جريت مراسم دفن جثمان أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر في مقبرة الصليبخيات، الأربعاء، بعدما اقتصر تشييع الجنازة على الأقارب فقط، وسط إجراءات خاصة امتثالا لمتطلبات السلامة والصحة العامة.
وأعلنت الكويت الحداد 40 يوما على روح أمير البلاد السابق، في وقت أدى فيه ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الأحمد الصباح، الأربعاء، اليمين الدستورية أميرا جديدا للبلاد، خلفا لأخيه غير الشقيق بعد مسيرة طويلة في البلاد في قيادة الأجهزة الأمنية.
وقال أمير الكويت نواف الصباح في كلمة له بعد حلف اليمين “أعاهد الله وأعاهد شعب الكويت وأعاهدكم ان ابذل غاية الجهد وكل ما في وسعي حفاظا على رفعة الكويت وعزتها وحماية أمنها واستقرارها وضمانا لكرامة ورفاه شعبها”.
وأضاف “نؤكد اعتزازنا بالدستور والنهج الديموقراطي ونفتخر بالكويت دولة قانون ومؤسسات”.
ووصل جثمان أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، إلى مطار الكويت الدولي، الأربعاء، قادما من روتشستر، بولاية مينيسوتا الأميركية، حيث توفي هناك، الثلاثاء، عن عمر ناهز 91 عاما.
وأظهرت لقطات مصورة اللحظات الأولى لهبوط الطائرة التي كانت تحمل جثمان الشيخ الصباح بعد ظهر الأربعاء.
وقال الشيخ نواف في كلمة أمام مجلس الأمة بعد أداءه اليمين الدستورية إن “الكويت شهدت عبر تاريخها تحديات جادة وصعبة نجحنا في التغلب عليها من خلال التعاون المشترك. بلدنا يواجه ظروفا دقيقة تتطلب وحدة الصف وتضافر الجهود، والكويت نجحت في تجاوز الصعاب بالتكاتف والاتحاد”
وأشاد الشيخ نواف بأخيه غير الشقيق ووعد “بالحفاظ على أمن الكويت”.
صعود الشيخ نواف إلى رأس الإمارة جاء بعد مسيرة سياسية حافلة امتدت من العمل وزيرا للداخلية إلى وزير للدفاع، عام 1991 عندما حررت القوات الأميركية وحلفاؤها الكويت.
شغل الشيخ نواف منصب وزير الشؤون الاجتماعية والعمل لفترة وجيزة بعد الحرب، ثم نائب رئيس الحرس الوطني الكويتي ثم وزير الداخلية مرة أخرى.
وتولى ولاية العهد في عهد الشيخ صباح في فيفري 2006، لكنه لم يكن معروفا باتخاذه أي قرارات سياسية مؤثرة أثناء توليه منصب ولي العهد.
وطيلة عقود نجحت الكويت في البقاء على الحياد في العديد من الصراعات المستعصية في الشرق الأوسط، لكن مع وفاة أميرها الشيخ، صباح الأحمد جابر الصباح، قد يجد خليفته نفسه أمام ملف يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل.
ويقول تقرير من صحيفة “وول ستريت جورنال” إنه على عكس معظم جيرانها، يجب على الكويت أن توازن بين الضغط الذي تفرضه الولايات المتحدة، الضامن الأمني الأول لها، مقابل العلاقات مع إيران والرأي الشعبي في البلاد المؤيد للفلسطينيين.
وينظر إلى الأمير الراحل على أنه مهندس السياسة الخارجية الحديثة لدولة الكويت الغنية بالنفط وعميد الدبلوماسية الكويتية كما أنه يوصف بشيخ الدبلوماسيين العرب.
فخلال عمله على رأس وزارة الخارجية لأربعة عقود، نسج علاقات وطيدة مع الغرب، وخصوصا مع الولايات المتحدة التي قادت الحملة العسكرية لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي في 1991.
وينقل التقرير عن مسؤول كويتي قوله إنه يتوقع ضغوطا من السعودية والإمارات على الكويت، لاتباع قيادتهما أكثر، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية التي سعى الشيخ صباح إلى الوسطية في التعامل معها.
ويرى المسؤول أن الأمير الجديد، نواف الأحمد جابر الصباح، انخرط بشكل كبير في قرارات سلفه ولا يدعو إلى التطبيع الأحادي الجانب مع إسرائيل، إنما سيؤكد أن الحل يكمن عبر المبادرة العربية للسلام.
وينقل تقرير الصحيفة عن يوئيل غوزانكسيسي، الرئيس السابق لمكتب الخليج في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، ويعمل حاليا في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إن سياسات الكويت الداخلية وتراجع مكانتها بالنسبة إلى القوى الإماراتية والسعودية يجعلان الكويت أقل أولوية بالنسبة لإسرائيل.
ولاقى التقارب مع إسرائيل ترحيبا من بعض الدول العربية، لكن البعض الآخر رفض الفكرة أو تعامل معها بحذر شديد.
وأصبحت البحرين ثاني دولة تعلن اتفاقا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في أقل من شهر، بعد اتفاق الإمارات وإسرائيل الذي أبرم في منتصف اوت