هكذا تكرّم فرنسا أبطالها فلماذا لا نحذو حذوها ؟
كتب سامي بن عبد الله أحد معارضي نظام بن علي طيلة سنوات والمقيم بفرنسا
ان زائر باريس سيجد في اغلب شوارعها لوحات حيث مات فرنسيون من أجل فرنسا ، ولا يستطيع أحد أن ينزعها بدعوى أنّ اللوحة حذو متجره أو سيوسّع مقهاه … و سيلاحظ الزائر بالعين المجردة قفلا أو دائرة حديدية تحت الرّخامة لماذا تصلح ؟
إنّك لو تتجوّل في باريس أيّام الأعياد ستلاحظ أوّلا أنّ الأعلام الفرنسية مرفوعة على الحافلات مثلا وستلاحظ أنّ البلديات تضع باقات زهور في تلك الدوائر الحديدية
وهنا في فرنسا ، عندما تموت من أجل فرنسا فهناك منظومة إجراءات وحقوق أوتوماتيكية تتحصّل عليها ، يعني أرفع وسام للجمهورية ؛ شارع بإسمك ، مادية لعائلتك ، أظنّ هناك مجانية تعليم ونقل لأبنائك …إلخ لأنّ الأب قدّم خدمات جليلة للجمهورية ومات من أجل فرنسا
كلّ هذا ليس منّة أو صدقة أو يرقّ قلب المسؤول لحال العائلة فيعطف عليها ويعطيها منحة …إلخ ، هذا تفكير عرب ، هنا في فرنسا هي حقوق مكتسبة وواجب فرنسا تجاه فرنسي قدّم حياته من أجل فرنسا
هل تكوين منظومة هكذا في تونس صعب ؟
أبدا ليس صعبا ولا يستدعي أن يجتمع الرئيس بالوزير ليتّخذ حزمة قرارات لفائدة عائلة شرطي مات من أجل تونس ؛ يعني نظريّا تكوين منظومة هكذا في تونس سهلة وممكنة فمثلا كلّ من يموت يتمّ تخليد إسمه وتكون له الأولوية فإن بنوا مدرسة جديدة أو شارع جديد فيسمّونه بإسمه ؛ وتوضع رخامة حيث مات ويتمّ تحديد حقوق لعائلته ولأبنائه حتّى سنّ العشرين ، مجانية نقل ، علاج …إلخ ، وكلّ هذه المنظومة يتمّ تطبيقها أوتوماتيكيّا عند موت أي شخص من اجل بلده
ولكنّ هذا ليس موجودا في تونس لأنّ العربي فارغ حضاريّا ثمّ إنّه ليس كفئا ، ليس هناك ذكاء في تونس ، لا يستطيون حتّى نقل أشياء عن الدول الأوروبية ورغم ذلك فالعربي منتفخ ويظنّ نفسه ربّ الذكاء وربّ التحضّر
لذلك لنجد حلولا يجب أوّلا أن نعترف أنّنا متخلّفون وأنّنا فشلنا في كلّ شيء ؛ يجب أن نعترف أنّنا مرضى ؛ إنّ إنسانا لا يعترف أنّه مريض لن يذهب لطبيب ولن يُشفى من مرضه لأنّه لا يعترف أصلا أنّه مريض