المغرب يعرض مساعدته على الجزائر لإطفاء الحرائق
وجَّه العاهل المغربي، الملك محمد السادس، الأربعاء 11 اوت 2021، أوامره لكل من وزيري الداخلية والخارجية بالتواصل مع نظيريهما في الجزائر، وذلك بهدف عرض الرباط المساعَدة في عمليات إخماد حرائق الغابات التي أتت على مساحات شاسعة من غابات منطقة القبائل.
وجاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج المغربية، أن الملك المغربي “تفضّل وأعطى تعليماته السامية لوزيري الداخلية والشؤون الخارجية، من أجل التعبير لنظيريهما الجزائريين، عن استعداد المغرب لمساعدة الجزائر في مكافحة حرائق الغابات التي تشهدها العديد من مناطق البلاد”.
وأكد البيان نفسه، الذي نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء (رسمية)، أنه “وبتعليمات من الملك، تمت تعبئة طائرتين من طراز كنادير، للمشاركة في هذه العملية، بمجرد الحصول على موافقة السلطات الجزائرية”.
بادرة الملك المغربي تأتي بعد أيام قليلة من خطاب العرش، الذي دعا فيه الجزائر إلى فتح “حوار جديٍّ” من أجل تجاوز كل الخلافات وفتح الحدود، وكذا تجاوز الأزمة السياسية بين البلدين، بينما لم تلقَ مبادرة الملك أي رد رسمي من الجزائر.
على الصعيد الميداني، ارتفعت حصيلة ضحايا حرائق الغابات المتواصلة في الجزائر، الأربعاء، إلى 65 قتيلاً بينهم 28 عسكرياً، فيما أعلنت رئاسة الجمهورية الحداد الوطني ثلاثة أيام.
فقد أفاد التلفزيون الجزائري الرسمي بأنّ “حصيلة ضحايا حرائق الغابات بلغت 65 ضحية، من بينهم 28 عسكرياً و37 مدنياً، أغلبهم بمحافظة تيزي وزو (شرق)”.
بحسب التلفزيون الرسمي، “يوجد 12 عسكرياً في حالة حرجة بالمستشفى”، يتلقون العلاج.
من جانبها، أعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان على فيسبوك، أنه “على أثر استشهاد عدد من المواطنين المدنيين والعسكريين، من جرّاء الحرائق التي اجتاحت بعض ولايات الوطن، قرر رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون، إعلان حداد وطني لمدة ثلاثة أيام”.
وأضاف البيان أن الحداد يبدأ غداً الخميس 12 اوت ، مع تجميد مؤقت لكل الأنشطة الحكومية والمحلية ما عدا التضامنية منها.
وتشهد عدّة محافظات جزائرية منذ أيام، حرائق تزامنت مع موجة حر شديدة ورياح قوية في البلاد.
اتسعت الحرائق المندلعة منذ يومين في الجزائر لتشمل جنوب وشمال تونس إضافة إلى واحات في جنوب المغرب، الثلاثاء 10 اوت 2021، مخلفة عشرات الضحايا بين مدنيين وعسكريين في الجزائر، وخسائر كبيرة في تونس والمغرب.
إذ قالت الحكومة الجزائرية، الثلاثاء، إن حرائق الغابات المستعرة بالبلاد أودت بحياة 42 شخصاً بينهم 25 جندياً تم نشرهم للمساعدة في إخمادها، في حين غطت سحب الدخان الكثيف معظم جبال منطقة القبائل شرقي العاصمة.
اندلعت عشرات الحرائق في الجزائر في أنحاء مناطق الغابات بشمال البلاد منذ مساء الإثنين 9 اوت ، وقال وزير الداخلية كامل بلجود إن الحرائق متعمدة، دون أن يذكر تفاصيل.
وزير الداخلية الجزائري قال في تصريحات للتلفزيون الرسمي: “وحدها الأيدي المجرمة يمكن أن تكون مسؤولة عن اندلاع نحو 50 حريقاً في آن واحد في عدة مناطق بالولاية”.
ضحايا الحرائق في الجزائر بالعشرات
في الأسبوع الماضي، قال مرصد الغلاف الجوي التابع للاتحاد الأوروبي إن البحر المتوسط أصبح بؤرة لحرائق الغابات، مع انتشار الحرائق في تركيا واليونان على نحو فاقمته موجة الطقس الحارة.
استخدم سكان في ولاية تيزي وزو بمنطقة القبائل أفرع الشجر لمحاولة إخماد الحرائق أو إلقاء مياه في محاولة يائسة للإطفاء.
كما قال سكان بمنطقة القبائل إن الجنود ضحايا الحرائق لفظوا أنفاسهم في مناطق مختلفة، بعضهم أثناء محاولته إخماد ألسنة اللهب والبعض بعد أن حاصرته النيران. وذكرت وزارة الدفاع أن جنوداً آخرين لحقت بهم إصابات بالغة.
بينما قال شهود إن عدة منازل احترقت بينما فرت الأسر إلى فنادق وبيوت للشباب ومدن جامعية، وأضافوا أن أطقم الإطفاء واجهت صعوبة في الرؤية بسبب الدخان الكثيف.
أوضح محمد، الذي فر من قرية عزازقة مع أسرته إلى أحد الفنادق: “عشنا ليلة مرعبة. احترق منزلي تماماً”.
في حديث للتلفزيون الرسمي مساء الثلاثاء قال رئيس الوزراء أيمن بن عبدالرحمن إن عدد القتلى ارتفع إلى 42، من بينهم 25 من الجيش. وأضاف أن الحكومة تجري محادثات مع شركاء من الخارج لاستئجار طائرات للمساعدة في تسريع جهود مكافحة الحرائق.
فيما لا تزال فرق الإطفاء تحاول احتواء الحرائق مع رجال الجيش، وقال بلجود إن الأولوية هي تجنب سقوط المزيد من الضحايا وتعهد بتعويض المتضررين. واشتعلت حرائق أصغر في غابات في 16 ولاية على الأقل منذ مساء الإثنين.
انفجار ألغام بغابات تونس
كما شهدت تونس، الثلاثاء، اندلاع حرائق في غابات ببولايتي القصرين (غرب) وبنزرت (شمال) التهمت حوالي 1100 هكتار من الأشجار، وتسببت بانفجار 22 لغماً من دون وقوع خسائر بشرية.
إذ قا مدير إدارة الغابات التابعة لوزارة الفلاحة في القصرين “يامن حقي”، للأناضول، إنه تمت الثلاثاء السيطرة بشكل كامل على حريق اندلع في “جبل سمامة”.
أضاف المسؤول التونسي: “اندلع بعد ظهر أمس حريق آخر في جبل تبوشّة، بمنطقة العيون، ومصالح الغابات والحماية المدنية (الدفاع المدني) يعملون على إخماد النيران”.
كما أفاد بأن “حريق جبل مغيلة، الذّي نشب الأحد، مازال متواصلاً، وتُجرى عمليات للحد من توسع رقعته نحو المناطق السكنية”.
أوضح “حقي” أن “القصرين خسرت ثروات غابية هامة لا تقدر بثمن وتستغرق وقتاً كبيراً لاستعادتها، حيث قُدرت المساحات التي أتلفتها النيران بـ1100 هكتار (الهكتار الواحد يساوي 1000 متر مربع) من غابات الصنوبر الحلبي والإكليل والعرعار والحلفاء”.
أردف أن “حرائق الغابات في القصرين تسببت بانفجار 22 لغماً من دون وقوع أضرار بشرية، وهي 17 لغماً في جبل مغيلة و5 في جبل سمامة”.
فيما ترجع تقديرات اندلاع مثل هذه الحرائق إلى درجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها تونس منذ أيام، إذ بلغ أعلاها 49 درجة في بعض المناطق، وفق المعهد الوطني للرصد الجوي
النيران تلتهم واحة مغربية
في المغرب أتى حريق كبير اندلع، الثلاثاء، على إحدى الواحات في إقليم زاكورة جنوب المغرب، قبل أن تتمكن السلطات من إخماده.
إذ أفادت وسائل إعلام مغربية بأن واحة تمزموط شهدت حريقاً ضخماً قضى عليها بالكامل، والتهم عدداً كبيراً من أشجارها المثمرة، بعدما اجتاحت النيران مساحات واسعة.
بينما كشفت مصادر رسمية أن الحريق تسبب في إتلاف حوالي 2500 نخلة وأشجار أخرى. وأكد شهود عيان أن رجال الإطفاء تمكنوا من إطفاء الحريق قبل اتساع رقعته، حيث شاركت طائرات من نوع “كنداير سي إل 415” في عمليات الإطفاء.
يشهد إقليم زاكورة المغربي مواسم جفاف للسنة السادسة على التوالي، مما سبب ندرة في المياه السطحية والجوفية، وأثر بشكل كبير على واحات المنطقة التي فقدت مئات الآلاف من أشجار النخيل خلال السنوات الأخيرة.
فيما طالبت جمعيات محلية بإعلان إقليم زاكورة منطقة منكوبة، كما حدث في إقليمي طاطا، والصويرة، والعمل على وضع استراتيجية لمعالجة النقص الحاد في المياه، وترشيد استغلالها.