المخرج “محمد بن عطية”: _ “داعش” ليست قضية الفيلم الرئيسية _ لهذه الأسباب قلت إن “ولدي” أكثر عمقا من “نحبك هادي”
لم يعد “محمد بن عطية” غريبا على المهرجانات الكبيرة بعد حصوله على جائزتين في مهرجان برلين السينمائي عن فيلمه الروائي الطويل الأول “نحبك هادي” (أفضل عمل أول والدب الفضي لأفضل ممثل لمجد مستورة)، ولكن عرض فيلمه الثاني “ولدي” في قسم نصف شهر المخرجين بالدورة 71 لمهرجان كان السينمائي كان استثنائيا لأن الفيلم الذي أنتجته “درة بوشوشة” بدعم من وزارة الشؤون الثقافية والمركز الوطني للسينما والصورة وبمشاركة الأخوين “داردين” استقبل بإشادة كبيرة من صناع السينما والنقاد
مع المخرج “محمد بن عطية” كان لنا هذا اللقاء:
_ كيف كان وقع استقبال الفيلم بحرارة بعد عرضه الأول في قسم “نصف شهر المخرجين” (الدورة 71 لمهرجان كان السينمائي)؟
_ في تلك اللحظات، لم أشعر بأي شيء وكنت أعتقد أن ردود الفعل تلك كانت تونسية “ماخذة بالخاطر” وإلى الآن لا أنكر أن مشاعري مازالت مبعثرة وأعترف أني منذ أن أنهيت تصوير “ولدي” وأنا أشعر بالخوف الشديد منه ومن الحديث عنه وهذا الارتباك لم أشعر به مع فيلم “نحب هادي”
_ خلال النقاش الذي تلا عرض الفيلم لم نشعر بهذا الارتباك بل كنت واثقا من نفسك، معتزا بفيلمك؟
_ هل هذا صحيح؟ يبدو أني نجحت في الضغط على نفسي ولم يظهر ارتباكي ولكني صدقا مع “ولدي” شعرت بارتباك كبير وكنت أخشى ألا يفهم موضوعه بالشكل الذي أريده فالأب الذي يذهب للبحث عن ابنه في سوريا بعد اختفائه المفاجئ وانضمامه للتنظيم الإرهابي “داعش” ليس هو موضوع الفيلم ولم أستلهم أحداثه من قصة الدكتور “بيوض”
[metaslider id=2149]
_ إن كان انضمام الابن إلى داعش ليس قضية مهمة في فيلمك، لماذا ذهبت في هذا الاتجاه؟ كان يمكن للشاب أن ينحرف في اتجاهات أخرى بعيدا عن داعش؟
_ لأن “داعش” والانضمام إليها قضية مغرية لا أملك معرفة كبيرة لأستعرض الأسباب التي تدفع إنسانا سويا إلى الانضمام إلى هذا التنظيم ولكن الثابت أن الدوافع كثيرة والحاجة المادية ليست السبب الوحيد، في الفيلم شاهدنا شابا ضائعا هو نفسه لا يعرف ما الذي يريده وقراره بالانضمام إلى هذا التنظيم كان بمثابة الهروب من حالة الضياع تلك، ومع ذلك فقضيته ليست موضوع الفيلم هي فقط منعرجا في قصة الفيلم الأساسية لبناء الأهم
_ هل يمكن أن يدفع اهتمام العائلة المبالغ فيه بابنها إلى التمرد بالانحراف نحو التنظيم الإرهابي “داعش”؟
_ لا توجد مقاربة واضحة في هذا الاتجاه، يمكن أن يختنق شاب باهتمام عائلته والإحاطة به فيهرب إلى داعش ويمكن أن يفعل ذلك كرد فعل على لا مبالاتها، القضية أوسع بكثير ولهذا قلت إن القضية الرئيسية في الفيلم ليست هذه بل هي لا تهمني كثيرا
_ إلى أين ستذهب في فيلمك القادم؟
_ تسكنني فكرة لن أتحدث عنها ولكني سأكتفي بالقول إنها شديد الصعوبة على جميع المستويات
_ خلال النقاش حول فيلمك “ولدي” أشرت إلى أنه أكثر عمقا من “نحبك هادي” وكأنك بهذا التصريح تريد أن تتجاوز كل ما قيل عن بساطة “نحبك هادي”؟
_ “نحبك هادي” نحبو برشة ويقعد ولدي لول (نقاطعه)
_ أيهما أقرب إلى قلبك ولدك لول والا الثاني؟
_ اليوم وتوة نقلك ولدي الثاني أما ما تعرفش راني نجم نبدل رايي من غدوة
ثمة الكثير من التفاصيل في “ولدي” في مسار “الخرافة”، في آداء “محمد الظريف”، في الموسيقى جعلتني أقول إن هذا الفيلم أكثر عمقا من “نحبك هادي”
_ أنت تشتغل كثيرا على التفاصيل، وخلال تصوير الفيلم كنت تقول لفريقك “ثمة نكتة نحب نوصللها” هل بلغت هذه “النكتة” في النهاية؟
_ يصعب علي الاعتراف بهذا ولكني وصلت إلى جميع “النكت” التي أردتها وخاصة العمل مع “محمد الظريف” كان رائعا ووجدت فيه الطاقة التي فاجأتني
حوار:كوثر الحكيري