نشر أول دفعة من “قوة الفضاء الأميركية” ببلد عربي.. المغزى والتوقيت
نشر الجيش الأميركي أول دفعة من قوات فرعه العسكري المـُنشأ حديثا، “قوة الفضاء”، إلى خارج الولايات المتحدة، وتحديدا في شبه الجزيرة العربية، ومن المتوقع زيادة عدد أفراد هذه القوة مستقبلا.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أعلن رسميا، في ديسمبر الماضي، إنشاء “قوة الفضاء الأميركية”، لتكون الفرع السادس في القوات المسلحة، وأول قوة عسكرية تنشأ منذ نحو 70 عاما.
وصرح، ترامب، بأن القوة مطلوبة لضمان “سيطرة الولايات المتحدة على الفضاء وحتى يكون شعبنا آمنا ومصالحنا محمية”.
وقال الرئيس الأميركي: “خصومنا موجودون في الفضاء، ونحن أيضا. وسيكون ذلك قسما كبيرا من الأنشطة الدفاعية وحتى الهجومية لبلادنا”.
ومؤخرا، تم نشر فريق يتألف من نحو 20 جنديا من القوة الجديدة في قاعدة العديد الجوية في دولة قطر.
مدير القوة الفضائية، الكولونيل تود بنسون، قال خلال حفل أقيم هذا الشهر في القاعدة لتعيين طليعة القوات، إن هذه المجموعة “تصنع التاريخ”.
ونشر الجيش الأميركي، يوم الاثنين، مقطع فيديو لمقتطفات من الحفل الذي أقيم بعد انتقال العناصر من القوة الجوية وتعيينهم في قوة الفضاء المستحدثة:
الجنود الجدد كانوا بالفعل يعملون في مجالات تتعلق بالجو والفضاء، ومن المتوقع، بحسب الجيش الأميركي، انضمام عناصر أخرى لديها خبرة في مجالات الذكاء الاصطناعي والهندسة والإنترنت.
ونشر هذه القوات في شبه الجزيرة العربية له مغزى، فهذه المنطقة، بحسب موقع شبكة “سي بي أس”، شهدت بالفعل ما يسميه الخبراء العسكريون “حرب الفضاء” الأولى في العالم، وهي عملية “عاصفة الصحراء” عام 1991 لطرد القوات العراقية من الكويت، حيث اعتمدت القوات الأميركية على الأقمار الصناعية في الفضاء لتنفيذ عملياتها.
واليوم، تواجه الولايات المتحدة تهديدات جديدة في المنطقة، تتمثل في البرامج الصاروخية الإيرانية ومحاولات تشويش واختراق الأقمار الصناعية الأميركية.
بنسون، قال لوكالة أسوشيتد برس، “لقد بدأنا نرى دولا أخرى شديدة العدوانية تستعد لمد الصراع إلى الفضاء… علينا أن نكون قادرين على المنافسة والدفاع عن جميع مصالحنا الوطنية وحمايتها”.
والجدير بالذكر أن نشر أفراد القوة الفضائية يأتي بعد شهور من التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران.
ومن المتوقع أن ينضم إلى القوة، الموجودة حاليا في قطر، أعداد إضافية من الجنود للعمل في وحدة “مشغلي الفضاء الأساسيين”، الذين سيقومون بتشغيل الأقمار الصناعية، ويتتبعون مناورات العدو، ويعملون على منع حدوث نزاعات في الفضاء.
ومع زيادة التنافس في الفضاء بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، كان وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، حذر، الشهر الماضي، من أن موسكو وبكين تطوران أسلحة قادرة على إلحاق الضرر بالأقمار الصناعية الأميركية.
النقيب رايان فيكرز، أحد أفراد القوة الفضائية المعين حديثا، قال: “يعتمد الجيش بشكل كبير على الاتصالات عبر الأقمار الصناعية والملاحة والتحذير من الصواريخ العالمية”.
ويضيف أن “القوات الأميركية تستخدم إحداثيات GPS لتتبع السفن التي تمر عبر ممرات الخليج الاستراتيجية “للتأكد من أنها لا تدخل إلى المياه الإقليمية لدول أخرى”.
وكان مضيق هرمز، في الخليج، الذي يتدفق عبره 20 في المئة من نفط العالم، مسرحا لسلسلة من المواجهات خلال الشهور الماضية، مع استيلاء إيران على قوارب زعمت أنها دخلت مياهها الإقليمية. ويقول تقرير “سي بي أس” إن “إشارة واحدة معطلة أو سوء تقدير يمكن أن يؤدي إلى مواجهة”.
ولإيران تاريخ طويل في محاولات تعطيل أنظمة الاتصالات في المنطقة، حيث تقوم بتشويش إشارات الأقمار الصناعية والإذاعات لمنع وسائل الإعلام الفارسية والأجنبية من البث محليا.
إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية تقول أيضا إن الطائرات التجارية التي تمر فوق الخليج تتعرض أحيانا للتشويش من قبل إيران.
وتم الإبلاغ عن حالات لتعرض سفن تبحر في المنطقة، لاتصالات “كاذبة” من كيانات مجهولة تزعم أنها سفن حربية أميركية أو تابعة للتحالف.