أثار نشر مقطع فيديو يظهر الاعتداء على فتاة في وضح النهار قيل إنه وقع في مدينة الدار البيضاء المغربية وبث الثلاثاء 27 مارس 2018 استياء شديداً في أوساط المغاربة وذلك بعد أسابيع من إقرار البرلمان المغربي أول قرار من نوعه يجرّم العنف ضد المرأة.
في المقطع الذي نشر على شبكات التواصل الاجتماعي، تظهر مراهقة وقد ألقيت على الأرض وجهها إلى الأسفل بينما يجلس فوقها مراهق شاب محاولاً خلع ملابسها بالقوة، وكل ذلك في وضح النهار. وتحاول الفتاة بما أوتيت من قوة الافلات من قبضة المتحرّش وهي تصرخ بعبارة “واش معندكش ختك” (أليس عندك أخت!)، التي تحولت إلى هاشتاغ على “تويتر” يدين العنف ضد المرأة.
أثار الشريط عاصفة من ردود الأفعال في المملكة ونددت الصحافة المحلية “بمشاهد عنف نادرة” و”صور فظيعة”، خاصة وأن البرلمان كان قد أقر في 14 فيفري 2018، وبعد نقاش استمر 15 عاماً، قانوناً يعزز مكافحة العنف ضد المرأة، وصفته بعض المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة حقوقيةبـ”غير الكافي”.
ونقلت مواقع إعلامية مغربية عن المديرية العامة للأمن الوطني عزمها فتح تحقيق في القضية لتحديد هوية المعتدي والتوقيت والمكان الذي ارتكبت فيه الواقعة، وذكر بلاغ للمديرية أنها رصدت الشريط الذي يظهر “شخصاً في العشرينيات وهو بصدد محاولة نزع ملابس فتاة تحت الإكراه، بينما يقوم شخص ثالث بتوثيق تلك الأفعال الإجرامية باستعمال كاميرا رقمية”.
وهي ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها نساء مغربيات لمحاولات اعتداء علنية في الشارع أو المرافق العامة. وكان آخر الاعتداءات العنيفة الموثقة ذلك الذي أثار ضجة هائلة في أوت 2017 وكانت ضحيته شابة كانت في حافلة للركاب بينما يقوم 6 شبان بالاعتداء عليها. وتفيد الارقام الرسمية بأن نحو مغربيتين من اصل ثلاث يتعرضن للعنف.
وكانت وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية المغربية قد نقلت في تقريرها السنوي الثاني لعام 2016 تسجيل المحاكم لـ8717 حالة اعتداء جسدي على نساء بينها 1636 اعتداء جنسي، فيما جاءت مدينة الدار البيضاء على رأس القائمة على المستوى الوطني في عدد حالات الاعتداء. وأضاف التقرير أن 68% من حالات الاعتداء الجنسي على نساء تمت في الفضاءات العامة وأبرزها الشارع ملاحظاً ارتفاعاً طفيفاً في نسبة قضايا الاغتصاب تحديداً لعام 2016.