في العالم
في كندا:هروب المسؤولين عن دار للمسنين خوفا من كورونا
في مركز “هيرون” لرعاية المسنين، الواقع في ضاحية دورفال في مونتريال بكندا، عثر المسؤولون في السلطات الصحية، بعد إبلاغهم بهرب المسؤولين عن رعاية المسنين، على نزلاء الدار وهم يعانون من الجفاف وبلا طعام منذ أيام بينما استلقوا في أسرّتهم غير قادرين على التحرك، وقد غطت الفضلات أجساد بعضهم فيما سقط آخرون أرضا وتوفي شخصان لم يعلم أحد بأمرهما.
ويكمن السبب في أن القائمين على رعاية المسنين هربوا من هذه الدار، التي شهدت وفاة 31 شخصا خلال بضعة أسابيع، وأصبحت رمزا لتداعيات فيروس كورونا المستجد على مؤسسات الرعاية في كندا.
فُتح تحقيق بشأن الوضع في مركز “هيرون” جراء “الإهمال الجسيم”، الأمر الذي أدى إلى المطالبة بالمحاسبة على المستوى الوطني حيال الظروف التي تمر بها دور الرعاية، حيث سُجل أكثر من نصف إجمالي وفيات البلاد بكورونا التي بلغت أكثر من 1250 وفاة في هذه الدور.
ونسبت خمس من 31 من الوفيات الأخيرة في الدار رسميا إلى فيروس كورونا المستجد، بينما ما زال الطبيب الشرعي يعمل على الكشف عن أسباب باقي الوفيات.
وقالت ديفيس من منزلها الواقع في كريتون بمقاطعة ساسكاتشوان إنها بدأت تشعر بالقلق على والدها الذي توفي عن 86 عاما ويعتقد أنه أصيب بالفيروس قبل أسبوع على وفاته عندما اصبح صوته أضعف في كل مرة تحدثا فيها هاتفيا، مؤكدة أن دار “هيرون” هي رمز للمشكلة التي يعاني منها نظام الرعاية بالمسنّين في كندا، وانه لا يعتبر حالة استثنائية في البلاد.
وقال رئيس وزراء كيبك فرانسوا ليغو إن القضية على ما يبدو تتعلق بـ”إهمال جسيم” إذ لم يتبق سوى ممرضتين للاعتناء بـ130 مسنّا، بينما كشفت وسائل الإعلام الكندية كذلك أن مالك الدار أدين في الماضي بتهريب المخدرات والاحتيال والتهرّب الضريبي، ما أثار المزيد من الغضب الشعبي.
ومٌنعت عائلات الضحايا، التي شعر أفرادها بمزيج من الصدمة والغضب لعدم امتلاكهم القدرة على القيام بأي شيء، من زيارة الدار بحجة تجنب العدوى بكورونا المستجد.
وُضعت المنشأة حالياً في عهدة السلطات الصحية المحلية ورُفعت دعوى قضائية مشتركة تطالب المالك بتعويض بقيمة خمسة ملايين دولار كندي بتهمة “سوء المعاملة غير الإنسانية والمهينة” لفشله في ضمان الحصول على الرعاية المناسبة والمستمرة.
ويقول بيتر ويلاند “في السابع من افريل، تركت والدتي على كرسيها المتحرّك بحفاض مليء بالفضلات لثلاث ساعات لأن أحدا لم يستجب” لزر الطوارئ وصراخها للحصول على المساعدة، مضيفاً أنها كانت تعاني من الإسهال، وهو أحد عوارض فيروس كورونا المستجد، ونقلت بيتر ويلاند والدته، إثر ذلك، إلى مستشفى حيث تم تشخيص إصابتها بكوفيد-19، ولن تعود إلى “هيرون”، إذ يخطط الابن، فور تعافيها، لنقلها إلى شقة وتوظيف ممرضة خاصة للاعتناء بها، بدلا من مواصلة تسديد 45 ألف دولار كندي للدار
ولم يشكل الوضع المزري، الذي تم اكتشافه في دار “هيرون”، مفاجأة كبيرة للخبراء الذين يشيرون إلى عقود من التمويل غير الكافي للرعاية بالمسنّين، حيث يعد العمل صعبا، بينما نادرا ما يحصل الموظفون على أكثر من الحد الأدنى للدخل، واعترف وزير صحة كيبك السابق ريجين هربرت “أهملنا الرعاية بالمسنّين لمدة طويلة جدا”.