صحيفة فرنسية: تركيا مع أذربيجان بكل الوسائل قلباً وقالباً
سلطت صحيفة “لاكروا” الفرنسية، الضوء على الدعم التركي لأذربيجان خلال الاشتباكات الدائرة مع أرمينيا، لاسترداد باكو أراضيها المحتلة في إقليم “قره باغ.”
وقالت الصحيفة إن تركيا أبدت استعدادها لدعم أذربيجان -التي تعتبرها “دولة شقيقة”- “بكل الوسائل” ضد أرمينيا، بعد تجدد الاشتباكات التي خلّفت قرابة 40 قتيلا و100 جريح في إقليم ناغورنو قره باغ.
وذكرت مراسلة الصحيفة في إسطنبول سيلين بيير مانياني أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أشار إلى أن سكان البلدين يشكلون “شعبا واحدا”، وأن أنقرة تدعم جمهورية القوقاز بشكل كامل، ودعا إلى إنهاء “الاحتلال” الأرمني للإقليم.
وفي هذا الصراع المجمد منذ ما يقرب من 30 عاما، أصبحت هذه المنطقة من أذربيجان -التي يسكنها بشكل أساسي الأرمن ويطالبون باستقلالها- مسرحا لقتال لا ينتهي، لعدم وجود تسوية حقيقية لوضعها، كما أفادت المراسلة.
وتتبادل يريفان وباكو التهم بشأن من بدأ العدوان الذي اندلع مؤخرا، ولكن الصحافة في تركيا -بحسب المراسلة- مجمعة على أن أرمينيا هي التي بدأت العدوان، مما يزيد من تأجيج عداء الأتراك التاريخي لهذا البلد وشعبه، وفقاً لما نقله تقرير لـ “الجزيرة.”
ومن الجانب التركي دائما -كما تقول المراسلة- انتقد أردوغان على مواقع التواصل الاجتماعي تحيز المجتمع الدولي وعدم فعالية مجموعة مينسك المكونة من فرنسا والولايات المتحدة وروسيا، المسؤولة عن المفاوضات بين أرمينيا وأذربيجان، وقال “لم يكن لدى المجتمع الدولي رد الفعل الضروري والكافي على هجوم أرمينيا الاستفزازي، لقد أظهر مرة أخرى سياسة المعايير المزدوجة”.
وأشارت المراسلة إلى أن أذربيجان بلد مهم لتركيا، ليس فقط لأن سكانها من نفس الأصل العرقي للأتراك كما تقول الأستاذة في جامعة أنقرة إلهان أوزجيل، ولكن من وجهة نظر إستراتيجية أيضا لأنها تزودها بالغاز الطبيعي وتشكل معها تحالفا ضد أرمينيا.
وقالت المراسلة إن تركيا ترى في هذا الصراع أملا إضافيا لترسيخ مكانتها كقوة رئيسية في المنطقة. ونسبت الصحيفة إلى الكاتب الصحفي إبراهيم كاراجول -كاتب العمود ورئيس تحرير صحيفة يني شفق اليومية- القول إن “الحل العسكري الآن هو المخرج الوحيد”، وأصرّ على أن “وقف إطلاق النار مرة أخرى، يعني أن الهجمات الأرمنية ستستمر”.
وإذا فشلت الجهود الدبلوماسية المبذولة، فإن مشاركة تركيا ستكون حاسمة لأنها تقدم بالفعل الدعم العسكري لأذربيجان، بما في ذلك توفير الطائرات المسيرة، كما تقول المراسلة.
وخلصت المراسلة إلى أن منطقة القوقاز -بعد سوريا وليبيا- ستشكل مسرحا جديدا للعمليات التي من شأنها أن تخلق مواجهة بين روسيا حليفة البلدين وعضو مجموعة مينسك، وبين تركيا.
وقالت إلهان أوزجيل إن “الصراع الذي يتصاعد سيكون محفوفا بالمخاطر بالنسبة لتركيا، لأن روسيا ستصبح أكثر انخراطا فيه”، خاصة أن البلدين حتى الآن عملا على تجنب هذا النوع من المواقف، ولا يريد أي منهما خوض الحرب”.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن القوات الأرمينية تواصل قصف مدنها وقراها، مؤكدة أن فصائل عسكرية أرمينية قصفت مدينة كنجة ومناطق فضولي وآغدام وترتر بإقليم قره باغ المحتل، بسلاح المدفعية والصواريخ من داخل الأراضي الأرمينية.
ومنذ 27 سبتمبر/ تتواصل اشتباكات على خط الجبهة بين البلدين، إثر إطلاق الجيش الأرميني النار بكثافة على مواقع سكنية في قرى أذربيجانية، ما أوقع خسائر بين المدنيين، وألحق دمارا كبيرا بالبنية التحتية المدنية، بحسب وزارة الدفاع الأذربيجانية.
وردا على الاعتداءات الأرمينية، نفذ الجيش الأذربيجاني هجوما مضادا، تمكن خلاله من تحرير قرى عديدة في مناطق فضولي وجبرائيل وترتر من الاحتلال الأرميني، بحسب ما أعلنته باكو.
وتحتل أرمينيا منذ العام 1992، نحو 20 بالمئة من الأراضي الأذربيجانية، التي تضم إقليم “قره باغ” و5 محافظات أخرى غربي البلاد، إضافة إلى أجزاء واسعة من محافظتي “آغدام” و”فضولي”.