الرئيسيةتونس اليوم

في اي سلّة ستضع النهضة ما تبقى من بيضها؟

تطورات تشكيل الحكومة باتت اقرب الى الفيلم الهيتشكوكي، فبعد ان انتظر التونسيون ان يعلن الحبيب الجملي عن حكومته عشية اليوم بعد تعذر مقابلة رئيس الدولة يوم امس بسبب النشاط” المكثف” للرئيس خارج قصر قرطاج(زيارة لقاعة العمليات بالداخلية وجولة بشارع بورقيبة)، فاجا الحبيب الجملي الجميع بتاجيل التصريح بالاسماء، فالحكومة حسب قوله سلمت لرئيس الدولة الذي سيتولى مراسلة مجلس النواب

المفاجاة ان رئاسة الجمهورية عدلت من بلاغها وقالت ان المشاورات مازالت مستمرة لتشكيل الحكومة، مشاورات مع شكون؟ فالكل يعلم ان الحبيب الجملي اختار تكوين حكومة كفاءات مستقلة عن الاحزاب، مع من سيتشاور عدى الحزب الموكل له الحكم وهو حركة النهضة باعتباره الفائز في الانتخابات التشريعية؟

المفاجاة الثانية هي بلاغ حركة النهضة ومفاده ان رئيس الحركة راشد الغنوشي التقى رئيس الحكومة المكلف
يوم أمس الثلاثاء 31 ديسمبر 2019 رفقة وفد من قيادات الحركة. وجاء في البلاغ حرفيا” وقد أبدى وفد الحركة عددا من الملاحظات الهادفة لتطوير المقترح حتى يكون اكثر استجابة لتطلعات التونسيين والتونسيات وقدرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.  ولا تزال مؤسسات الحركة في انتظار التشكيلة النهائية للحكومة لإتخاذ الموقف المناسب منها.”

الغرابة ان لقاء الجماعة بالجملي تم يوم الثلاثاء فلماذا تم تاجيل الاعلان عنه الى اليوم الاربعاء 1جانفي؟

وهنا يطرح السؤال، هل نسق رئيس الدولة مع راشد الغنوشي ليعلن تواصل المشاورات؟

المرجح ان لا احد راض عن حكومة الحبيب الجملي الوليدة لا النهضة ولا  قيس سعيد

بل ان بلاغ النهضة ترك الباب مفتوحا امام رفض النهضة نفسها للحكومة التي سيقترحها مرشحها الحبيب الجملي؟

وهنا تعبر بعض قيادات النهضة عن غضبها من سير الاحداث، ألم يكن أولى بالحركة أن ترشح أحد قيادييها لتحمل رئاسة الحكومة؟ هل كان سيحدث ما حدث؟

الجميع في ورطة وفي مقدمة المورطين حركة النهضة فهي الفائزة في الانتخابات التشريعية وهي التي اختارت الحبيب الجملي لتشكيل الحكومة، فماالذي سيحدث وكيف ستجري الامور؟

الحقيقة ان سيناريوهات ثلاثة مطروحة الان:

سيناريو اول  يتمثل في مراجعة الحبيب الجملي لمقترحه وعرضه على مجلس النواب ليصادق عليه باي شكل وتشرع الحكومة في عملها حتى يفرجها ربي

السيناريو الثاني ان تتدارك النهضة وتعدل خطتها بتكليف شخص ثان بتشكيل الحكومة خلال ما تبقى من اجال دستورية، وهنا علمنا ان النهضة اتصلت باحد وزراء ماقبل 14جانفي المشهود لهم بالكفاءة لجس نبضه لكنه اعتذر

السيناريو الثالث هو ان ترمي النهضة المنديل وتسلم المهمة لرئيس الجمهورية قيس سعيد لتشكيل حكومة الرئيس بتكليف الشخصية الاقدر ولا يوجد في مخيلة الرئيس الان غير يوسف الشاهد فهو الاقدر على مواصلة عمله رئيسا للحكومة بفريق جديد يشارك فيه التيار الديمقراطي وحركة الشعب وقوى”الثورة” حسب تصنيف هذه الايام

فاين ستضع حركة النهضة ما تبقى من بيضها قبل ان يتكسر كله؟

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.