أولى الرحلات تصل فجر الأحد وحجاج يروون لـ”الشروق الجزائرية” معاناتهم: لا تحدثونا عن حج الكرامة… عشنا الجحيم في مخيمات منى
وصلت أولى رحلات الحجاج الجزائريين قادمة من مكة المكرمة إلى أرض الوطن فجرا عبر مطار هواري بومدين بعد الانتهاء من شعائر الحج التي تخللتها عدة صعوبات ومشاكل بسبب إخلال مكتب المطوفين المتعاقد مع الديوان الوطني للحج والعمرة بالتزاماته للتكفل الجيد بالحجاج وبخاصة في مشاعر منى .
وتساءل الحجاج في تصريح إلى “الشروق” عن الوعود الخاصة بـ”حج الكرامة” التي أطلقتها وزارة الشؤون الدينية ويتباهى بها الديوان الوطني للحج والعمرة، في وقت أن الواقع الذي عايشه حجاج بيت الله مغاير تماما لما ينقل عبر وسائل الإعلام، وخاصة من الجانب السعودي، معتبرين أن السعودية تتعامل مع الحجاج وكأنهم قطيع غنم، فضلا عن الظروف المزرية التي صاحبت أداءهم مشاعر منى وبخاصة بالنسبة إلى الأكل والشرب وحتى توفير دورات المياه.
وقال أحد الحجاج في اتصال هاتفي بـ”الشروق” قبل الانطلاق نحو الجزائر إن كل ما يروج في وسائل الإعلام مجرد شكليات، كاشفا عن حالة استياء بمخيمات الجزائريين وخاصة أرقام 92 و93 و94 التي عاش فيها الحجاج الجحيم بسبب تراكم أطنان القمامة وعدم قيام مكتب المطوفين الذي تعاقد معه ديوان الحج والعمرة بعمله، وستقدم شكوى لدى السلطات السعودية بخصوصه، وأضاف محدثنا: “في مخيمات منى لا ترى إلا القمامة وكأنك لست في مكان مطهر ومكان يذكر فيه اسم الله”، مشيرا إلى أن الحجاج الجزائريين عانوا الإهانة هناك، وخاصة بالنسبة إلى دورات المياه، حيث خصص 50 حماما لما يقارب 10 آلاف حاج، ما تسبب في طابور لساعات لدخول الحمام وهناك حتى من يقضي حاجته قبل الوصول من كبار السن والمرضى، معتبرا ذلك تقاعسا من السلطات السعودية لخدمة ضيوف الرحمان.
وتساءل ذات المتحدث عن الطبقية الحاصلة في الحج، حيث تجد مخيما مساحته 100 متر فيه 20 شخصا، ومخيم آخر لا يتجاوز 80 مترا فيه 70 شخصا، أما بالنسبة إلى الأكل، فقد عانى الحجاج من سوء الوجبة وكذا تقديمها في وقت متأخر ومرة واحدة فقط ما دفع بالكثير منهم إلى اقتناء الأكل من الخارج رغم أنه دفع تكاليف الحج كاملة بما فيها الوجبات.
وكشف ذات الحاج عن نقص فادح في عدد المؤطرين والمرشدين مقارنة بعدد الحجاج، وعدم درايتهم بالمكان خاصة أن أغلبهم يحجون للمرة الأولى ما يصعب عليهم تأطير ومرافقة الحجاج، معتبرا أن حج 2018 أماط اللثام عن التلاعب في الشهادات الطبية التي تمنحها اللجان الطبية للمعنيين بالحج، إلى درجة أن 30 بالمئة من الحجاج هذه السنة مرضى وعاجزون ومنهم حتى المصابون بأمراض عقلية، وكذا الزهايمر، وهم أشخاص- يضيف- لا يمكنهم القيام بفريضة الحج على أكمل وجه، والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف سمحت اللجنة الطبية لهؤلاء بالسفر للحج وكيف يسمج الابن لوالده أو والدته المريضة بالحج في حالة صحية حرجة قد تعرضه للوفاة.