“آية” بقلم “سيماء المزوغي”
هل تتذكرون آية ابنة الـ 14 ربيعا التي أحرقها أبوها بالنار وأدانه القضاء، بعد أن سكب البنزين عليها في جوان 2014 لأنه وجدها تحادث زميلها أمام المعهد؟ مخطئ من اعتقد أنّ آية حُرقت بالنار، آية تُحرق كل يوم مليون مرّة، تكتوي في كل مكان في أوطان أحرقها الجهل والكهنوت، بعيونهم الحمراء النهمة تُحرق في الشوارع، في الجامعات، في المدارس، في الأسواق، في المقاهي،.. وحتى أمام الجوامع ودور العبادة، يعبدون الله بقلوب أحرقتها العنجهية والجاهلية، ويمدون لربّهم أيادي من كبريت قلوبهم المتفحّمة.. على كل إمرة أن تحمل آية بين ضلوعها وترمي الجمر الذي حمّله إياها قدرها وانتماؤها وتاريخها وإرثها.. في وجه كل من يحمل عود ثقاب عوض المروءة.. ورغــــــــم هذا فإنه آن الاوان ان نتحدث عن الانسان بدل جنسه، عن المواطن، عن الفرد.. عن كل الحقوق الفردية .. فعلا وممارسة، وأما الذين مازالوا يتلاطمون ويتخاصمون ويتناقشون عن عورة المرأة وحلالها وحرامها وما لف هذا من كهنوت الشيوخ، فلا تقنعوهم بالمواطنة، لأنهم أصلا خارج التاريخ، خارج الإنسانية، مقبرون بسواعدهم في هذه الحياة..خارجون بكهنوتهم من الحضارة ..سيندثرون.. كما اندثر شيوخ الطاهر الحداد..