في عشق “الكبّي”
في عشق “الكبّي”، تبدو لي عبارة “الكبي” نتاج عبقريّة العامّيّة التونسيّة، فأن تبحث لها عن مرادف في الفصحي أمر صعب للغاية، ولم يظفر بها لا الجوهري ولا الزمخشري ولا الخليل، وقلّب النظر في اللغات الأخرى يصبك اليأس. لا مرادف “للكبّي” نقيض البهجة والمرح والإقبال على الحياة، والمعذرة لم أجد بدّا من اللجوء إلى التعريف بالخلف. وفي هذه الحالة يبدو أنّ “الكبّي” من خصائصنا، والمعاينة تثبت الأمر، فنحن لنا قدرة عجيبة على تحويل كلّ ما يبعث على الفرح إلى “كبّي”، ليست لنا القدرة على السعادة، بل إننّا نكرها كرها، ونمقتها مقتا، نتبرّأ منها كلّ ما حاولت أن تحلّ بيننا، لا نرى في أنفسنا وفي من حولنا وفي ما يحيط بنا إلاّ “الكبّي” أبقاه الله ذخرا لبلادنا ومجتمعنا. مناسباتنا وأعيادنا ولقاءاتنا تستقبل “الكبي” بالأحضان، ومن لا يجلب معه “الكبّي” يكون غير مرحّب به. حتّى السكاتشات وسيتكومات والكامرا كاشي والمسلسلات في تلفزاتنا حرصت على النجاح في دعم “الكبّي”. أمّا إذا كان هناك أمر يستحق الفرح في البلاد فنّا أو رياضة أو امتحانات أو أعيادا فإنّ “الكبّي” يكون أوّل المدعوّين. وعليه يجب الحفاظ على هذه الثروة الوطنية، وليحيا “الكبّي” على هذه الأرض البهيجة.