السعودية الجديدة: بعد عقود من التحريم…أغاني وموسيقى في المطاعم
أعلن رئيس هيئة الترفيه السعودية والمستشار في الديوان الملكي تركي آل الشيخ، مساء الثلاثاء، عن إقامة “فعاليات” كان المُجتمع السعودي يرفضها طيلة سنوات، ولعل أكثرها جرأة السماح بحفلات الموسيقى والغناء في المطاعم والمقاهي بعد أن كانت “مُحرمة” لدى البعض، لا ممنوعة فقط.
وقال آل الشيخ في مؤتمر صحفي أُقيم في فندق فورسيزونز في العاصمة السعودية الرياض إنه سيتم إصدار تراخيص العروض الحيّة في المقاهي والمطاعم للعزف الموسيقي والعروض الغنائية والكوميديا الارتجالية وحركات خفة اليد مُضيفاً: اعتباراً من اليوم، هيئة الترفيه بابها مفتوح لاستقبال العروض…والأولوية دائماً للسعودي والسعودية. ولفت إلى أن استراتيجية الهيئة تهدف إلى أن تُصبح المملكة من بين أول أربع وجهات ترفيهية في منطقة آسيا وأول عشرة وجهات ترفيهية على مستوى العالم على حد قوله.
الفن…
قبل الكشف عن تفاصيل الخطط الفنيّة، أكّد آل الشيخ أن الترفيه “لا يعني الفن”، إرضاءً لبعض فئات المُجتمع، مُعلناً عن إقامة أمسية شعرية للأمير بدر بن عبدالمحسن في المملكة، مُلمحاً إلى أن الرجل قد “ظُلم”، إذ كرمته دول عدة، لكنه لم يشهد تكريماً في وطنه.
وتكريماً لصاحب “الأماكن”، محمد عبده، المُلقب بـ “فنان العرب” في المملكة، أعلنت الهيئة عن توثيق 100 أغنية له بتقنية الهولوجرام.
وأعلن تركي آل الشيخ عن اتفاقه مع محمد هنيدي وطارق العلي وحسن البلام وأشرف عبد الباقي لعرض أعمال مسرحية في مختلف مدن المملكة الفترة المقبلة، وكشف عن “مفاوضات” قائمة مع النجم عادل إمام قائلاً: قطعت شوطاً طويلاً مع الزعيم لتقديم عروض مسرحية للمرة الأولى في السعودية.
ومن الفعاليات التي تطرق إليها آل الشيخ برامج المُسابقات التلفزيونية معلناً عن استضافة المملكة لبرنامج “الحصن”، وإنتاج برنامج “أحلى صوت” The Voice بنسخته السعودية، وإقامة أضخم مُسابقة “البلوت” و”التركس”، وهي ألعاب ورقية، في 13 منطقة في السعودية. وكشف رئيس الهيئة عن مفاوضات لاستقطاب إحدى مباريات دوري السلة الأمريكي NBA.
كما أعلن آل الشيخ عن إقامة عدد من العروض المسرحية العالمية منها عرض مايكل جاكسون “Thriller Live“، وعن افتتاح متحف الشمع Madame Tussauds في كُل من جدة والرياض. ومن بين الشخصيات السعودية التي سيتم نحتها بالشمع الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، بحسب آل الشيخ.
ولم يُضيع المسؤول السعودي الفرصة للرفع مع معنويات الشعب السعودي قائلاً إن الأولوية المطلقة هي “توفير فرص العمل للسعوديين” في كل المجالات التي يوفرها قطاع الترفيه، مؤكداً دعم المواهب السعودية وابتعاثها لتطوير قدراتها في هذا المجال.
مُفاجأة المؤتمر الصحفي
أما مُفاجأة المؤتمر الصحفي، فكانت حين أعلن آل الشيخ عن عمل جديد يجمع الفنانين ناصر القصبي وعبدالله السدحان عبر شاشة “إم بي سي”، بعد خلاف طال بينهما.
ودعاهما آل الشيخ إلى جانبه على المسرح قائلاً: “كويّس جالسين جنب بعض بعد”. وأضاف أمام الحضور: كأنها طوّلت الغيبة؟ نريد أن نجمعكما بأعمال هذه السنة… أعطونا كلمة..
ورغم أن ثُنائي مسلسل “طاش ما طاش” لم يؤكدا موافقتهما على العمل المشترك إلا أن تصفيق الجمهور وحضور رئيس مجلس إدارة مجموعة “إم بي سي”، وليد آل إبراهيم، الذي خاطبه آل الشيخ طالباً موافقته في المؤتمر، قد يكون بداية لبلورة عمل يجمعهما رمضان المقبل.
عُرض طاش ما طاش أول مرة عام 1993 على التلفزيون السعودي مُقدماً القصبي والسدحان اللذين استمرا في العمل معاً في “طاش ما طاش” 18 عاماً.
وفي 2011، قرر القصبي الانفصال عن السدحان بسبب “سوء العلاقة” بينهما. وصرّح في برنامج “يا هلا رمضان” أن الخلافات بينهما ظهرت في الأجزاء الثلاثة الأخيرة من المسلسل، مضيفاً أنها “كانت طبيعية في البداية لكن السيء هو أن تخرج إلى الإعلام”، فيما قال السدحان إن الخلاف ليس هو سببه، وأضاف: “لا أمانع أن أكون المساعد، وأن يكون دور البطولة للقصبي”.
المُسابقات…
وتأكيداً على أن “الترفيه” لا يعني “الفن” فقط، قال آل الشيخ إن المسابقات تعد “عُنصراً مهماً من الترفيه” لافتاً إلى أن الهيئة ستُطلق مسابقة “أجمل تلاوة للقرآن الكريم” في شهر رمضان المُقبل، مُخصصةً مبلغ 5 ملايين ريال سعودي جائزةً للفائز بالمركز الأول، وتعد هذه “أضخم” جائزة لتلاوة القرآن على مستوى العالم، فيما سيحصل الفائز بالمركز الثاني على مليوني ريال، والثالث على مليون ريال، والرابع على نصف مليون.
ولأن “من واجبه” أن تحمل هذه المُسابقات “طابعاً دينياً”، بحسب قوله، ستُطلق الهيئة في رمضان أيضاً مسابقة أجمل صوت لرفع الأذان، وستكون بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية ورئاسة الحرمين الشريفين، لافتاً إلى أن الفعاليات ستُقام في مكة وستكون مفتوحة أمام الجميع من كافة أنحاء العالم وسيحصل الفائز بالمركز الأول في مُسابقة أجمل صوت لرفع الأذان على مليوني ريال سعودي.
كما أعلن إطلاق مُسابقة “الفاروق” للسباحة والرماية وركوب الخيل، ومُسابقة “رحلة الهجرة” وهي قطع الطريق الذي سار فيه الرسول سابقاً من مكة إلى المدينة سيراً على الأقدام أثناء هجرته. وسيحصل الفائز الأول على مليون ريال سعودي، ويمكن لأي “مسلم” أن يشارك في المُسابقة، بحسب آل الشيخ.
يُحرض على الفجور…
وفيما اتهم مغردون على تويتر آل شيخ بأنه “يُحرض على الفجور” بإتاحة ما هو “مُحرم” من قبل هيئة كبار العلماء، أثارت سلسلة تغريدات كتبها الداعية السعودي عادل الكلباني، وهو إمام جامع المحيسن بالرياض، وإمام الحرم المكي سابقاً، والذي كان في مقدمة الحضور مساء الثلاثاء، استياء بعض المتشددين، بدعمه الفعاليات الترفيهية وقوله: أكثر من رائع أن يكون معالي تركي آل الشيخ قد فهم شمولية الترفيه لجميع شرائح المجتمع فتنوعت البرامج والفعاليات دينياً واجتماعياً ورياضياً.
وأضاف الكلباني أن هيئة الترفيه “تلبس حلة جديدة تستحق الوقوف معها “، مُقدماً شكره لرئيسها، وهو ما دفع أحدهم للرد: ما وكلناك ناطقاً عنا يا عادل. ما معيارك عندما تحكم أنها مناسبة…لجميع شرائح المجتمع؟ وغرّد آخر: لا عجب! أليس هذا من أفتى وأباح الغناء!؟ ماذا تنتظرون منه..
وتشهد المملكة “عهداً جديداً” بتولي محمد بن سلمان منصب ولي العهد حسب وصف فئة من السعوديين، وقال ولي العهد في وقت سابق إنه يُريد “إرجاع المملكة إلى ما كانت عليه”، أي “إرجاع الإسلام الوسطي المعتدل، والمنفتح على العالم”. وتماشياً مع رؤية المملكة 2030 التي أطلقها بن سلمان، تأسست هيئة العامة للترفيه لدعم اقتصاد المملكة، ولـ “إثراء الحياة ورسم البهجة” وتحفيز دور القطاع الخاص في بناء وتنمية نشاطات الترفيه حسب ما جاء في أهداف مشروعه.