صحف بريطانية وأمريكية : «رسائل خبيثة» من ولي العهد السعودي اخترقت هاتف مؤسس أمازون وصهر ترامب
قال تقرير لصحيفتي The Guardian وFinancial Times البريطانيتين إن هاتف مؤسس شركة «أمازون» ومالك صحيفة «واشنطن بوست» الملياردير جيف بيزوس تعرض للاختراق من قِبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن طريق رسائل واتساب، لكن هذه الاتهامات نفتها المملكة عبر سفارتها في الولايات المتحدة، معتبرةً أنه أمر «سخيف».
كيف تم الاختراق؟ ولماذا؟ حسب ما كشفته The Guardian، فقد بدأ كل شيء منذ 1 ماي 2018، عندما تلقى بيزوس رسالة تتضمن ملفاً خبيثاً على هاتفه عبر تطبيق واتساب من رقم خاص لولي العهد، ما سهل اختراق كمية كبيرة من البيانات -لم يتضح ماهيتها أو كيفية استخدامها- في غضون ساعات، قبل أشهر من اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي كان يكتب بصحيفة «واشنطن بوست».
صحيفة Financial Times أيضاً قالت إن خبراء التحقيقات الذين عينهم جيف بيزوس توصلوا وبدرجة ثقة «متوسطة إلى قوية» إلى أن حساب الواتساب الذي يستخدمه ولي العهد كان منخرطاً بصورة مباشرة في قرصنة هاتفه، بعد تسلّمه رسائل لا تبدو أنها مؤذية ومقاطع فيديو مشفرة.
أما لماذا؟ فيقول التقرير إنه كان بمثابة عقاب لبيزوس على نشر خاشقجي مقالات بصحيفته، ومتابعتها لقضايا الناشطين السعوديين الذين يتعرضون لاضطهاد.
هل أصاب بيزوس شك؟ التقرير أشار إلى أن الرجلين كانا يتبادلان الرسائل بشكل عادي عبر واتساب، لذلك كان بيزوس يفتح الرسائل دون شكوك بأن تصله ملفات خبيثة من ملك السعودية المستقبلي.
أما حول تبادل الأرقام، فقد أشارت Financial Times إلى أنهما تبادلا أرقام الهواتف في حفل عشاء بلوس أنجلوس، خلال زيارة أجراها بن سلمان إلى أمريكا، في مارس2018، لجذب الاستثمارات للمملكة، وخلالها زار ولي العهد مقرات شركات تكنولوجية كبيرة بينها أمازون وفيسبوك ومايكروسوفت، لذلك كان التواصل بينهما طبيعياً بدرجة كبيرة.
أشارت الصحيفة أيضاً إلى تلقي بيزوس رسالة من ولي العهد على واتساب بعد أشهر من انقطاع التواصل، مفادها: «جيف كل ما تسمعه ويقال لك غير صحيح، والأمر مسألة وقت فقط لتعرف الحقيقة، ليس هناك أي شيء ضدك أو ضد أمازون منّي أو من السعودية».
إذاً، كيف اكتُشف اختراق الهاتف؟ اكتشف الاختراق بعد نشر صحيفة National Enquirer بيانات عن علاقة بيزوس ولورين سانشيز، مذيعة التلفزيون السابقة، التي تبعها طلاق كلفه نصف ثروته – نشرت المعلومات بعد 9 أشهر من تاريخ الاختراق.
وقد توصلت أنييس كالامار، المقررة الخاصة للأمم المتحدة في أعمال القتل خارج نطاق القضاء -التي تباشر قضية خاشقجي ووجدت في تحقيقها صلة مسؤولين بينهم ولي العهد بالجريمة- إلى أن التحليل الجنائي لهاتف بيزوس بين أن الاختراق بدأ من ملف مصاب وارد من حساب ولي العهد السعودي. هذه المعلومة أشارت لها الصحيفة البريطانية، لكنها أكدت أن كالامار رفضت التعليق على التقرير الأخير.
هذا يعضد شهادة المحقق غافين دي بيكر، رئيس الأمن لدى جيف بيزوس، الذي قال في مارس 2019 إن الحكومة السعودية وصلت إلى هاتف بيزوس وحصلت على معلومات خاصة منه، وإنها وراء تسريبات علاقته بالمذيعة.
بماذا ردت المملكة؟ بعد ساعاتٍ من نشر التقرير، نشرت سفارة المملكة لدى الولايات المتحدة تغريدة على تويتر تقول فيها إنَّ التقارير الإعلامية التي تدَّعي أن المملكة وراء قرصنة هاتف السيد جيف بيزوس أمر سخيف، داعيةً إلى التحقيق في الادعاءات حتى يحصل الجميع على حقائق.
كيف سيؤثر ذلك على المملكة؟ ترى الصحيفة البريطانية أن هذا الكشف سيعرض الحملة التي يقودها ولي العهد لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى السعودية للخطر، كما قد يؤدي إلى إعادة التحقيق فيما كان يفعله ولي العهد ودائرته في الأشهر التي سبقت اغتيال خاشقجي، بعد اعتبارهم أن الاغتيال جاء نتيجة قرارات فردية، وعزمت التحقيق مع 8 أشخاص في القضية.
من جهة اخرى عبّرت صحف ومواقع أمريكية، بينها موقع Business Insider، عن قلقها بشأن تعرض جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكبير مساعديه في البيت الأبيض لاختراق ما من الحكومة السعودية؛ إذ أثارت تقارير سابقة أعلنت عن تواصل كوشنر مع الأمير السعودي محمد بن سلمان عبر واتساب ضجة، تحولت الآن إلى مخاوف، بعد تقرير صحيفة The Guardian البريطانية الذي يزعم أنَّ ولي العهد السعودي استخدم واتساب لاختراق الهاتف الخاص بجيف بيزوس، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون.
رسالة مشفرة بين كوشنر وولي العهد: أشار موقع The Intercept الأمريكي، لأول مرةٍ في مارس من عام 2018، إلى أنَّ كوشنر بعث برسالةٍ إلى الأمير السعودي على تطبيق واتساب المُشفَّر الشهير الذي تملكه شركة فيسبوك، ثم ذكرت شبكة CNN الأمريكية الأمر نفسه في أكتوبر من العام نفسه.
بعدها، وتحديداً في ديسمبر2018، أكد محامي كوشنر، آبي لويل، للجنة الرقابة في مجلس النواب الأمريكي، أنَّ كوشنر كان يستخدم تطبيق واتساب في إجراء اتصالات حكومية رسمية، من بينها اتصالات مع أشخاصٍ خارج الولايات المتحدة.
«وصفة لحدوث كارثة»: انتقد بعض المُشرِّعين الديمقراطيين وخبراء الأمن السيبراني استخدام كوشنر لتطبيق واتساب، إذ قال دانييل شومان، رئيس ائتلاف Congressional Data غير الربحي، لشبكة CNN في 2019 إنَّ تصرُّف كوشنر يعد بمثابة «وصفةٍ لحدوث لكارثة».
فيما أعلنت إيليا كامينغز، الرئيس السابق للجنة الرقابة في مجلس النواب، اعتراف لويل في رسالةٍ أصدرتها في مارس 2019، واعتبرت اللجنة أن كوشنر ربما يكون قد انتهك قوانين السجلات الفيدرالية بهذا التواصل.
بالرغم من تلك المخاوف، لكن لا توجد تقارير تشير إلى تعرض هاتف كوشنر للاختراق. كما لم يرد البيت الأبيض على طلبٍ لموقع Business Insider الأمريكي للتعليق على الأمر. كذلك رفضت شركة فيسبوك المالكة لواتساب التعليق للموقع على الاختراق المزعوم.
فضيحة كامبريدج أناليتيكا: هنا، لابد من الإشارة إلى أن شركة فيسبوك اشترت تطبيق واتساب عام 2014. وفي أعقاب فضيحة كامبريدج أناليتيكا، شجَّع بريان أكتون -الذي شارك في تأسيس واتساب والذي ترك الشركة منذ ذلك الحين- الناس على حذف تطبيق فيسبوك بسبب انتهاكات الخصوصية التي تورَّطت فيها الشركة.
ت