الوضع الملتبس لزعيم البوليساريو يزداد تعقيدا في إسبانيا
بعد أن نقلت فرانس برس عن مصدر قضائي في إسبانيا قوله إن القضاء الإسباني استدعى زعيم البوليساريو على خلفية شكوى بتهمة ارتكاب “أعمال تعذيب”، عادت الوكالة نفسها، اليوم الاربعاء، لنشر نفي المحكمة الإسبانية العليا هذه المعلومات، ما أثار التباسا واسعا.
وقالت فرانس برس إن المتحدث باسم المحكمة الإسبانية العليا أكد لها أن إبراهيم غالي، زعيم جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب “بوليساريو” الذي يعالج في مستشفى بإسبانيا، “لم يتم استدعاؤه الأربعاء”.
وكان مصدرا معنيا بشكل مباشر بالقضية أكد لفرانس برس، الاثنين، أنه تم استدعاء غالي للمثول الأربعاء أمام المحكمة، بسبب شكوى حول “أعمال تعذيب” قدمها في إسبانيا من قبل فاضل بريكة، المنشق عن الجبهة ويحمل الجنسية الإسبانية.
واليوم الأربعاء، قال المتحدث باسم المحكمة إنه “لم يُطلب من الشرطة سوى تحديد مكانه والتحقق مما إذا كان في إسبانيا”، من دون أن يتمكن من توضيح أسباب هذا الوضع الملتبس.
وأضاف أن “القاضي طلب من الشرطة إجراء التحقيقات اللازمة لإثبات أن هذا الشخص، الذي يقال إنه في مستشفى في لوغرونيو (شمال إسبانيا) هو بالفعل” غالي.
وأكدت وزيرة الخارجية الإسبانية، الثلاثاء، استقبال الأمين العام للبوليساريو إبراهيم غالي “لأسباب محض إنسانية ليتلقى العلاج الطبي”.
من جهته، قال السفير الصحراوي بالجزائر، عبد القادر الطالب عمر، الثلاثاء، إنّ غالي “متواجدٌ في إسبانيا في فترة نقاهةٍ بعد شفائه من فيروس كورونا”، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الصحراويّة.
لكن مجلة “جون أفريك” الأسبوعية الفرنسية ذكرت أن زعيم بوليساريو، البالغ من العمر 73 عاما، وفق المجلة، يعاني من مرض السرطان ونُقل إلى المستشفى بشكل عاجل في 21 افريل في لوغرونيو، باسم جزائري مستعار. وتقول بوليساريو إنّ غالي مولود في 19 اوت 1949، ويبلغ 71 عاماً.
ودعا ثلاثة صحراويين كانوا يعيشون في مخيمات اللاجئين في تندوف بالجزائر ويتهمون إبراهيم غالي بارتكاب “انتهاكات لحقوق الإنسان” و”أعمال تعذيب”، السلطات الإسبانية إلى محاكمته، في تسجيل فيديو، نقلته وسائل إعلام مغربية.
وشكل استقبال زعيم البوليساريو في إسبانيا مصدر إحراج لمدريد، التي تحرص على الحفاظ على علاقات جيدة مع المغرب الشريك الأساسي في مكافحة الهجرة غير الشرعية.
واستدعى المغرب السفير الإسباني في الرباط في 24 افريل للتعبير عن “سخطه”.
يدور منذ عقود نزاع حول الصحراء الغربية بين البوليساريو والمغرب، الذي يسيطر على أغلب أراضي المستعمرة الإسبانية السابقة.
وتطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير المصير أقرّته الأمم المتحدة، في حين يقترح المغرب منح المنطقة حكماً ذاتياً تحت سيادته. وكانت الولايات المتحدة اعترفت العام الماضي بسيادة المغرب على الصحراء.