كان واضحا ان الصحافة التركية تعمدت ابراز تركيبة الوفد المرافق للرئيس اوردوغان في زيارته السريعة وغير المعلنة الى تونس، زيارة زيت الزيتون التونسي الذي وعد اوردوغان بان يسهل ترويجه في العالم ، وربما من اجل هذه الغاية النبيلة اصطحب السلطان التركي رئيس جهاز اسخباراته هاكان فيدان
فمن يكون هذا الرجل الذي يعتبره كثيرون سلطان الظل في ما يراه آخرون ذراع اوردوغان للعمليات المشبوهة والقذرة وهو في كل الاحوال الرجل الذي يعرف الكثير في نظام اوردوغان ؟
ولد “هاكان فيدان” عام 1968 في العاصمة التركية “أنقرة“.
تلقى تعليمه في الأكاديمية الحربية التابعة للقوات البرية التركية وتخرج منها عام 1986. وتم تعيينه بعدها رقيباً في القوات المسلحة التركية. وتولّى فيدان مهمة فنّي حواسيب في قسم معالجة البيانات التلقائية التابع للقوات البرية التركية. وذلك بعد أن تلقّى تعليماً في مدرسة اللغة التابعة للقوات البرية أيضاً.
وكانت أهم نقطة تحول للحياة الوظيفية والتعليمية لفيدان هي تعيينه في “إدارة فيلق عمليات واستخبارات الرد السريع” في ألمانيا والتابعة لحلف شمال الأطلسي “الناتو”. وأثناء تأديته لمهمته في خارج البلد، حاز على درجة البكالوريوس بجامعة ميريلاند في الولايات المتحدة الأمريكية في العلوم السياسية والإدارة.
وعقب عودته إلى تركيا حاز فيدان على درجة الماجستير من جامعة بيلكنت في فرع العلاقات الدولية، وقام بتحضير بحث الماجستير بعنوان “مقارنة بين نظام الاستخبارات التركي والأمريكي والبريطاني” في عام 1999، أشار فيه إلى حاجة تركيا لشبكة استخبارات خارجية قوية جداً.
وتابع فيدان برنامج الدكتوراه في جامعة بيلكنت، حيث قام بتحضير بحث بعنوان “الدبلوماسية في عصر المعلومات: استخدام تكنولوجيا المعلومات في التحقق” في عام 2006.
عقب انتقال فيدان للحياة العملية، تم تعيينه مستشاراً اقتصادياً وسياسياً في السفارة التركية بأستراليا. وتابع أعماله الأكاديمية في معهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح، وفي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومركز المعلومات والتدريب وأبحاث التحقق في لندن.
في عام 2003 تولى رئاسة وكالة التنمية والتنسيق التركية واستمر في المهمة حتى 2007، ولم تبقَ في هذا الفترة دولة في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقوقاز والبلقان إلا وقام بزيارتها. وكان في نفس الوقت مستشاراً لأحمد داود اوغلو الذي كان وقتها وزيراً للخارجية التركية. وفي عام 2007 عُيّن نائباً لمستشار رئيس الوزراء لشؤون الأمن الدولي والسياسة الخارجية، وكان رئيس الجمهورية الحالي “رجب طيب أردوغان” وقتها رئيساً للوزراء. وفي نوفمبر أصبح عضواً في المجلس الإداري للوكالة الدولية للطاقة الذرّية.
في 12- 13 افريل 2010 حضر قمة الأمن النووي التي عُقدت في واشنطن بصفة ممثل رسمي لتركيا.
وفي 17 افريل 2009 تم تعيينه نائباً لرئيس الاستخبارات “إيمره تانير”، وذلك بسبب إنجازاته الإيجابية ونشاطه العالي الذي قدمه في عمله برئاسة وكالة التنسيق والتعاون التركية وفي مستشارية رئاسة الوزراء. وعقب تقاعد رئيس الاستخبارات تانير، قامت حكومة حزب العدالة والتنمية بتعيين هاكان فيدان رئيساً للاستخبارات في 27 ماي من عام 2010 وكان يبلغ من العمر 42 عاماً. وبذلك أصبح أصغر شخص يتولى منصب رئاسة الاستخبارات.
ونقلت وكالات الأنباء وقتها تعيين فيدان لرئاسة الاستخبارات تحت عنوان “مرحلة جديدة في الاستخبارات التركية”. لأن فيدان كان يهدف لإزالة النقاط الضعيفة التي كانت في المؤسسة. ووضع نظام نظام دقيق في الجهاز الاستخباراتي داخلياً وخارجياً.
ومن أبرز الأحداث التي لعب فيها فيدان دوراً فعّالاً حادثة سفينة مافي مرمرة التي كانت تنقل المساعدات إلى غزة والتي قام الجيش الإسرائيلي بإنزال قواته إليها وقتل عدد من طاقمها. ولعب أيضاً دوراً فعّالاً في أزمة حزب العمال الكردستاني الذي عانت تركيا منه أعواماً طويلة. وحادثة أولو دارا التي تمّ فيها إلباس الجيش التركي تهمة ومسؤولية مقتل عدد من المواطنين على الحدود العراقية التركية.