السعودية “مقامرة باهظة الثمن” للسعودية بعد “قنبلتها النفطية” التي أغضبت الأميركيين
قالت مصادر تجارية ومصادر بقطاع الشحن البحري إن السعودية تنظر في تغيير مسار ملايين البراميل من النفط تحملها ناقلات تبحر إلى الولايات المتحدة إذا قرر الرئيس دونالد ترامب وقف واردات الخام من المملكة.
وبحسب بيانات للشحن ومصادر، هناك حوالي 40 مليون برميل من النفط السعودي في طريقها إلى الولايات المتحدة، ومن المقرر وصولها خلال الأسابيع المقبلة، وهو ما يضع مزيدا من الضغوط على الأسواق التي تجد صعوبة بالفعل في استيعاب تخمة في المخزونات.
وقال مسؤولون أميركيون في الأيام القليلة الماضية إن واشنطن تدرس وقف الشحنات السعودية من النفط الخام أو فرض رسوم جمركية على تلك الشحنات، وهو ما يزيد الصعوبات بالنسبة للشحنات التي تبحر حاليا.
وقالت مصادر بقطاع الشحن إن المملكة حاولت الحصول على خيارات تخزين للشحنات من مالكي الناقلات عندما جرى تأجير السفن الشهر الماضي، لكن الكثيرين رفضوا بالنظر إلى ارتفاع الأسعار وعدم الرغبة في تقييد السفن.
وقال مصدران لرويترز إن السعودية تبحث ما إذا كان بإمكانها إعادة توجيه الشحنات إلى مكان آخر إذا أوقفت الولايات المتحدة الواردات.
وقالت أرامكو السعودية، شركة النفط الوطنية في المملكة، إنها ملتزمة بعقودها الطويلة الأجل مع زبائنها بشأن تسليم شحنات الخام لأشهر افريل وماي وجوان
وأضافت الشركة في بيان أن “التغييرات في وجهات السفن شيء اعتيادي أثناء ممارسة أنشطتنا، خصوصا لشركة في حجمنا”.
وقال مصدر بشركة تجارية عالمية إن “أوروبا تبدو ممتلئة، لكن بالتأكيد إذا عرض السعوديون مستويات رخيصة فعلا، سيأخذها المشترون”.
وأضاف أن “البعض لا يزال لديه مساحات تخزين أو ربما يوافق على التخزين العائم لبعض الوقت”.
وقال مصدر بشركة أخرى لتجارة النفط تنشط في آسيا إنهم يتوقعون أن الكثير من البراميل المتجهة للولايات المتحدة ستتدفق إلى المنطقة إذا جرى وقف الواردات.
ودفع انهيار الطلب الناجم عن فيروس كورونا المستجد والبحث عن خيارات تخزين، الولايات المتحدة إلى التفكير في مثل هذه الخطوة.
وأظهرت بيانات للشحن أن 19 ناقلة عملاقة، كل منها قادرة على حمل مليوني برميل من النفط، كانت تبحر إلى مرافئ أميركية رئيسية، وبصفة خاصة في الخليج الأميركي.
وأشارت البيانات إلى أن ثلاث ناقلات منفصلة، استأجرتها السعودية أيضا، راسية في الوقت الحالي خارج موانئ في الخليج الأميركي.
وقال مصدر بقطاع الشحن إنه “قد يتبين أن هذه ممارسة باهظة الثمن بالنسبة للسعوديين أيا كان ما سيحدث للشحنات وسيحتاج مالكو الناقلات لتقاضي غرامات تأخير (للسفن) وكان يمكن أن تعود تلك التكاليف بالربح عندما كانت السوق أعلى بما يغطي الإيجارات”.
وأضاف “في حين أن هذه مقامرة باهظة التكلفة بالنسبة للسعوديين.. كان يمكن أن يكون إيقاف الإنتاج أكثر كلفة”.
وتشير تقديرات إلى أن تكاليف إضافية، تعرف بغرامات التأخير، كانت تبلغ 250 ألف دولار يوميا على أسعار الشهر الماضي عندما جرى حجز الكثير من السفن.
وقفزت الأسعار اليومية للناقلات إلى قرابة 300 ألف دولار الشهر الماضي، ورغم أنها تراجعت هذا الأسبوع إلى 150 ألف دولار يوميا، فإنها لا تزال مرتفعة، وستضاف إلى تكاليف أخرى منها التأمين إذا تأخرت السفن.
وقالت مصادر بسوق النفط الحاضرة إن شركات التكرير غابت بشكل كبير عن أسواق النفط بالولايات المتحدة في الأيام الأخيرة، في ظل تقليصها معدلات التكرير وتهاوي الطلب.
وقال مصدر آخر بقطاع الشحن إنه “يوجد الآن المزيد من التردد بشأن الشحنات الجديدة، إذ أن شركات التكرير في الولايات المتحدة ليست لديها أماكن للنفط”.
ولم ترد “ماراثون بتروليوم” و”إكسون موبيل” و”شيفرون” و”فيليبس 66″، وهم من كبار المشترين الأميركيين للخام السعودي، على طلبات للتعقيب حتى الآن.
وأغلب المشترين الكبار للنفط السعودي هم على امتداد الساحل الغربي للولايات المتحدة. وبحسب إدارة معلومات الطاقة، فإن المنطقة مسؤولة عن النصف تقريبا من إجمالي واردات الخام السعودي إلى الولايات المتحدة. وكانت مساحات التخزين هناك ممتلئة بالفعل بنسبة 65 بالمئة حتى العاشر من افريل
وساحل الخليج هو ثاني أكبر وجهة في الولايات المتحدة للنفط السعودي، والمخزونات هناك ممتلئة بنسبة 55 بالمئة.
وانهارت يوم الاثنين العقود الآجلة للخام الأميركي تسليم ماي وهو شهر أقرب استحقاق، والتي انتهى أجلها يوم الثلاثاء، إذ جرت تسويتها عند سالب 37.63 دولار للبرميل.
وجاء التراجع الحاد في الوقت الذي هرع فيه المتعاملون إلى التخلص من العقود لتجنب استلام البراميل بسبب قلة مساحات التخزين.
ويأتي الوصول الوشيك للشحنات في وقت من المتوقع أن يكون فيه مركز التخزين الأميركي الرئيسي في كاشينغ بولاية أوكلاهوما، وهو نقطة تسليم عقود خام غرب تكساس الوسيط، ممتلئا بشكل كامل في غضون أسابيع.
وقال الرئيس ترامب يوم الاثنين إنه سيدرس إمكانية وقف الشحنات السعودية إلى الولايات المتحدة.
وفي الأسبوع الماضي، قال فرانك فانون، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون موارد الطاقة، إن الرسوم الجمركية أمر محتمل.
ويشعر المستثمرون في الولايات المتحدة بالغضب من الآثار السيئة لانخفاض أسعار النفط بهذا الشكل على الولايات المتحدة.
واتهم مدير ومؤسس شركة هيمان للاستثمارات كايل باس السعوديين والروس “بشن حرب ضد شركات الطاقة الصخرية الأميركية”، مضيفا “يبدو أنهم لم يكونوا سعداء” بوصول الأميركيين للاستقلالية في مجال الطاقة.
وتابع باس “السعوديون يرسلون لنا قنبلة نفطية بـ50 مليون برميل”، متسائلا في الوقت ذاته عن مستوى الأسعار السلبي الذي سيصل إليه النفط الأميركي خلال شهر حزيران، حيث موعد الوصول المرتقب للكميات الإضافية من النفط السعودي، المتوجهة إلى الولايات المتحدة.
وكان السيناتور الأميركي تيد كروز قال في تغريدة على تويتر الثلاثاء، “رسالتي إلى السعوديين، أديروا ناقلاتكم إلى الوراء بحق الجحيم”.
وأضاف كروز إن كميات النفط السعودية تعادل سبعة أضعاف كميات النفط الذي يتدفق شهريا إلى الولايات المتحدة”، محذرا من “مخاطر على الوظائف في الولايات المتحدة”.
المصدر:الحرة