في بادرة فريدة من نوعها على مستوى العالم، فرضت الحكومة الإسبانية مجموعة من القيود الاستثنائية على مواطنيها الراغبين في ممارسة الرياضة، عن طريق تخصيص حصص زمنية معينة لكل فئة عمرية، وذلك بعد أن سمحت في الأيام القليلة الماضية للملايين من المواطنين بالخروج، بناء على سياسة تخفيف القيود.
وفق صحيفة The Washington Post الأمريكية، الثلاثاء 5 ماي 2020، فقد سُمح للناس بالخروج لممارسة التمرينات -وليس التسكع- في أوقات محددة فقط لكل فئة عمرية، وذلك لتقليل فرص الازدحام وحماية كبار السن من التعرض المحتمل للمرض.
فقد خصصت سبع ساعات للأطفال الأقل من 14 عاماً، ولكن على أن يرافق كل طفل شخص راشد، وأن يبقوا في محيط ميل واحد من المنزل لمدة ساعة واحدة فقط.
كما وقف رجال الشرطة مرتدين الكمامات لضمان تنفيذ التعليمات، وطُلب كذلك من الناس ألا يقودوا سياراتهم إلى مكان مختار لممارسة التمرينات، وأن يتركوا الشوارع فارغة لراكبي الدراجات، وممارسي رياضة العدو والمشي الذين تفصل بينهم مساحة 6 أقدام تقريباً.
من السادسة إلى العاشرة صباحاً: تمرينات الراشدين: ركض العداؤون في منطقة المشاة الطويلة التي تربط الساحة بالشوارع المجاورة، وسال العرق على وجوههم في الصباح الذي بلغت درجة حرارته 20.5 درجة مئوية.
فيما تسابقت 4 نساء صعوداً وهبوطاً على الدرج، وترنح راكبو الدراجات بين السائرين على الأقدام، مندفعين في أول رحلة لهم في الهواء الطلق منذ 48 يوماً.
من العاشرة صباحاً إلى الظهيرة: البالغون من العمر 70 عاماً فما فوق: دق جرس كنيسة قريبة، وعرف المتمرنون أن وقتهم انتهى، اختفت الملابس الرياضية الملونة من الساحة، تاركة المجال للدرجات الخافتة والسرعة الأقل لكبار السن ابتداءً من سن 70 عاماً، وهم الفئة الأكثر هشاشة في المجتمع.
أخذ كبار السن دورهم خارج المنازل الساعتين التاليتين، وبدت الساحة فارغة، وقد اختلف بعضهم مع قرار الحكومة بغلق المنتزهات، في حين علق بعضهم على كيف قسمت الحكومة السكان وفقاً للفئة العمرية، وليس وفقاً لما إن كانوا مصابين بالعدوى أم لا.
من الظهيرة إلى السابعة مساءً: الأطفال تحت 14 عاماً: مع حلول الظهيرة وارتفاع درجة الحرارة إلى 26.6 درجة مئوية، كان كبار السن قد رحلوا، وظهر الأطفال في الموعد الذي سُمح لهم باللعب خارج المنزل خلاله لأول مرة منذ أواخر افريل
تابع والدٌ طفلَه حديث المشي حول تمثال لأحد الملوك القوط الغربيين، في حين ركض آخر مع طفلته حول الحديقة المركزية وهما يرتديان أزياء ركض متشابهة، وساعد آخر ابنته ذات السبعة أعوام وهي تترنح على لوح التزلج.
لم يستخدم أي من الآباء هاتفه، وقال أغلبهم إنهم مرتاحون حيال الطريقة التي نظمت بها الحكومة الجدول.
اختفى أغلب الآباء والأبناء في بيوتهم بحلول وقت الغداء في الثانية ظهراً، ولمدة ثلاث ساعات تالية، ظهر مالكو الكلاب للتمشية في الساحة.
كانت هناك مجموعة من خمسة آباء وأمهات تتسامر في دائرة متسعة -يبلغ قطرها نحو 35 قدماً- ويراقبهم رجال الشرطة الذين تولوا تحذيرهم عندما يقترب بعضهم من بعض.
من السابعة إلى الثامنة مساءً: البالغون من العمر 70 عاماً فما فوق: جمع الآباء والأمهات الألعاب وبدوا منضبطين مثل الساعة، وعادوا إلى منازلهم قبل أن تدق أجراس الساعة السابعة، وقد اختار عدد أقل من كبار السن الخروج في الوقت المخصص لهم مساءً.
في تمام الثامنة، انطلق التصفيق لشكر العاملين في مجال الصحة في موعده، وبدأت الجولة الأخيرة من الأنشطة اليومية.
من الساعة الثامنة إلى الحادية عشرة مساءً: تمرينات الراشدين: عادت السماعات، والدراجات، والملابس الرياضية إلى الساحة بأعداد كبيرة في أكثر الأوقات ازدحاماً عبر اليوم، ولكن في هذا التوقيت يخرج كثيرون لممارسة حقهم في الخروج ليس إلا.
فقد مثل الخروج بالنسبة إلى كثيرين ممن عاشوا بمفردهم لمدة سبعة أسابيع إعادة ترابط مع المجتمع، وبحلول الساعة التاسعة كان هناك أكثر من 500 شخص في الساحة، كثيرون يجلسون على الحشائش في انتظار غروب الشمس، رآهم رجال الشرطة ولكنهم قرروا ألا يطلبوا منهم الوقوف كما تملي القواعد.