اول الكلام

رسالة الفنان الفلسطيني محمد البكري إلى الرئيس التونسي قيس سعيد

الحرية لمحمد بوغلاب...

تونس الحبيبة
سيادة الرئيس قيس سعيد
أصحاب الضمير الأفاضل

أنا الممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري، لقد ولدت في فلسطين المحتلة بعد النكبة عام 1948 وما زلت أحيا في بلدي (البعنة) في الجليل، لقد زرت تونس وعملت بها عشرات المرات منذ أن كان القائد الشهيد ياسر عرفات مع الآلاف من إخوتي الفلسطينيين في قلب تونس الحبيبة التي كانت لنا الحضن الدافئ، ولا أنسى كيف بكى محمود درويش في المسرح البلدي عندما أوصى بشهداء فلسطين في تونس وختم قوله بالجملة المأثورة: “كيف نشفى من حب تونس” وأعتقد أنني لست بحاجة الى برهان حبي وعلاقتي الحميمة بتونس، ولذلك سأسمح لنفسي بأن أفضي لكم أحبتي بما يجيش في صدري.

محمد البكري
المخرج الفلسطيني محمد البكري

لقد ارتعدت فرائصي لقراءة منشور صديقي محمد بوغلاب الموقوف لدى الجهات المسؤولة عن حبسه الى موعد جلسة المحاكمة 17 نيسان الجاري، أنا أعلم من تجاربي في محاكم الاحتلال على فيلمي (جنين جنين) الممنوع من العرض في إسرائيل بقرار من المحكمة أنه لا يحق اعتقال أي شخص حتى محاكمته، إلا إذا كان يعرض حياة الناس للخطر، وإذا كان الافراج عنه خطرا على الجمهور.

أنا أعرف الصديق محمد بو غلاب منذ 30 سنه عندما عمل كصحفي شاب في راديو الشباب بتونس وما لمسته من شخصه أنه تونسي حرّ، يحبّ تونس ويعشقها ويغار عليها حتى من ثيابها وأعرف أيضا أن نقده اللاذع أحيانا ينبع من تلك الغيرة، ولو افترضنا أنه زاد النقد حبة أو تعدى الخطوط الحمر (بعيون بعض المسؤولين)، فهذا لا يعني اعتقاله وحرمانه من محاكمه نزيهة، أنا آخر من يدافع عن الاحتلال وعن نزاهة القضاء في إسرائيل لأن قضاءهم لا عدل ولا عدالة فيه، ولكني لم اعتقل قيد التنفيذ وفي النهاية منعوا فيلمي وصادروا نسخه وغرموني بأموال طائله.  ولذلك فإنني أعول على عدالة وعدل البلاد، تونس التي أعشقها والتي تصدرت الثورة من أجل حرية الانسان وكرامته في هبة الربيع العربي،  ولذلك أتوجه إلى السيد الرئيس قيس سعيد للإفراج عن الصديق محمد بو غلاب وضمان محاكمه نزيهة بعيدا عن المصالح الشخصية، ومن أجل تونس المشرقة التي قال شاعرها يوما: إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر….. وتعرفون التتمة، أتمنى أن تجد كلماتي هذه أذنا صاغية وأن تتحقق العدالة في قضية أخينا محمد بوغلاب، وأن يفرج عنه قبل موعد محاكمته، كما تضمن له محاكمة نزيهة وإعطائه الحق في حضور المحكمة فتونس ليست (ابرتهايد)، وليست حكومة احتلال، تونس هي الحب والحضارة والكرامة والانسانية، تونس هي الحبيبة الأبدية التي لا تموت ما دام أبناؤها معززين ومكرمين فيها.

أحبك يا تونس. محمد بكري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.