ما حقيقة بناء مستشفى في الصين في ستة أيام فقط؟
في مدينة ووهان الصينية، مركز تفشي فيروس كورونا المستجد، يجري العمل على قدم وساق لإنجاز مشروع بناء مستشفيين في “غضون أيام”.
طائرات من دون طيار رصدت لقطات من موقع البناء على أطراف المدينة المزدحمة، جرافات تحفر أساسات الموقع وشاحنات تنقل مواد البناء.
وفي المدينة التي تكاد تكون شوارعها خالية بسب تفشى المرض، ينتظر الصينيون اكتمال البناء في المستشفيين بحلول مطلع الأسبوع المقبل، حسبما وعد المسؤولون.
كيف سيتم إنجاز هذا العمل بسرعة؟
في الواقع هذا المشروع ليس لبناء مستشفى متكامل، فبحسب سكوت رولينغز، المهندس المعماري الذي يترأس شركة الهندسة المعمارية HOK ما تقوم به الصين ليس بناء منشأة طبية بالمعني الحرفي ولكن “مركز حجر صحي لاحتواء عدوى منتشرة”.
ويرى أن هذا البناء ليس مستشفى دائما يقدم خدمة طبية كاملة، بحسب تصريحاته لموقع Quartz، فبناء صرح طبي متكامل يتطلب دراسة مدى أهلية المبنى لمدة 75 سنة قادمة، وهي رفاهية لا تمتلكها الصين في هذه الظروف.
وفضلا عن ذلك فبناء مستشفى يقدم خدمة كاملة يتطلب استشارة مقدمي الرعاية الصحية والمجتمع المحلي، وهو أيضا أمر غير متوفر في الوقت الحالي، لذلك يستخدم المسؤولون في ووهان تصميم جاهز استخدم من قبل، هو تصميم بناء مستشفى “شياوتانغشان” الذي بني في ضاحية ببكين في غضون أسبوع واحد أثناء تفشي فيروس سارس عام 2003.
الأمر الآخر هو أن الصينين يستخدمون وحدات بناء جاهزة، وغرف مصنعة بالكامل في المصانع، ويتم فقط نقلها إلى موقع البناء.
ثورستين هيلبيج، المهندس والمؤسس الشريك لشركة الهندسة الألمانية Knippers Helbig قال في تصريح للموقع إن الإنشاءات المصنعة “آمنة”، لأنها تصنع في بيئة يمكن التحكم فيها، وهو ما يمكن المصممين من اكتشاف أي مشاكل والتأكد من أن جميع كتل البناء تعمل معا قبل أن يتم استخدامها.
والتصاميم الجاهزة ليست تقليعا صينيا، فقد استخدمت في أماكن أخرى حول العالم، واستخدمته وزارة الدفاع الأميركية لبناء مستشفيات ميدانية للحالات الطارئة. والجدير بالذكر أن طلاب العمارة والصحة في جامعة كليمسون يجربون استخدام حاويات الشحن لبناء مستشفيات الاستجابة العاجلة.
صحيفة مورنينغ بوست نشرت تقريرا يفيد بأن المستشفى الصيني الذي يزمع اكتماله في الثالث من فبراير سيكون على ارتفاع منخفض (طابق أو طابقين) وسيكون مكونا من وحدات بناء جاهزة تفصل بين كل وحدة منها مساحة خارجية، وسيتم ربطها بممرات مركزية.
الجدير بالذكر أن عدد ضحايا الفيروس ارتفع إلى 133 في حين أعلنت منظمة الصحة العالمية عن “قلقها البالغ” تجاه انتشار الفيروس بين البشر في ثلاث دول أخرى.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن لجنة الطوارئ بها ستعقد اجتماعا مغلقا الخميس لتقييم إن كان فيروس كورونا الجديد الذي ينتشر سريعا من الصين بات يمثل حالة طوارئ عالمية.
وقال رئيس المنظمة تيدروس أدهانوم في مؤتمر صحفي في جنيف “نشعر بالانزعاج لتطور الفيروس خلال الأيام القليلة الماضية وخاصة انتقاله من شخص إلى آخر في بعض الدول” وذكر بالاسم ألمانيا وفيتنام واليابان.
وأبلغ البيت الأبيض الثلاثاء شركات الطيران الأميركية أنه يفكر في فرض حظر شامل على جميع الرحلات الجوية من وإلى الصين.
ووصلت طائرة تحمل 201 أميركي، من بينهم موظفون في وزارة الخارجية الأميركية، من مدينة ووهان إلى جنوب ولاية كاليفورنيا الأميركية الأربعاء.
تعليقات فيسبوك