تعلن نتائجها الليلة:من سيفوز بأوسكار فضل فيلم؟
من سيفوز بجائزة أفضل فيلم في مسابقة الأوسكار (جائزة أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية) هذا العام؟
بالتأكيد سنعرف الفائز عند إعلانه في حفل توزيع الجوائز في التاسع من فيفري في لوس أنجلس، ولكن ثمة بعض الدروس المستخلصة من احتفالات إعلان الجوائز في الأعوام السابقة يمكن أن تقدم لنا بعض التلميحات في هذا الصدد.
عادة ما يكون تخمين الفيلم الذي سيفوز بأهم جوائز الأكاديمية وأكثرها اعتبارا نوعا من الاختبار لعشاق السينما ونقادها، بل وقد يطال حتى الناشرين والأكاديميين وعلماء الرياضيات، الذين قد يسهمون في دراسات أكاديمية عن توقعات جوائز الأوسكار.
بيد أن بعض الخلاصات المقدمة هنا بشأن الطرق التي يُعزز بها الفيلم حظوظه للفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم قد تبدو مفاجئة تماما.
يميل المرشحون لجائزة أفضل فيلم والفائزون بها إلى أن يكون زمن عرض أفلامهم أطول من المعتاد.
لقد جمع موقع “كولايدر” بيانات من الأكاديمية عن الأفلام الفائزة ووجد أن 59 فيلما من بين 91 فيلما فازت بجائزة أوسكار أفضل فيلم كان زمن عرضها لا يقل عن 120 دقيقة.
وكشف الموقع أيضا عن أن أطول فيلم من قائمة الأفلام المرشحة كل عام هو الأكثر ترجيحا لنيل الجائزة.
النجاح الجماهيري في شباك التذاكر لا يُترجم بالضرورة إلى ترجيح للفوز
إن أداء الفيلم الجيد في حساب شباك التذاكر لا يعني بالضرورة ثناءً نقديا للفيلم، أو يؤدي إلى فوزه بالأوسكار.
فاختلاف الذائقة الفنية بين الجمهور والأكاديمية يُمكن تلمسه في هذا المثال الإحصائي البسيط: خلال الثلاثين عاما الماضية، لم تتصدر إيرادات شباك التذاكر سوى ثلاثة أفلام فقط من الأفلام الفائزة بجائزة أفضل فيلم، وهي رجل المطر (أوسكار 1989) تيتانيك (1998) و سيد الخواتم : عودة الملك (2004).
في الواقع، لم يتمكن أي من الأفلام الفائزة بالأوسكار منذ عام 2004 أن يكون ضمن قائمة أكثر عشرة أفلام إيرادا في سنة عرضه.
ولعل الفيلم الوحيد في هذا العام الذي من الممكن أن يكون في قائمة أعلى الإيرادات هو فيلم “الجوكر” الذي أنهى عام 2019 متربعا في المرتبة السابعة من قائمة أعلى الأفلام إيرادا هذا العام.
إجعل فيلمك دراميا
تعد أفلام الدراما من أكثر الأنواع الفنية (الجنرات) نجاحا في تاريخ جوائز الأوسكار.
ووفقا لتحليل في قاعدة بيانات الأكاديمية، كانت الأفلام المصنفة تحت النوع الدرامي 47 فيلما من بين 91 فيلما توجت بتمثال جائزة أوسكار أفضل فيلم في تاريخ الجائزة، واحتلت الأفلام الكوميدية المرتبة الثانية بفارق كبير عن الأولى، إذ فاز 11 فيلما كوميديا فقط بالجائزة.
ميزانية فيلمك لا تشتري لك جائزة أوسكار هذه الأيام
يمكن للأفلام ذات الميزانيات الإنتاجية الكبيرة أن تكون أفلاما ضخمة وتتوج بالجوائز لكنها هذه الأيام لم تعد كذلك في الغالب.
لقد كان فيلم “بن هور” أغلى فيلم في تاريخ السينما في زمنه، وقد قطف 11 جائزة أوسكار (بضمنها جائزة أفضل فيلم) في عام 1960.
وتقدر ميزانية الفيلم، بعد حساب فرق التضخم، بنحو 130 مليون دولار، أي أكثر بـ 25 مرة من ميزانية فيلم “ضوء القمر” الذي فاز بجائزة الأوسكار العام الماضي.
- أوسكار 2020: القوائم الكاملة للترشيحات
- أوسكار 2019: رامي مالك يفوز بجائزة أفضل ممثل
- النساء يحصدن معظم جوائز مهرجان لندن السينمائي 2015
وهيمنت أفلام ذات ميزانيات منخفضة في الأعوام الأخيرة على الفوز بالجائزة : فمنذ عام 1991 لم يفز بالجائزة من الأفلام ذات الميزانيات الضخمة سوى ثلاثة هي تيتانيك (1998) و المجالد (2001) و المغادرون (2007).
من الضروري أن تقطف عددا من الجوائز الأخرى قبل الأوسكار
ويرافق موسم جوائز الأوسكار عدد من الجوائز، التي يحلو للبعض أن يسميها “جوائز الإحماء”، ومن بينها جوائز الكرة الذهبية (غولدن غلوب) وجوائز أخرى تقدمها مختلف النقابات والروابط في صناعة السينما. وكل هذه النقابات السينمائية قد يكون لديها أعضاء يشاركون في التصويت على جوائز الأوسكار.
لذا غالبا ما يُعد الفوز بمثل هذه الجوائز مؤشرا على إمكانية نجاح الفيلم في حفل توزيع جوائز الأوسكار النهائي.
وإذا كنت من محبي فيلم 1917، سيسرك ذلك كثيرا، فالفيلم حصد جائزة أفضل فيلم درامي في جوائز الكرة الذهبية، فضلا عن جائزة نقابة المنتجين.
ومن بين 14 فيلما حصلت على هاتين الجائزتين، ضَمنَ 11 فيلما منها الفوز بجائزة أوسكار أفضل فيلم.
بيد أن ذلك قد يكون أيضا نذير شؤوم في جوائز هذا العام: ففيلم كوانتين تارانتينو “حدث ذات مرة في هوليود” مرشح أيضا هذا العام في جوائز الأوسكار وقد ربح جائزة أفضل فيلم ضمن جوائز اختيارات النقاد.
ومنذ عام 2000 كانت الأفلام التي فازت بجائزة النقاد هي نفسها التي فازت بأوسكار أفضل فيلم في 13 مرة من 20 حفل لمنح جوائز الأوسكار في هذه الفترة.
لا تختر مخرجة
هذه حقيقة مؤسفة في جوائز الأوسكار. إذ لم يترشح في مجمل تاريخ الجائزة سوى 12 فيلما من إخراج مخرجات نساء لجائزة أفضل فيلم، من بين 560 فيلما رشحت لنيل الجائزة في تاريخ جوائز الأوسكار.
ولم يفز من هذه الأفلام المرشحة سوى فيلم واحد من إخراج امرأة، هو “هارت لوكر” في عام 2010، وكان من نصيب مخرجته كاترين بيغلو أيضا الفوز بجائزة أفضل إخراج للمرة الأولى لأمراة عن عملها في الفيلم نفسه.
في عام 2020، رشح فيلم المخرجة غريتا غيرويغ “نساء صغيرات ” لجائزة أوسكار أفضل فيلم، (سبق لغيروغ أن رشحت لنيل أوسكار أفضل إخراج عن فيلمها “ليدي بيرد” عام 2018)، بيد أنه باستثناء بيغلو، لم تحظ أي تجربة إخراجية نسوية أخرى باحتضان القائمين على هذه الجائزة والتتويج بها.