برمجة الدورة 54 لمهرجان قرطاج الدولي المسرح الروماني بقرطاج من 13 جويلية إلى 17 أوت 2018 بين مادح وقادح ، أمد رجلي على قدر كسائي
يصعب أن تمر دورة من مهرجان قرطاج الدولي دون أن تخلف الكثير من الجدل و شيئا من الغضب أيضا ممن يرون في عدم برمجتهم إقصاء وتهميشا. والجدل مفهوم فقرطاج هو من أهم المهرجانات العربية ومسرحه العريق هو حلم جميع الفنانين الذين يسجلون مشاركاتهم فيه في سيرهم الذاتية وسجلاتهم الذهبية
وربما كان الاهم هو ضمان الدخل المالي المعتبر مقارنة بسائر المهرجانات التونسية، فكثيرون يتبارزون من أجل الفوز بعرض قرطاجني يرفعون شعار الفن ويضمرون في كثير من الاحيان عقلية العربون والغنيمة الصيفية
ولأن المسرح الروماني بقرطاج يتسع للآلاف، فهذا المهرجان مجبر على إيجاد التوازن بين الفني والجماهيري حتى لا يواجه الفنانون المدارج فارغة في سهراتهم. وبين الفني والجماهيري يحاول المهرجان في اختياراته قيمته الرمزية والتاريخية، مع الانفتاح على التجارب الجديدة والمجددة في الموسيقى بتلويناتها المختلفة
العنوان الرئيسي في الدورة الرابعة والخمسين لمهرجان قرطاج هو عودة “الديفا” أمينة فاخت بعد عشر سنوات كاملة من الغياب عن المسارح الكبرى. هي “عودة الروح” بالنسبة إلى “اللؤلؤة” أمينة وإلى جمهورها أيضا الذي اشتاق إلى صوتها ويريد الامتلاء به في موعديها يومي 21 و24 جويلية 2018 في المسرح الروماني بقرطاج
ولكن ليست أمينة فاخت وحدها التي تعود إلى قرطاج بعد غياب، فمارسيل خليفة كما جمال دبوز وماجدة الرومي يعودون أيضا بعد سنوات من الغياب
ويعد القيصر كاظم الساهر المطلوب رقم 01 من الجمهور التونسي والدورة الرابعة والخمسون لمهرجان قرطاج الدولي لم تخذل جمهورها، أما “ملحم زين” فهو واحد من أهم الأصوات العربية اليوم يلقب بريس الأغنية العربية نسبة لتفوقه في آداء أغنية “عندك بحرية” للكبير الراحل “وديع الصافي”. ويحتفي المهرجان بفلسطين في ليلة يجتمع فيها صوتان استثنائيان: “أمل مرقس” التي سخرت مسيرتها الفنية دفاعا عن قضية وطنها، و”أمير دندن” الذي يسري الفن في شرايينه
وفي التجارب الجديدة لم يمر المهرجان على فنانة لبنانية تحقق نجاحا دوليا في السنوات الأخيرة هي “هبة الطوجي” بصوتها الماسي وتفرد تجربتها مع “أسامة الرحباني”، تماما مثلما يمنح فرصة كبيرة لاثنين من أكثر الفنانين المصريين نجاحا في هذه الفترة “آبو” و”ياسمين علي”
كما يفتح أبوابه لثلاثة تجارب تونسية متفردة: “ميراث” بعرضها “شهيلي”، “حسان الدوس” بعرضه “كرنفال” و”علي الجزيري” ب”هاملين”
وللأصوات التونسية الجديدة التي تشق طريقها بتأن وثبات حضور في الدورة الرابعة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي إذ تعود “يسرا محنوش” لتؤكد نجاحها في المسرح الروماني بقرطاج منذ سنتين، وتغني “هالة مالكي” للمرة الأولى في هذا المسرح الكبير بعد عودتها إلى الأضواء عبر برنامج “ذي فويس”
وتستضيف الدورة الرابعة والخمسون أيضا مجموعة “غوسبال” التي تتكوّن من 100 فنان وعازف من خمس وعشرين جنسية وهذه الفرقة تم تجميعها سنة 1998 بهدف إحياء حفل بمناسبة الذكرى 150 لإلغاء العبودية في فرنسا، لكن التجربة تواصلت بعد ذلك كمجموعة متخصصة في “الغوسبال” أنتجت تسع ألبومات وجولاتها لا تتوقف في العالم
وفي باب التجارب العالمية سيكون الموعد مع “كنجي جيراك” الفنان رقم 01 في فرنسا اليوم، و”ويلي ويليام” أحد أشهر الأسماء في عالم الموسيقى الغربية إضافة إلى الفنان الجزائري الفرنسي “لالجرينو” الذي شق طريقا طويلة عرف فيها الكثير من الانكسارات لكنه قاوم ليتفرد بأسلوب يجمع فيه بين الراب والهيب هوب والراي والريغي إضافة إلى النغمات الشاوية
ولا تغفل الدورة الرابعة والخمسون لمهرجان قرطاج عن الباليه ببرمجتها لواحد من أشهر الباليات في العالم وأكثرها نجاحا وهو الباليه الصيني، كما يقترح على الأطفال عالما سحريا من خلال الكوميديا الموسيقية المدهشة “بينيكيو” لجان ديشو
ويفتتح المهرجان دورته الرابعة والخمسون بإنتاج خاص (من قرطاج إلى إشبيلية لمحمد لسود) كما يختتمها بإنتاج خاص أيضا (24 عطر لمحمد علي كمون)، وفي كليهما سيمتلىء المسرح الروماني بقرطاج بعطور الموسيقى التونسية والأندلسية
الموعد مع الدورة الرابعة والخمسين لمهرجان قرطاج سيكون من 13 جويلية إلى 17 أوت