قدّم النائب عن حزب الله نواف الموسوي يوم الخميس 18 يوليو 2019 استقالته من البرلمان، بطلب من قيادته، وفق ما أكّد مصدر قريب من الحزب، على خلفية مشكلة عائلية تطورت إلى إطلاق نار أصاب طليق ابنته وأثار ضجة كبيرة في لبنان منذ أيام.
وبدأ الجدل في نهاية الأسبوع الماضي بعد أن توجه الموسوي برفقة شبان غاضبين إلى مخفر أمني جنوب بيروت كانت تتواجد فيه ابنته غدير مع طليقها حسن المقداد، بحسب ما أفادت وسائل إعلام محلية وبيانات. وكانت دورية أمنية اقتادت المقداد وطليقته إلى المخفر إثر إشكال حصل بينهما على طريق عام.
واتهمت عائلة المقداد النائب الموسوي بإطلاق النار على ابنها أثناء تواجده في المخفر، ما أدى إلى إصابته، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية، الأمر الذي نفاه الموسوي لاحقاً.
وحسن المقداد هو نجل محمد المقداد، الذي يشغل منصب مدير مكتب الوكيل الشرعي للإمام الخامنئي في لبنان.
وقال مصدر قريب من حزب الله إن استقالة الموسوي، وهي الأولى لنائب عن الحزب منذ وصوله إلى البرلمان، “تمّت بطلب من قيادة الحزب وبالتوافق معها” على خلفية الحادث، من دون تفاصيل إضافية.
ورغم اتهامه بإطلاق النار على طليق ابنته، حصد الموسوي تعاطفاً واسعاً في لبنان، خصوصاً بعد تداول شريط فيديو، يظهر مطاردة المقداد لغدير وطفليها وشقيقتها الذين كانوا برفقتها، واعتراضه سيارتهم وسط طريق دولي بينما يعلو صراخها وشقيقتها وتصابان بحالة من الهلع. والتقطت شقيقة غدير الفيديو.
وبرّر كثيرون، وبينهم معارضون لحزب الله، تصرف الموسوي بدافع “الأبوة”.
والموسوي (55 عاماً) نائب عن حزب الله، يتحدّر من منطقة صور في جنوب لبنان وهو أب لأربع فتيات.
قبل انتخابه نائباً في العام 2009، تولى الموسوي الذي انضم إلى حزب الله منذ انطلاقه، إدارة تحرير جريدة “العهد” الصادرة عن الحزب. وشغل مهاماً عدة أبرزها توليه مسؤولية العلاقات الدولية في الحزب حتى انتخابه نائباً.
وكان الموسوي واحداً من عشرة نواب وقعوا عام 2019 على تعديلات لقانون العنف الأسري. ونقلت ناشطات مناصرات لحقوق المرأة، عن الموسوي إسهابه خلال اجتماعات سابقة للجان برلمانية في الحديث عن معاناة ابنته مع طليقها الذي حاز حضانة طفليهما.
وفي لبنان، حيث تتحكم الطوائف بقوانين الأحوال الشخصية، تحدّد غالبية الطوائف سنّ الحضانة الذي يحق خلاله للأم الاحتفاظ بطفلها بعد الطلاق. وتسمح المحكمة الشيعية الجعفرية للأم بحضانة الطفل الذكر حتى السنة الثانية والأنثى حتى السنة السابعة.
وتناضل منظمات حقوقية وحملات نسائية من أجل تعديل سن الحضانة خصوصاً لدى المحكمة الجعفرية التي تعد أحكامها مجحفة بحق المرأة.
وفي فيفري 2019، جمّد حزب الله أنشطة الموسوي النيابية والإعلامية في خطوة غير مسبوقة على خلفية مواقف عالية النبرة تضمنت إساءة، خلال مناقشة البرلمان البيان الوزاري لحكومة الرئيس سعد الحريري.
وقال الموسوي حينها إن الرئيس ميشال عون “وصل إلى قصر بعبدا ببندقية المقاومة التي تشرف كل لبنان ولم يصل عبر الدبابة الإسرائيلية”، في إشارة إلى الرئيس الأسبق بشير الجميل. وأثار ذلك سجالاً في البرلمان.
وقدم رئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد إثر ذلك اعتذاراً رداً على ما وصفه ب”كلام مرفوض صدر عن انفعال شخصي” من الموسوي “تجاوز الحدود المرسومة للغتنا المعهودة في التخاطب والتعبير عن الموقف”.