من هو حسان دياب المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة؟
كُلّف حسان دياب يوم الخميس 19 ديسمبر 2019 تشكيل حكومة جديدة في لبنان خلفا لسعد الحريري المستقيل. فمن هو دياب؟
وخاض دياب (60 عاماً) غمار السياسة المرة الأولى في العام 2011 وزيراً للتربية بعد إطاحة حزب الله بحكومة سعد الحريري آنذاك، في خضم أزمة سياسية حادة. والمفارقة أنه يعود اليوم لترؤس حكومة غداة إعلان الحريري عزوفه عن ترؤس الحكومة مجدداً.
ويأتي تكليف دياب، الأستاذ الجامعي في هندسة الاتصالات والكومبيوتر ونائب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت، على وقع أزمة سياسية حادة في لبنان وانهيار اقتصادي ومالي متسارع يثير غضب اللبنانيين الذين يتظاهرون منذ أكثر من شهرين ضد السلطة السياسية.
وتزيد تسميته، بعد تعذّر حصوله على دعم أبرز ممثلي الطائفة السنية، وعلى رأسهم الحريري وكتلته النيابية، مقابل دعمه من حزب الله وحلفائه، جملة التحديات التي تنتظره على أكثر من مستوى.
وليس لدياب، وهو شخصية مستقلة، اطلالات اعلامية أو تصريحات سياسية في وسائل الاعلام في السنوات الأخيرة.
ومنذ بدء التظاهرات غير المسبوقة التي شهدتها مدناً عدة من الشمال حتى الجنوب مروراً بالعاصمة، تكاد مواقفه العلنية تقتصر على تغريدة واحدة، نشرها في 20 تشرين الأول/أكتوبر. وكتب حينها “في مشهد تاريخي مهيب، انبرى الشعب اللبناني موحداً للدفاع عن حقه في حياة حرة كريمة من بيئة وصحة وتعليم وعمل شريف. له تنحني الهامات وترفع الدعوات بغد أفضل ينعم المواطنون فيه بكامل حقوقهم”.
ويتحدر دياب ذو القامة الطويلة من بيروت وهو أب لثلاثة أولاد. ويحظى بخبرة أكاديمية طويلة، منذ التحاقه بالجامعة الأميركية في بيروت في العام 1985، مدرساً وباحثاً وصولاً إلى توليه مسؤوليات إدارية آخرها نائب رئيس الجامعة، بخلاف تجربته السياسية التي خاضها على وقع انقسام سياسي كبير بين العامين 2011 و2014.
تقول سمر حمدان، وهي جارة دياب منذ 15 عاماً لوكالة فرانس برس إنه “شخص صالح للغاية. لم نر منه إلا كل الخير”.
وأضافت “انه أكاديمي رفيع، ووفر أفضل تربية لأبنائه، وحافظ على تواضعه عندما أصبح وزيراً” معربة عن أملها أن يكون تكليفه “خيراً” على البلاد.
وزير “نادر”
في موقع الكتروني يحمل اسمه ويتضمن تفاصيل عن سيرته الذاتية ورؤيته، يصف دياب نفسه ب”أحد الوزراء التكنوقراط النادرين منذ استقلال لبنان”.
وقد كتب في الموقع “أنا متأكد من أن الحل لغالبية تحدياتنا، الاقتصادية والاجتماعية والمالية وحتى السياسية والبطالة، تكمن في التعليم بكافة أشكاله”.
وتولى دياب مقعده الوزاري في حكومة الرئيس الأسبق نجيب ميقاتي، التي حاز فيها حزب الله وحلفاؤه على غالبية المقاعد. وخلفت هذه الحكومة حكومة ترأسها الحريري وأسقطها حزب الله مطلع العام 2011 بسبب الخلاف حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان المكلفة النظر في قضية اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري في العام 2005 وتمويلها.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الأميركية عماد سلامي لوكالة فرانس برس إن “تحفظ الحريري والمستقبل عن تسمية حسن دياب يسحب الغطاء (السني) عن حكومة حزب الله”.
وفي لبنان، البلد الذي يقوم على المحاصصة الطائفية والسياسية، لا يمكن لأي فريق سياسي من لون واحد التفرّد بالحكم، وفق ما أظهرته تجارب سياسية سابقة.
ومع التدهور الاقتصادي المتسارع، فإن مهمة دياب في تشكيل حكومة ترضي الشارع لن تكون سهلة على الاطلاق، خصوصاً مع اشتراط المجتمع الدولي تقديم أي دعم مالي للبنان بتشكيل حكومة اصلاحية.
كتاب “الانجازات”
وبينما لم يتضح موقف الشارع بعد من تسمية دياب، استعاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تقارير نشرتها وسائل اعلام محلية قبل سنوات، انتقدت فيها اقدام دياب على نشر كتاب يوثّق “انجازات” حققها خلال تبوئه وزارة التربية والتعليم العالي.
وأفادت حينها أن كلفة الكتاب الأنيق المؤلف من ألف صفحة قد اقتطعت من ميزانية وزارة التربية.
ودياب الحائز على بكالوريوس (مع مرتبة شرف) في هندسة الاتصالات ودكتوراه في هندسة الكومبيوتر من بريطانيا، حيث تلقى علومه الجامعية، أستاذ محاضر في كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة في الجامعة الأميركية.
كما تولّى منصب العميد المؤسس لكلية الهندسة في جامعة ظفار في سلطنة عمان والرئيس المؤسس بين العامين 2004 و2006.
وفي سجله أكثر من 150 منشوراً في مجلات عالمية ومؤتمرات دولية، وفق سيرته الذاتية على موقعه الإلكتروني