نحو إقالة رئيس مجلس النواب الجزائري
كشف رئيس المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني في المجلس الشعبي الوطني معاذ بوشارب، اليوم الأحد، أن ممثلي 5 مجموعات برلمانية تمثل الأغلبية في المجلس, سلموا لرئيس الهيئة لائحة تدعوه إلى الاستقالة.
وأوضح بوشارب أن “المجموعة البرلمانية لأحزاب جبهة التحرير الوطني و التجمع الوطني الديمقراطي و الحركة الشعبية الجزائرية و تجمع أمل الجزائر وكتلة الأحرار، التقوا اليوم الأحد برئيس المجلس الشعبي الوطني السعيد بوحجة، وسلموه لائحة تحمل توقيع 351 نائب تدعوه إلى الاستقالة من منصبه وذلك تفاديا لحالة الانسداد”.
تجدر الإشارة إلى أن النصوص القانونية التي تنظم عمل ونشاط المجلس الشعبي الوطني لا تنص بتاتا على حالة سحب الثقة من رئيسه.
وتفيد الأصداء الآتية من قصر زيغود يوسف، أمس، بأن الشروط التي وضعها بوحجة لمغادرة الرئاسة توفرت من خلال عدد توقيعات النواب المطالبين برحيله، وهم من الأغلبية، حيث وصل الرقم إلى 360 توقيع، وأن هؤلاء أبلغوا بوحجة بشكل رسمي بأنهم لن “يتعاونوا” معه وأنه “أصبح من دون غطاء سياسي من الأغلبية البرلمانية” التي اختارته وصوتت لصالحه في انتخابات رئاسة المجلس في مواجهة كل من اسماعيل ميمون (حمس) ولخضر بن خلاف (اتحاد النهضة والعدالة والبناء) ونورة واعلي (الأرسيدي).
كما اشترط بوحجة من أجل انتقال سلس لرئاسة المجلس إلى غيره، أن تكون العملية شرعية من الناحية الإجرائية، بتثبيت التوقيعات والتأكد من مصداقيتها، مستغنيا عن شرطه السابق المتمثل في “صدور أمر رئاسي” بتنحيه، على اعتبار أن رئاسة الجمهورية هي التي أوعزت للأفالان بتزكيته كمترشح للأغلبية.
وقد تسبب الانسداد الحاصل بين بوحجة وقيادة الأفالان وحلفائه في الأرندي وبقية الأحزاب الموالية، في إلغاء تنظيم يوم برلماني كان مقررا اليوم، فيما يظل منصب الأمين العام شاغرا إلى غاية اليوم، وهو ما يؤدي إلى تعطل جزئي لسير المصالح الإدارية داخل المجلس.
ومن المعلوم أن بوحجة انتخب في 22 ماي 2017 بالأغلبية رئيسا للمجلس الشعبي الوطني للفترة التشريعية الثامنة المنبثقة عن تشريعيات 4 ماي من نفس العام، وتم انتخابه بصفته مرشحا للأفالان الذي حاز على 161 مقعد، حيث تلقى دعما من قبل العديد من الموالاة الممثلة في المجلس، وعلى رأسها الأرندي الذي يحصي 100 نائب، وتجمع أمل الجزائر (تاج) بـ 20 مقعدا والحركة الشعبية الجزائرية بـ 13 مقعدا، إضافة إلى كتلة الأحرار (28 مقعدا).
ويتردد ان بوحجة عبر عن رفضه لتجديد ولاية الرئيس بوتفليقة مما يرجح صدور تعليمات من الرئاسة بإزاحته من المشهد السياسي
يذكر أن المجلس الشعبي الوطني شهد تعاقب تسعة رؤساء منذ تأسيسه في 1977, و هم رابح بيطاط وعبد العزيز بلخادم ورضا مالك (المجلس الاستشاري الوطني) وعبد القادر بن صالح (المجلس الوطني الانتقالي) وكريم يونس وعمار سعداني وعبد العزيز زياري ومحمد العربي ولد خليفة و آخرهم السعيد بوحجة.