لقاح أسترازينيكا يثير أزمة في أوروبا..
باتت أيرلندا بدءاً من يوم الأحد 14 مارس2021 أحدث دولة تعلّق استخدام لقاح أسترازينيكا على خلفية المخاوف المرتبطة بتسببه بجلطات بالدم، في وقت تسعى دول العالم لتكثيف عمليات التطعيم ضد فيروس كورونا.
إذ جمّدت دول عدة بينها الدنمارك والنرويج وبلغاريا الأسبوع الماضي استخدام اللقاحات التي تصنّعها شركة الأدوية السويدية البريطانية العملاقة، على خلفية المخاوف المرتبطة بتسببها بجلطات دموية.
رد منظمة الصحة
لكن منظمة الصحة العالمية شددت على أنه لم يتم التأكد من وجود علاقة سببية بين تلقي اللقاح والإصابة بجلطات في الدم، وفق تقرير فرانس برس يوم الأحد 14 مارس2021.
كذلك أصرّت الشركة المصنّعة ووكالة الأدوية الأوروبية على أن لقاح أسترازينيكا آمن.
أفاد ناطق باسم أسترازينيكا بأن “تحليلاً بشأن بيانات السلامة لدينا المرتبطة بحالات مسجّلة من أكثر من 17 مليون جرعة لقاح تم إعطاؤها لم يكشف عن أي أدلة بشأن ازدياد خطر”. التعرّض لجلطات في الدم.
كذلك أضاف: “في الواقع تبلغ الأعداد المسّجلة لأحداث كهذه بالنسبة للقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد-19 أقل من العدد الذي كان ليسجّل بشكل طبيعي في أوساط السكان عير المحصّنين”.
اللقاح الأقل ثمناً
يعد لقاح أسترازينيكا بين الأقل ثمناً ويمثل الجزء الأكبر من اللقاحات التي تم إيصالها لأفقر دول العالم بموجب مبادرة كوفاكس المدعومة من منظمة الصحة العالمية، والتي تهدف لضمان التوزيع المتساوي للقاحات على مستوى العالم.
كذلك تعد عمليات التطعيم واسعة النطاق مفصلية لإنهاء الوباء الذي أودى بحياة أكثر من 2.6 مليون شخص في العالم.
قال متحدث باسم وزارة الصحة الأيرلندية لوكالة فرانس برس إنه تم “إرجاء عملية التطعيم باستخدام لقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد-19 بشكل موقت اعتباراً من صباح الأحد 14 مارس.
جاءت الخطوة بعدما أوصت اللجنة الاستشارية الوطنية للتطعيم في أيرلندا بتعليق الطرح كإجراء احترازي بعد “تقرير من وكالة الأدوية النرويجية عن أربعة تقارير جديدة لحالات تجلط خطرة لدى بالغين بعد التطعيم”.
حالات تجلط الدم
قال مساعد كبير المسؤولين الطبيين في أيرلندا رونان غلين في بيان: “لم يستخلص بعد وجود أي صلة” بين لقاح أسترازينيكا وحالات تجلط الدم، وتم اتخاذ الإجراء “بانتظار تلقي مزيد من المعلومات”.
ووفقاً للبيانات الحكومية التي تم تحديثها الأربعاء، أعطيت حوالي 570 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا في أيرلندا حتى الآن، 109 آلاف منها من صنع أسترازينكا.
تخضع أيرلندا حالياً للإغلاق الثالث بعدما شهدت ارتفاع عدد الإصابات لتصبح في مطلع جانفي الدولة التي تشهد أكبر انتشار للعدوى في العالم.
فيما علّقت منطقة بييمونتي الإيطالية الأحد استخدام لقاح أسترازينيكا بعد وفاة مدرّسة تلقته السبت، على ما أفادت السلطات الصحية.
إذ توفيت المرأة التي لم يكشف عن عمرها الأحد في بلدة بييلا الواقعة شمال تورينو. وجاء في بيان عن مستشار الصحة في الإقليم لويغي جنيزيو إيكاردي أن “هذه خطوة احترازية، بانتظار معرفة إن كانت هناك علاقة سببية بين اللقاح والوفاة”.
شحنات من لقاح أسترازينيكا
كانت إيطاليا قررت منذ الخميس تعليق استخدام شحنة من لقاحات أسترازينيكا على خلفية المخاوف المرتبطة بتسببها بجلطات.
قال مسؤولون نرويجيون السبت إن البلاد “تلقت عدة تقارير غير سارة بشأن أشخاص غير متقدمين بالسن عانوا نزيفاً تحت الجلد” بعد أخذ الحقنة.
فيما تلقت سمعة أسترازينكا ضربة أخرى السبت عندما أعلنت عن تقصير في تسليم في الشحنات إلى الاتحاد الأوروبي.
كان هذا الإعلان بمثابة ضربة أخرى لقادة الاتحاد الذين واجهوا انتقادات بشأن البداية المتعثرة لحملة التطعيم في القارة التي يضربها الوباء بشدة.
من جهة اخرى زعمت كل من النمسا وجمهورية التشيك وسلوفينيا وبلغاريا ولاتفيا، وفق تقرير نشره موقع إذاعة Deutsche Welle الألمانية في تقرير نشره يوم السبت 13 مارس أن عمليات تسليم اللقاحات إلى الاتحاد الأوروبي لا تجري على قدم المساواة بين الدول.
فيما قالت الدول الخمسة إن بعض دول الاتحاد الأوروبي لا تحصل على نسب متساوية من جرعات تطعيمات كورونا، داعين في الوقت نفسه إلى عقد مؤتمر قمة لمناقشة المسألة.
خطاب للأوروبيين
في خطاب إلى كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، نُشر السبت 13 مارس قال هؤلاء إن النظام الحالي “سيواصل خلق فروق بين الدول الأعضاء ويتسبب في تفاقمها بحلول هذا الصيف، إذ سيتمكن البعض من بلوغ مناعة القطيع خلال بضعة أسابيع، بينما سيتخلف آخرون تخلفاً كبيراً”.
حتى إن المستشار النمساوي سيباستيان كورتز قد أشار يوم الجمعة 12 مارس إلى أنه ربما وقّع بعض أعضاء الاتحاد الأوروبي على عقود سرية مع شركات اللقاحات من أجل تلقي جرعات أكثر من المنصوص عليها في الاتفاقية التي تشمل نطاق الاتحاد الأوروبي.
كورتز كذلك قال إن هولندا والدنمارك حصلتا على جرعات لكل فرد أكثر بكثير من بلغاريا وكرواتيا مثلاً.
لكن وزارة الصحة النمساوية نفسها شجبت تلك المزاعم قائلة إن المفاوضات كانت “متوازنة وشفافة للغاية”.
نصيب الفرد
إذ صرح الاتحاد الأوروبي بأن توزيع اللقاحات يجري على أساس نصيب الفرد وقال متحدث باسم الاتحاد إن الدول الأعضاء على أية حال بإمكانها طلب كمية أقل أو أكثر من لقاح معين إن رغبت في ذلك.
في حين صرح مسؤول آخر من الاتحاد الأوروبي السبت 13 مارس بأن التنسيقات المتضافرة من أجل مكافحة الجائحة قد وُضعت على رأس جدول أعمال القمة التالية، المقرر عقدها في نهاية شهر مارس
يذكر أن طرح اللقاح في الاتحاد الأوروبي كان بطيئاً بالمقارنة بالكثير من البلدان الأخرى. وقد عزت السلطات بطء الوتيرة إلى مشكلات في التوصيل والإمداد.