الرئيسيةعالم البيزنس

وزير السياحة السابق محمد علي التومي : على الجميع أن يتحمل المسؤولية لإنقاذ السياحة في بلادنا

منذ سبتمبر 2020   لم يدل محمد علي التومي باي تصريح لاي وسيلة اعلامية ، غادر الرجل وزارة السياحة بعد تجربة   كتب لها ان لا تكتمل بعد اجبار رئيس الحكومة  الياس الفخفاخ على تقديم استقالة حكومته في معركة كسر العظام التي كانت على اشدها بين مواقع القرار  في البلاد.

على منصة يوتيوب وفي برنامج يحمل عنوان  The Right Room Podcast لأحمد الحضري   تكلم محمد علي التومي الرئيس السابق للجامعة التونسية لوكالات الاسفار – تولى الرئاسة لثماني سنوات متتالية – والناطق السابق  باسم حزب البديل التونسي  ومدير الحملة الانتخابية لمهدي جمعة في رئاسيات 2019

 

في هذا الحوار تحدث محمد علي التومي بعد أن طلّق العمل السياسي الذي يعترف بأنه دخله بمحض الصدفة

ردا على سؤال” اين انت ؟”

قال محمد علي التومي ” قضيت عشرية حافلة بالحضور الاعلامي ولذلك اخترت ان ابتعد قليلا بعد مغادرتي لوزارة السياحة ” الايامات تطير  “سنرى ربما حان الوقت ليتحرك المرء من جديد

  • عندي سؤال محيرني علاش تونس فيها 1314 كلم شريط ساحلي ،عنا صحراء وجبال وشمس على طول العام وحضارات    متعاقبة …علاش تونس  ماهيش  في الوجهات السياحية المفضلة؟

سؤال يطرحه حتى المنافسون لتونس في مجال السياحة المسالة بسيطة ومعقدة في نفس الوقت،  احنا عنا المخزون  والمادة الخام الممتازة للسياحة،  ولكن السياحة صناعة لا تحتمل الصدفة  .

وعلى الرغم من ضعف امكانيات الدولة غداة الاستقلال فقد عرفت  كفاءاتها انذاك  كيف  تستثمر هذا المخزون الخام وتضع اسس السياحة في تونس كأحد أعمدة الاقتصاد الوطني،   ثم تخلت الدولة تدريجيا  عن صفتها كمستثمر في القطاع لفائدة الخواص  الذين   كانوا رواد السياحة في البلاد، وقدمت لهم الدولة عدة تسهيلات وإمتيازات لتشجيعهم على المغامرة في قطاع جديد،  ولم تخيب النتائج الانتظارات،  واستفدنا من عامل رئيسي هو  قربنا من اكبر سوق للسياحة وهي اوروبا ، لكن اوروبا اليوم تغيرت عن أوروبا  الستينات،   في الماضي كنا اقرب وجهة للاوروبيين،

الان تغير كل شيء والقرب والبعد ليسا بمقاييس الجغرافيا فقط

في اخر الثمانينات حدث منعرج في السياحة   لم نقرا له حسابا ولم نعدل مسارنا على ضوئه ،

“ما فقناش انو العالم من حولنا تبدل، كنا نكورو وحدنا ” في الاثناء  برزت وجهات جديدة استفادت من اخطائنا،  اضف الى ذلك    ما حدث في مجال الطيران بسياسة السماوات المفتوحةopen sky   ، القرب لم يعد هو المحدد الوحيد للوجهة،    الغريب انالسفر الى بعض دول امريكا اللاتينية أقل كلفة للسائح الاوروبي من السفر الى تونس، وهذا مشكل كبير، بسبب قرار استراتيجي لم ناخذه وندفع ثمنه   الى اليوم

“شكون كان يعرف كرواتيا قبل؟ اليوم السائح في أي بلد أوروبي يمشيلها  بالكرهبة  ، يشق أوروبا الكل بكرهبتو،   لاسبانيا وتشيكيا وصربيا والمجر…”

الخدمة ع المنتوج في حد ذانه مشكل كبير في تونس،  منتوجنا   استهلك و افتقر الى التجديد،  خذ مثلا السياحة الصحراوية التي كانت نتيجة قرار سياسي ، وتم استثمار عنق الجمل  ديكور فيلم حرب النجوم  ونظمت  عديد التظاهرات ، المشكل اننا بقينا محافظين على نفس المنتوج طيلة عقود ولم نفكر في تجديده   شوف مراكش كيفاش بدات ووين توة  وقارن مع توزر  مثلا  لتفهم الفوارق  رغم ان المخزون الخام لتوزر او دو ز او نفطة  يجعلها وجهة سياحية  لا مثيل لها

وتجديد المنتوج مسؤولية الدولة من خلال القرار السياسي و عمل الادارة اي سلطة الاشراف ثم المهنيين، ما يؤلمني أنه تم إتخاذ القرار قبل أكثر من عشر سنوات للشروع في الاصلاح ، وأنجزت دراسة من طرف اكبر مكاتب الدراسات،  هناك دراسة استراتيجية انجزت هي دراسة “لوران برجي ” منذ 2010   ولكن لم ينفذ منها شيء

  • علاش مازلنا نروجو للسياحة بالطبل والزكرة والجمل؟

يلزم نفرزو ، ما يلزمش  نردو كل شي خايب،   الجمل والطبل والزكرة  ما يلزمش نستعارو منهم  ، لكن لا يجب اختزال الترويج في هذه العناصر، مهم السؤال وقتاش ووين تروج للسياحة؟

الي صار هو الخلط،  نحطو حاجة في غير محلها ،تسألني علاش؟ أجيبك:  لاننا نتصرف  دون تخطيط ،  وبلا برمجة

اهملنا التفاصيل التي لا تقبل الارتجال،  الترويج متاعنا ما عندوش شكون يتبع فيه، لا يوجد أي تقييم طيلة سنوات،  ولا اتحدث فقط  عن تمثيليات ديوان السياحة  لانهم  قاعدين يخدمو ، طبعا العمل يحتاج تقييما مستمرا ولكني ضد الاحكام الاطلاقية السلبية

الترويج للسياحة يبدا من تونس  هل ثمة ادارة تواكب؟   لكلها اجتهادات شخصية ولا يوجد تنسيق بين مختلف الفاعلين، كل واحد يتصرف من راسو وحدو في غياب سياسة عمومية في السياحة

*هل مازالت السياحة من اولويات الدولة خاصة عندما نجد ميزانية وزارة الشؤون الدينية اكبر من ميزانية وزارة السياحة؟

اش باش نقلك؟ عندي 25 عام في القطاع هذا، واتيحت لي الفرصة  باش نتعامل مع ىباء هذه الصناعة وروادها،  نجحنا طيلة عقود وبفضل السياحة   بنت الدولة المدارس والطرقات والكليات ، ولكن  ثمة اختيارات خاطئة ولم نضع الاستراتيجيات المناسبة في الوقت الملائم وصار نفور من  السياحة حتى بالنسبة للتونسيين لعدة أسباب(إرتفاع الأسعار ، اسلوب التعامل مع الحريف التونسي من بعض المهنيين…)  كلها عوامل كانت مؤثرى في قطاع السياحة، هل تعرف اهم نقطة قوة في مجالنا في الماضي؟

ربما تستغرب من كلامي، ولكني سمعته من أجانب زاروا بلادنا، قالوا لي” احسن حاجة  في تونس  هي التونسي” ، قوة السياحة  عندنا كانت في  حسن استقبال التونسيين للسياح ، اليوم تغيرت الاوضاع لان التونسي موش مرتاح في بلادو وموش متصالح مع السياحة متاع بلادو وماهوش فرحان،   مشينا في حاجات غالطة لاننا  ربطنا السياحة بالفندقة ،   السائح يتحط في الوتيل ماعادش يخرج ، حتى الصناعات التقليدية  تتباعلو ع المسبح وهذا غير معقول ،  مع احترامي لمجهودات اصحاب النزل،   لكن هذا لا يكفي لان السائح  نفسه تغير كان ياتي لبلادنا لاسبوع او اسبوعين شايخ ع البحر  ومكتف بذلك، اليوم تغيرت الامور، أصبح السائح يبحث عن تجارب حياتية مختلفة يتقاسمها مع الآخرين في أقصر وقت ممكن، في 3 أيام موش جمعتين يحب يدور البلاد ويعرف شعبها،

هنا استحضر شعار سي لطفي بلحسين –ارتبط اسمه بمهرجان طبرقة ، وهو احدرواد صناعة السياحة في تونس-  ne pas bronzer idiot  الذي لخص كل شي

السائح  اختزل  مدة السفر   ولكن يحب يشوف برشة حاجات في البلاد الي يمشيلها  ويحتك بناسها ولذلك صارت دول مثل الفيتنام وكمبوديا وكولومبيا منافسة لنا ، السائح يحب يسكن في الجبل، احنا لليوم  ما ثماش قانون واضح ل maisons d hoteولا للاقامات الريفية، تنجم تقعد اعوام تستنى  في رخصة، وأكثر من وزارة متدخلة في الموضوع واقعد إجري،   السائح ماعادش يجيك باش يقعد في الوتيل

ما نحب نلوم على حد، لان ما وصلنا اليه  كان  نتيجة سياسة  الدولة ، بل نتيجة غياب سياسة للدولة في مجال السياحة

لا احمل مسؤولية الوضع  للمهنيين، لأن الدولة نفسها  باتت تنظر للقطاع على انه  مجال يهم المهنيين وحدهم “يدبرو روسهم ، ويحلو مشاكلهم وحدهم”

اين نحن من السياحة الثقافية والسياحة الرياضية ؟وسياحة المؤتمرات؟ هل هناك فضاء للالعاب شبيه بما في باريس ودبي؟  خلال مروري القصير بالوزارة كانت لدينا بعض الافكار ولكن مع الاسف لم يتح لنا الوقت  الكافي  لفعل  أي شي، إنشغلنا بمواجهة الكورونا، ثم وجدنا أنفسنا حكومة تصريف أعمال

المشكل موش شكون وزير؟ انا او أي شخص آخر، لكن ما يتعين فهمه، أنه لتضع افكارك على ارض الواقع لازم تضحيات واستثمارات  ووقت حتى نجني النتائج، فهل نحن مستعدون لذلك؟

  • كلام كثير يقال عن نوعية الخدمات في تونس في الفنادق والمطاعم وغيرها، علاش service رديء عنّا مقارنة بدول أخرى ؟

 

نفس الاشكال يتعاود،   علاش نجحنا قبل  رغم ما كانش عنا الامكانيات؟ ولماذا واقعنا اليوم على هذا النحو؟

قبل كان الي يخدم في السياحة يخدم وهو فرحان ومتهني ماديا ومعنويا، اليوم نظرا للاشكاليات وخاصة الازمات الكبيرة الي مر بها القطاع الي يخدم في السياحة ماعادش مرتاح ولا متهني على مستقبلو، يخدم في الصيف ويدو على قلبو بقية العام بطال؟ لاحظ عزوف  الشباب عن العمل في مجال السياحة الشباب الذي اصبح في جله متجها نحو الهجرة الى الخارج  لان الموسمية ضربت القطاع فضلا عن غياب التكوين- أو ضعفه –  وهذه مسؤولية الدولة اساسا رغم اجتهادات  بعض المهنيين في هذا المجال

اسهل حاجة تلوم على المهنيين والعاملين في قطاع السياحة ولكن  نسالك  هل المؤسسة السياحية قادرة تحافظ على عمالها؟   اعطيني اي واحد يخدم في اي قطاع   يعطيك افضل ما عندو اذا هو موش مرتاح؟

لا يمكن  تفسير اي ظاهرة بسبب واحد ، هناك عدة عوامل متشابكة   اوصلتنا الى  هذه الاوضاع،  الموسمية موجودة في دول اخرى ولكن  هذه الدول قدمت الحلول،   احنا الخدام الي  يخدم 6 شهور ويقعد في الدار بقية العام كيقاش يعيش؟ هذا مجال للتفكير بين مختلف الاطراف السلطة والمهنيين واتحاد الشغل  ،  الاصلاح ليس شهوة فردية بل يحتاج  وضع سياسات عمومية بمجهود تشاركي،  واول خطوة لا بد من الايمان باهمية القطاع السياحي بدءا بصاحب القرار السياسي،  كيفاش تحب تلقى قطاع متطور   والبنوك ترفض تاقف معاك؟

القطاع السياحي في ازمة وهذا يتطلب  مرونة من القطاع البنكي، ،   دون  تحميل المسؤولية لاي طرف،  لذلك لا بد من الجلوس على طاولة واحدة  دون أحكام مسبقة على بعضنا البعض،  يلزم نتعلمو من اغلاطنا ونغزرو لقدام

*هل صحيح ان السياح الذين ياتون لتونس هم افقر الفئات؟

موش صحيح لانو عنا فنادق غالية ، المشكل ان نوعية نمطية هي الي تجينا ،  الي يجيونا العائلات  ، هاذي حاجة باهية لكن يلزم تنوع وتطور، صناعة السياحة مثل كل صناعة في العالم  شادينها وكلاء الاسفار Tour-operateur هوما الي يطلعو ويهبطو،  هوما الي يقسمو السوق ويعرف لشكون يبيعو، هوما الي عملو من دبي سياحة vip  الي نحكي عليهم عندهم  الطائرات والقنوات التلفزية والفنادق

لذلك يلزمك تصنع وكلاء الاسفار متاعك، في 2015 بعد ضربة الامبريال ومتحف باردو ، أنقذنا  الموسم السياحي بفضل وكلاء أسفار توانسة،  في بولونيا  وروسيا وتشيكيا، غيرتهم على بلادهم دفعتهم لوقفة مساندة في ظرف صعب، ” ما لقيناش الاخرين، لقينا أولاد بلادنا”   سعوا لاعادة الثقة الى الوجهة التونسية

اولادنا هاذم اسالهم هل وجدوا اي دعم من الدولة التونسية؟

في ذلك الوقت كان موقفي كرئيس لجامعة وكالات الأسفار  دعم هذه الشركات التونسية  ،   لانو ما يندبلك كان ظفرك ، ومع الاسف لم يكن هذا رأي غيري، “قالك الناس الكل كيف كيف”

لاحظ ان حدثا عابرا يجد عندك يضخمه المنافسون  لضرب الوجهة التونسية وهذا يتطلب يقظة من كل الاطراف السياحة  تخطيط مسبق ومتابعة ولوبيات  يلزم عندك سفراء في كل الدول يحكيو على تونس بالباهي

موش  انت قاعد في بيروك والامور تمشي وحدها    وتستنى السياج يجيوك يلحلحو بيك

يلزم تفكير شامل، والسياحة في خدمة البلاد   لأنها تعرف بمجالات الاستثمار فيها يثقافتها وشعبها وفنها وخدماتها الصحية…  السياحة هي التي تجلب الاستثمار  في مجالات اخرى،

رغم كل شيء مازلت مؤمنا أننا قادرون على النهوض من جديد، ولا شي مستحيل،  في وقت من الاوقات كنا نظن ان  الغاء fiche de police في مطاراتنا امر مستحيل ولكن كفاءات وزارة الداخلية اكدت العكس، ولذلك لا بد من المضي في عدة اجراءات لتسهيل دخول زوار تونس، بتخصيص ممرات للتونسيين واخرى لضيوف البلاد واختصار الاجراءات  باعتماد التكنولوجيات الحديثة ، مؤخرا كنت في السينغال،     خلال خمس دقائق انهيت الاجراءات الحدودوية،  لا طوابير ولا تعطيل ولا انتظار حقائب،  لا شيء يمنعنا من تغيير واقعنا ان كنا مؤمنين حقا بأنه يتعين علينا التغيير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.