“أرى الموت في كل لحظة”.. حكاية قبطان مصري محتجز لدى الحوثيين
غادر القبطان بصحبة طاقم مكون من 14 بحارا من الهند وخمسة من بنجلاديش، وبالقرب من السواحل اليمنية تعرضت السفن لطقس سيء أدى الى غرق إحداها.
اضطر محمد إلى الرسو بجوار إحدى الجزر اليمنية حتى ينخفض ارتفاع الأمواج، لكن قوات مسلحة تابعة للحوثيين في اليمن احتجزتهم وتحفظت على السفن، ليمر على احتجاز القبطان والطاقم أكثر من أربعة أشهر.
عائلة القبطان المصري تقول إن جماعة الحوثيين، تطلب فدية من رجل الأعمال العماني مالك السفن نظير الافراج عن السفن والطاقم.
حالة صحية متردية دون علاج
نشوى ابنه القبطان المصري تقول إن الحالة الصحية لوالدها متردية، نظرا لانتهاء جرعات الأدوية التي يتناولها بانتظام حيث أجرى عملية جراحية في القلب قبل أشهر قليلة.
وتضيف: “لم نعلم أن والدي محتجز لدى الحوثيين إلا بعد أن وصلتني رسالة على هاتفي من اليمن تخبرني بأن والدي موجود في أحد فنادق العاصمة اليمنية صنعاء تحت الحراسة، بعدها بأيام سمح لها الحراس بالتواصل معه ومحادثته عن طريق الفيديو، حيث روى لنا ملابسات احتجازه والتحقيق معه”.
وفقا لما ذكره القبطان فاروق في تسجيل مصور حصل موقع الحرة على نسخة منه فقد تم التحقيق معه لعدة أيام و لم توجه إليه أي اتهامات، حيث كان ينقل سفنا فارغة الحمولة لكن المحققين أخبروه بأن رجل الأعمال العماني الذي يعمل لحسابه يتعاون من قوات التحالف الذي تقوده السعودية.
وتتابع نشوى أن جماعة الحوثيين لم تطلب من الأسرة أي أموال مقابل الإفراج عن والدها، لكنهم طلبوا نحو 150 ألف ريال عماني (389 ألف دولار أميركي) من مالك السفن، كما أخذوا مبالغ مالية تزيد بقليل عن عشرة آلاف دولار أميركي كانت بحوزة والدها كمصروفات للرحلة، ومؤخرا تواصل معها أحد المسؤولين في وزارة الخارجية العمانية وأخبرها أن اتصالات جارية مع جماعة الحوثيين للاتفاق على كيفية تسليم طاقم السفن مقابل مبلغ من المال يجري الاتفاق عليه.
“كل يوم يمر على والدي في الاحتجاز تزيد مخاوفنا على حالته الصحية، ورغم أنهم يعاملونه معاملة حسنة ويقدمون له الطعام ويسمحون لنا بالحديث معه كل عدة أيام، إلا أن الوضع الصحي المتردي في اليمن مع انتشار عدوى كورونا تزيد من المخاطر الصحية التي تهدد حياة والدي”، تقول نشوى.
أسرة القبطان تطالب الحكومة المصرية بسرعة التدخل لإنقاذه، وراسلت وزارة الخارجية ووزارة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج وقدمت عدة شكاوى وتم إعلامها بأن الموضوع “قيد البحث من الجهات المعنية”.
“أرى الموت في كل لحظة ولا أعتقد أنني سأعود”
وحصل موقع الحرة على رسالة مصورة سجلها القبطان المصري من محبسه، وتحدث فيها عن ظروف القبض عليه والتحقيق معه من قبل قوات الحوثي.
وجاء في رسالة القبطان المصري: “تعرضنا لظروف جوية سيئة وغرقت إحدى المراكب وأنقذت الطاقم الذي كان عليها، لم يكن أمامي خيار سوى الرسو في الجزر اليمنية حتى يتحسن الطقس، فوجئنا بوابل من الطلقات النارية وتم القبض علينا واقتيادنا الى ميناء الصليف البحري والتحقيق معنا، استمر التحقيق لمدة 10 أيام تعرضت فيها لعدة اغماءات وفي النهاية لم يثبتوا أي مخالفة بحقنا فقد كانت السفن فارغة، لكنهم قالوا لي إن هناك مشكلة مع مالك السفن ويعتقدون أنه يتعاون مع قوات التحالف العربي وعدوني بإنهاء احتجازي لكن هذا لم يحدث، أربعة اشهر إلى الان وأنا ما زلت محتجزا. أرى الموت في كل يوم ولا أعتقد أنني سأعود”.
أطراف القصة ترفض التصريح بأي معلومات
راسل موقع الحرة جماعة الحوثيين، وتحدث مع أحد الحراس المكلفين بحراسة القبطان وطاقم السفن لكنه لم يدل بأية تصريحات، ووعد مكتب وزير الإعلام في حكومة الحوثيين بالرد رسميا على أسئلة موقع الحرة، لكنه أرجأ ذلك مرات عدة وحتى هذه اللحظة لم يرد.
الفندق الذي يحتجز فيه القبطان المصري في العاصمة صنعاء أنكر وجود نزلاء بهذا الاسم، بعد اتصال من موقع الحرة، كما أرسلنا بريدا إلكترونيا إلى كل من وزارتي الخارجية العمانية والهندية لكن لم يتم الرد أيضا.
كما تواصل موقع الحرة مع مالك السفن رجل الأعمال العماني لكنه رفض الادلاء بأي تصريحات حول الواقعة، معللا ذلك أن الواقعة تمت إحالته لإشراف الخارجية العمانية، وهم وحدهم من يمكنهم الإدلاء بمعلومات عنها، لكنه في نفس الوقت أكد صحة واقعة احتجاز السفن وطاقمها.
تواصلنا مع “صبري “، حلقة الوصل التي جمعت القبطان برجل الأعمال العماني، وهو مطلع على مستجدات الواقعة منذ حدوثها.
يقول صبري الذي رفض نشر اسمه الكامل: “المشكلة الحقيقية تكمن في وجود عدة أشخاص من جماعة الحوثيين يتولون الحديث وكل منهم يزعم أن بيده قرار الإفراج عن البحارة، رجل الاعمال العماني ذكر لي صراحة أنه مستعد لدفع المال حتى يتم الافراج عن البحارة لكن يجب عليه أن يعرف مع من يتعامل تحديدا كما يجب أن يتأكد من الصلاحيات الموجودة لدى قادة جماعة الحوثيين والتي تمكنهم من الإفراج عن طاقم السفن وإعادتهم سالمين”.
ووفقا للمعلومات التي حصل عليها موقع الحرة، فإن السفن المحتجزة هي “الراهية فريدة ” بينما غرقت السفينة “دانا 6” كما حصل الموقع على صور للسفينتين داخل ميناء الصليف البحري وهو من الموانئ الاستراتيجية في اليمن ويبعد نحو 60 كيلومترا من مدينة الحديدة التي تسيطر عليها جماعة الحوثيين، ويظهر من الصور أن السفينتين من النوع الصغير كما ظهر العلم اليمني مرفوعا عليها جوار العلم العماني.
في عام 2018 اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش جماعة الحوثيين باحتجاز رهائن وارتكاب انتهاكات خطيرة بحق محتجزين لديها، وقال بيان المؤسسة وقتها إن “الحوثيين غالبا ما يحتجزون أشخاصا لإجبار أهلهم على دفع المال مقابل اطلاق سراحهم، أو مبادلتهم بأشخاص آخرين محتجزين لدى قوات معادية”.
وفي فيفري الماضي أفرج الحوثيين عن 32 صيادا مصريا تم القبض عليهم في المياه الإقليمية اليمنية وذكرت وسائل إعلام يمنية تابعة للجماعة أن الافراج عن البحارة جاء بعد عفو رئاسي من رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط، وقال عدد من الصيادين المفرج عنهم بعد عودتهم لوسائل اعلام محلية انهم احتجزوا لنحو شهرين بعد دخولهم خطأً إلى المياه الاقليمية اليمنية بسبب حالة الطقس السيء.
المصدر:الحرة