مباحثات مستمرة في القاهرة بشأن غزة
مصر قدّمت عرضاً لصفقة بين إسرائيل وحماس من 3 مراحل
بعد جولة من المباحثات أجراها قادة حركة حماس مع المسؤولين المصريين، يستعد قادة حركة الجهاد الإسلامي لزيارة القاهرة، لبحث عدة قضايا، أبرزها وقف العدوان على قطاع غزة وإعادة الإعمار.
وبحسب مصادر خاصة تحدثت لـ”العربي الجديد”، فإن زيارة وفد حركة الجهاد إلى القاهرة برئاسة زياد النخالة، تأتي في إطار استكمال المباحثات التي تمت مع حركة حماس بقيادة إسماعيل هنية، والتي استعرضت أفكار مشروع سياسي مقترح لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب في غزة، يقوم على أساس إحياء لجنة الفصائل الفلسطينية كخطوة في إعادة بناء منظمة التحرير، وتشكيل حكومة تكنوقراط حتى إجراء انتخابات تفضي إلى سلطة منتخبة.
وبينما قال مصدر مطلع على الوساطة التي تقوم بها مصر، لـ”العربي الجديد”، إن “تصور القاهرة لمستقبل الحكم في الأراضي الفلسطينية يقوم على ضرورة إشراك كل الفصائل الفلسطينية، وإيجاد بديل للرئيس محمود عباس (أبو مازن) في رئاسة السلطة الفلسطينية”، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤولين أميركيين قولهم إن “إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن ترى أنه لا بديل للسلطة الفلسطينية كقوة براغماتية تمثل الفلسطينيّين”.
وغالباً ما يتحدث بايدن عن غزة ما بعد الحرب، التي ستنضمّ إلى الضفة الغربية في كونها مدارة من قبل سلطة فلسطينية “متجدّدة”، وهو ما ترفضه بشدة حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو.
لا أحد يستطيع إقصاء فصائل المقاومة
الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، قال لـ”العربي الجديد”، إن “الوضع بعد 7 أكتوبر (الماضي) ليس كما قبله”، مؤكداً أن “لا أحد يستطيع إقصاء فصائل المقاومة، فهذه أضغاث أحلام”.
وشدد على أن “غالبية الشعب الفلسطيني مع خيار المقاومة”، مضيفاً أن “المطلوب عند الحديث عن مستقبل الحكم، شمول قيادة وطنية موحدة على برنامج كفاحي لمقاومة الاحتلال، وتشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة للضفة وغزة، وتحديد موعد غير بعيد للانتخابات الديمقراطية”.
دور بارز للقاهرة في ترتيبات بعد حرب غزة
من جهته، قال الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني أحمد الكومي، في حديث لـ”العربي الجديد”، إنه “ربما يكون للقاهرة دور متقدم في المرحلة المقبلة أو الحالية، في ما يتعلق بشكل الحل السياسي لمرحلة ما بعد وقف الحرب على قطاع غزة، لاعتبارات أولها الجغرافيا، والحضور القوي في الملف الفلسطيني، واعتبار القاهرة أن غزة جزء من أمنها القومي، وبالتالي فإن أي ترتيبات سياسية بعد الحرب، سيكون للقاهرة دور بارز فيها”.
من ناحيته، رأى الباحث في العلوم السياسية، حسام الحملاوي، أن “مصر سيكون لها دور في مسألة رسم مستقبل قطاع غزة بعد الحرب، لكنه ليس بالضرورة أن يكون إيجابياً”، على حد وصفه.
وقال الحملاوي: “لا أتوقع أن دور مصر سيكون إيجابياً بامتياز، لأننا لا يجب أن ننسى أن النظام في مصر حليف استراتيجي للولايات المتحدة الأميركية، وصديق للاحتلال، وحتى إن كان يحاول تقديم نفسه على أنه حامي الأمن القومي المصري، برفض توطين الفلسطينيين في مصر، لكن في النهاية هو لاعب أساسي في خنق غزة، وفرض الحصار عليها”.
الشعب الفلسطيني يقرر مصيره
وفي السياق، قال الناشط السياسي المصري-الفلسطيني رامي شعث، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “مصير الشعب الفلسطيني يقرره الشعب الفلسطيني نفسه، ودور أي دولة في العالم يجب أن يقتصر على دعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره“.
وتعليقاً على الحديث حول مستقبل الحكم في الأراضي الفلسطينية، قال شعث إن “الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقد شرعيته بسبب استسلامه واكتفائه بدور الشرطي في مواجهة إسرائيل، والمؤكد حالياً أن الشرعية الفلسطينية مع المقاومة، ولن تتم أي ترتيبات مستقبلاً تتجاهل هذه الحقيقة”.
القناة 13 العبرية: مصر قدّمت عرضاً لصفقة بين إسرائيل وحماس من 3 مراحل
وأضافت القناة بأن المرحلة الأولى تشمل إطلاق سراح نحو 40 محتجزاً إسرائيلياً من النساء والمرضى والرجال المسنين، مقابل وقف لإطلاق النار لمدة أسبوعين أو ثلاثة، على أن يُفرج في المرحلة الثانية عن جنديات إسرائيليات وجثامين، وفي الوقت نفسه، الشروع في مفاوضات حول اليوم التالي للحرب، في حين تسمح دولة الاحتلال الإسرائيلي من جانبها مجدداً بهُدن وإطلاق سراح مقاومين.
أما المرحلة الثالثة، التي قالت القناة إنها تشكّل معضلة كبيرة بالنسبة لإسرائيل، فتنص على إطلاق المقاومة سراح رجال وجنود إسرائيليين، مقابل الإفراج عن مقاومين فلسطينيين، وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة والتوصّل إلى وقف شامل لإطلاق النار.
أما في ما يتعلق بالمرحلتين الأخريين، خاصة الثالثة من بينهما، فلا يمكن لإسرائيل حالياً التعهد بهما، وفق ما أوردته القناة.
يأتي ذلك فيما قالت هيئة البث الرسمية (كان)، ا الأحد، إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تحدث هاتفياً مع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، وبحث معه إمكانية المضيّ في صفقة تبادل للأسرى والمحتجزين.
وترفض المقاومة الفلسطينية الدخول في أي صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين قبل وقف الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ اكثر من 80 يوما يومًا، خاصة في ظل إصرار قادة الاحتلال على التهديد بمواصلة الحرب، رغم الدمار الهائل الذي حل بالقطاع، حتى “القضاء على حماس”.