقالت “سيعود باترك غدا إلى إيطاليا، وأتمنى له حياة هادئة وناجحة”.
ميلوني: الباحث باترك زكي سيعود إلى إيطاليا بعد العفو الرئاسي المصري.
وكانت منظمة العفو الدولية، قد وصفت في بيان صدر يوم الثلاثاء بالإيطالية، الحكم بأنه “فضيحة”. وقال مدافعون عن حقوق الإنسان إن زكي تعرض للضرب والتعذيب بالكهرباء أثناء اعتقاله.
وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني في بيان “التزامنا تجاه حل إيجابي لقضية باتريك زكي لم يتوقف أبدا، إنه مستمر ولا تزال تحدونا الثقة في ذلك”.
وجذبت قضية زكي اهتماما واسعا في إيطاليا التي سبق أن شهدت صدمة جراء مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر عام 2016.
ووقّع الآلاف في إيطاليا على التماسات تطالب بالإفراج عن زكي، وصوت مجلس الشيوخ في البلاد عام 2021
وكانت العلاقات بين القاهرة وروما قد توترت سابقا، بسبب مقتل مرشح الدكتوراه الإيطالي جوليو ريجيني عام 2016 في مصر عام 2016.
ويعد الأقباط أكبر أقلية مسيحية في الشرق الأوسط ويمثلون 10 إلى 15% من سكان مصر البالغ عددهم 105 ملايين. وزكي المتخصص في قضايا النوع الاجتماعي والباحث لدى المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أوقف في فيفري 2020 بتهمة “الإرهاب” لدى عودته من إيطاليا حيث كان يدرس في جامعة بولونيا.