نتنياهو سيزور المغرب قبل الانتخابات الإسرائيلية
أكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أن رئيس الوزراء الإسرائيليبنيامين نتنياهو سيزور المغرب قبل الانتخابات الإسرائيلية، التي ستُجرى في التاسع من أبريل/نيسان 2019، بهدف ترسيخ التقدُّمات التي حقَّقها في عدد من الدول العربية.
نتنياهو في لقاء سري مع وزير الخارجية المغربي
يأتي هذا على خلفية تقارير تفيد بأنَّ نتنياهو التقى سراً مع وزير الخارجية المغربي في نيويورك، في سبتمبر/أيلول 2018.
فقد كان المسؤولون الإسرائيليون في الماضي مُتكتِّمين حيال الاتصالات التي تجري عبر القنوات الخلفية مع البلدان التي لا تعترف رسمياً بإسرائيل كدولة.
ولهذا سيُنظَر –من جانب الإسرائيليين بالطبع- إلى أي رحلة تتم إلى البلد الواقع في شمال إفريقيا باعتبارها إنجازاً بارزاً آخر، ضمن قائمة رئيس الوزراء المتنامية من النجاحات الدبلوماسية.
لكن نجاح زيارة نتنياهو محدود
قالت عينات ليفي، وهي باحثة بمعهد ميتافيم الإسرائيلي، متخصصة في العلاقات المغربية الإسرائيلية: «تقع القضية الفلسطينية في قلب العالم الإسلامي. وحتى لو نجحت زيارة نتنياهو، فإنَّ إمكاناتها ستظل محدودة على المدى الطويل إن لم يُحَلّ الصراع».
بينما أكد بروس مادي فايتسمان، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط وإفريقيا بجامعة تل أبيب الإسرائيلية، لموقع The Media Line الأمريكي، أنَّ السبب الأساسي الذي سيجعل المغرب راغباً في لقاءٍ مع نتنياهو هو نفوذ هذا الأخير على إدارة ترامب، لأنَّه «يُنظَر إلى إسرائيل باعتبارها طريقاً إلى واشنطن».
ولتحقيق هذا، يريد المغرب أن تدعم إسرائيل والولايات المتحدة مطالبته بالسيادة على منطقة من الأرض في الصحراء الغربية، كانت واقعة من قبل تحت السيطرة الإسبانية.
وأشار مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتو مؤخراً، إلى إمكانية إجراء استفتاء لتقرير مصير المنطقة المُتنازَع عليها، وهي خطوة قُوبِلَت بارتياعٍ كبير من المسؤولين المغاربة.
لكن مع ذلك، يُشكِّك مادي فايتسمان في حدوث زيارة نتنياهو. فقال: «طُرِحَت الرسالة بالفعل في واشنطن (بخصوص الأرض في الصحراء الغربية)، ويُستبعَد أن يمنح الملك رئيس الوزراء الإسرائيلي هذا النوع من الفوز».
بينما قالت عينات إنَّه قد تكون هناك تكلفة سياسية على الملك، إذا ما استقبل وفداً إسرائيلياً. وأضافت: «قد يؤدي هذا إلى انتقادات من الحركات الساعية لمقاطعة إسرائيل، أو من دول عربية أخرى في المنطقة».
فيما رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق على الزيارة المزعومة، أو على صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
العلاقات بين تل أبيب والرباط قُطعت قبل 19 عاماً.. لكنهما تتعاونان على مختلف الأصعدة
أُقِيمت العلاقات الثنائية بين تل أبيب والرباط لأول مرة بعد توقيع اتفاق أوسلو في التسعينات، لكنَّها قُطِعَت بعد ذلك بعد اندلاع الانتفاضة الثانية، وهي فترة بين عامي 2000 و2005 زادت فيها العمليات الاستشهادية الفلسطينية.
وعلى الرغم من القطيعة السياسية، لا يزال البلدان منخرطين في نشاطٍ تجاري على نطاقٍ صغير، ويسمحان بالتبادل السياحي.
إذ قال مادي إنَّ «المغرب بلدٌ فريد ضمن البلدان ذات الغالبية المسلمة»، لأنَّ علاقاته مع إسرائيل «قائمة على المصالح المشتركة، والألفة بين الأسرة الحاكمة في البلاد والطائفة اليهودية المحلية».
علاوة على ذلك، أضاف أنَّ كلتا الدولتين مواليتان للغرب، وتتعاونان بهدوء في المسائل الأمنية. وبعكس البلدان الإقليمية الأخرى، اعترف المغرب علناً بالإسهامات اليهودية في الثقافة المغربية.
وأضاف مادي فاتسمان: «لدى الحكومة المغربية مصلحة في تذكير مواطنيها وبقية العالم بأنَّها تنظر باعتزاز لسكانها اليهود». وفضلاً عن ذلك، روَّج الملك محمد السادس لتدريس المحرقة اليهودية «الهولوكوست» في المدارس.
[metaslider id=10491]