ثقافة وفنون
الكاتب السوري عبدالله الحلاق يستعيد ما تركه الكاتب التونسي الراحل صالح بشير من نصوص فكرية وفلسفية
كمن تتلمذ في الشعر على يد الكبار الذين لم يلتقِهمْ، تعرّف عبدالله الحلاق على الكاتب التونسي الراحل صالح بشيرعبر كتاباته، وكي يُبقيَ درس ذلك المعلم الذي لم يُحبّ الأضواء قطْ، جمع الحلاق بعضاً ممّا كتب بشير بين دفّتي كتاب سيرى النور قريباً..
ميلانو – ( هنا روما ) –
الكاتب السوري عبدالله الحلاق:
« الكاتب التونسي الراحل صالح بشير إستشرف كلّ مآلات المشرق العربي وكتب عن المعاصر وعن الآتي من التداعيات التي عصفت بالمجتمع العربي… لم يقتصر درسه على المجتمعات العربية، بل تناول بالبحث والدراسة كثيراً من الأمور الفكرية والفلسفيّة التي عصفت بأوروبا وما تزال.. ما أحوجنا اليوم، وغداً، إلى عقول كمثله..
صالح بشير هو كاتب تونسي عرفه القراء عبر كتاباته في اليوم السابع والحياة اللندنية، تمر ذكرى وفاته الحادية عشرة دون ادنى اهتمام من بلده تونس، وها هو الكاتب السوري عبد الله الحلاق يجمع مقالاته ليصدرها في كتاب
توفي صالح بشير في الخمسينات من عمره في يوم الخميس 19 فيفري 2009 (من مواليد مدينة ماطر في العام 1952)، بعدما عثر على جثته في منزله بمنطقة المنزه السادس ويتوقع أن يكون سبب الوفاة سكتة قلبية
كان الراحل الذي خرج من تونس إلى الجزائر ثم المغرب ومن هناك إلى اليمن ثم استقر في بيروت بين عامي 1978 و1982 وعمل في صحيفة «السفير» اللبنانية، يعد ذلك انتقل إلى باريس حيث عمل لفترة غير قصيرة مع الراحل جوزيف سماحة في اسبوعية « اليوم السابع » التي تمولها منظمة التحرير الفلسطينية وأدار تحريرها بلال الحسن وعمل كذلك لفترة قصيرة في إذاعة فرنسا الولية باللغة العربية … ثم انتقل إلى روما حيث عمل في تلفزة « أورونيوز »، ليعود بعدها إلى العاصمة الفرنسية حيث عمل على إصدار صحيفة «الأوان» الثقافية الفكرية قبل سنوات وترأس تحريرها، ثم عاد إلى تونس بعدما فقد ابنه الشاب في باريس قبل نحو سنتين… وفي تونس، كان الراحل يدرس مجموعة من المشاريع الثقافية مع صديقه حسان العرفاوي الذي كان يدبر قسم الدراسات بمعهد العالم العربي بباريس…
أصدر صالح بشير مع حازم صاغية كتاباً مشتركاً بعنوان «تصدع المشرق العربي»، ونالا معاً جائزة «مؤسسة البحث عن أرضية مشتركة» عام 1999، عن مقالة كتباها معاً حول الصراع العربي – الإسرائيلي. كان صالح بشير ينشر مقالاته في يومية «الحياة» منذ إعادة إصدارها في لندن عام 1988، وواظب على الكتابة في ملحق «تيارات» الأسبوعي حتى وافته المنية…
بصفة موازية كان صالح بشير يسجل تعليقاته الأسبوعية لإذاعة الشرق من باريس وقد اختص في جل ما يكتب في إشكاليات الشرق الأوسط السياسية والحضارية…
وقد وارى جثمانه الطاهر يوم الجمعة 20 فيفري 2009 بمقبرة منزل بورقيبة بولاية بنزرت…
موقع: هنا روما للصديق عرفان رشيد