الرئيسيةتونس اليوم

تونس تحت المجهر: تحذير امريكي وقلق جزائري وغزل سعودي

قال موقع Al-Monitor الأمريكي، في تقرير له، الأربعاء 25 اوت  2021، إن الجائحة والنظام الطبي الهش في البلاد قد دفعا الشعب التونسي نحو الهاوية، كما اعتبرت أن هذه الوضعية المتأزمة “عجَّلت جزئياً بتولّي الرئيس قيس سعيد للسلطة التنفيذية في 25جويلية ، بينما يفكر جُل الأطباء في مغادرة البلاد، بسبب ظروف العمل الصعبة والجائحة.

فرغم التبرع باللقاحات والمعدات والمعونة الطبية؛ ما يزال كبار الأطباء يخشون أن تدفع ظروف العمل السيئة منذ فترة، الأطباء إلى الرحيل عن البلاد، تاركين الخدمات الطبية في وضعٍ أسوأ مما كانت عليه قبل الأزمة وأقل قدرة على الاحتمال في حال مواجهة موجةٍ جديدة.

الموجة الأكثر فتكاً

إذ قال الأستاذ إيهاب لبين، أخصائي التخدير والعناية المركزة المُكلّف بإدارة خدمات الرعاية المركزة خلال الجائحة، لموقع Al-Monitor الأمريكي، إن أزمة تونس مع كوفيد-19 تعود جذورها إلى أكتوبر/عام 2020.

فحتى ذلك الوقت كانت تونس تُسيطر بحزم على انتشار العدوى من خلال العزل الكامل وتحديد ساعات فتح المقاهي والمتاجر، وأردف: “لقد كانت تلك الموجة الأولى في تونس، والموجة الثانية في العالم، ووصلت نسبة إشغال المستشفيات إلى 80% وقتها بسبب حالات كوفيد. لكن إجراءات الإغلاق المُطوّلة أضرت بالاقتصاد المتهالك، ونقل البنك الدولي في تقاريره الأنباء عن زيادةٍ في تقلصات الاقتصاد الكبيرة”.

لكن موجة العدوى التي كانت متوقعة في جويلية  كانت الأكثر تدميراً، بوجود تحوُّر دلتا شديد العدوى من فيروس كورونا.

وقد رُفِضَت دعوات اللجنة العلمية الوطنية إلى إغلاقٍ جديد بحسب لبين، حيث قالت الحكومة: “إننا لا نستطيع تحمُّل تكلفة تمويل ثلاثة أسابيع أخرى من العزل”. بينما يرى لبين أنّ إجراءات الإغلاق كانت ستنقذ “حياة نحو ثلاثة آلاف شخص”.

منظومة على حافة الانهيار 

في ظل هذا الوضع، تحدثت الطبيبة المتدربة بمستشفى المنجي سليم، أميمة عثمان، وزميلتها المتدربة يسرا مويلحي، عن الاجتماعات الصباحية التي تبدأ بمهمةٍ مقيتة حين يُقرر كبار الأطباء هوية المرضى الذين سيحصلون على سرير وأوكسجين.

يقول لبين إن البلاد اضطرت لتعديل بروتوكولات العلاج بالأكسجين من أجل إدارة الإمدادات المتوافرة، وأقر كافة الأطباء بأنّه في الظروف المضغوطة، لا يحصل كبار السن على أسرة وحدات العناية المركزة.

كما أردف لبين إن تونس لديها اثنان من المنتجين التجاريين للأوكسجين، لكن الطلب في جويلية  كان يُساوي أكثر من ضعف الإنتاج اليومي: “نحن ننتج 110 آلاف لتر من الأوكسجين السائل يومياً، لكننا نستهلك 240 ألفاً في اليوم”. وقد كان الوضع كارثياً لدرجة أن وكالة Associated Press الأمريكية تحدثت عن ازدهار السوق السوداء لتجارة الأوكسجين من أجل الاستعمال المنزلي.

بينما اشتكت يسرا من أن التدريب في الطب الباطني قد تعطّل بسبب الجائحة، حيث أوضح لبين: “نحن نشهد الآن جيل أطباء كوفيد-19″، مشدداً على ضرورة تعويض خسارتهم وقت التدريب في تخصصاتهم المختارة.

بعد العمل على مدار الساعة منذ أواخر جوان  عند بداية الموجة الثالثة، تقول يسرا إنها لا ترى مجالاً للراحة في الأفق حتى الآن: “نحن مرهقون، لكنني سمعت أن وزارة الصحة قد تلغي أيام الإجازة”. في حين قالت أميمة، التي تنفي إصابتها باضطراب الكرب التالي للصدمة: “بعد يومٍ طويل من علاج مرضى كوفيد-19، وبمجرد أن تغادر المستشفى تسمع أصوات حفل زفاف. إنّه أمرٌ مدمر، ولا يسعني وصفه إلا بأنه يُشبه (نهاية العالم)”.

تكلفة باهظة والأطباء يفرون من البلاد

فقد بدأ خبراء الطب أيضاً في إحصاء التكلفة الكاملة للعلاج المكثف، إذ قال لبين إن سرير الأوكسجين العادي يُكلّف 216 دولاراً في اليوم، ومتوسط الإقامة هو 10 أيام.

بينما تصل التكلفة الأساسية لأسرَّة وحدات العناية المركزة إلى 576 دولاراً، وتصل فترة الإقامة عادةً إلى ثلاثة أسابيع، خاصةً لدى المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و60 عاماً، لذا فإن التقديرات التقريبية تجعل أقل تكلفة لتشغيل 600 سرير داخل وحدات العناية المركزة بطاقتها كاملةً لمدة ثلاثة أسابيع، تساوي 72.6 مليون دولار.

في حال وصول موجةٍ أخرى من العدوى، يقول لبين إن أزمة تونس المزمنة -والمتمثلة في هجرة العقول- ستكون أكثر سوءاً من أي وقتٍ مضى: “كل عام يتخرج 1200 طبيب، وكل عام نفقد 600 طبيب منهم. وفي حال مواجهتنا موجةً أخرى، فسوف نكون جاهزين من ناحية المعدات والأوكسجين. لكن مشكلتنا الحقيقية ستكمن في نقص العمالة الطبية المدربة”.

بينما قالت أميمة ويسرا إن جهود الحكومة لمنع الأطباء الشباب من ترك البلاد قد باءت بالفشل.

حيث قالت يسرا: “يختار الأطباء الشباب التخصصات التي تؤهلهم سريعاً للعمل والحصول على وظيفة خارج البلاد”.

وأردفت أن الأمر لا يتعلق بالأجر، بل بظروف العمل: “نحن منهَكون، وجميعنا نفكر في الرحيل عن تونس”.

السفير الامريكي يلتقي ناشطين في المجتمع المدني

التقى السفير بلوم يوم أمس الثلاثاء 24 اوت  مع ثلة من المثقفين وممثلي المجتمع المدني ونشطاء سياسيين للاستماع إلى رؤيتهم للمستقبل السياسي في تونس. وأكد السفير بلوم على دعم الولايات المتحدة للشعب التونسي ولحكومة متجاوبة في إطار الديمقراطية التونسية.

ومن خلال الصورتين المنشورتين يظهر المفكر والكاتب  يوسف الصديق  والفنانة ليلى حجيج وشيماء القرقوري  رئيسة الجمعية التونسية للتصرف والتوازن الاجتماعي

 لعمامرة حمل رسالة من تبون إلى سعيّد خوفاً من تكرار السيناريو الليبي

وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، والرئيس التونسي قيس سعيد (مواقع التواصل الاجتماعي)

شدد وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، خلال الندوة الصحفية التي عقدها الثلاثاء 24 أاوت  2021، على أن بلاده “سيكون صوتها عالياً في حال تدخلت بعض الدول في شؤون تونس الداخلية” .

وقال الوزير الجزائري إن الجزائر لن تتدخل في شؤون تونس الداخلية، لأنها متأكّدة من أن التونسيين قادرون على حلّ مشاكلهم بأنفسهم.

وكان لعمامرة قد زار تونس ثلاث مرات خلال الشهر الجاري، كان آخرها قبل أيام، حيث حمل رسالة مكتوبة من الرئيس عبدالمجيد تبون إلى نظيره قيس سعيّد.

وفي الوقت الذي كان فيه لعمامرة على أعتاب قصر قرطاج، أجرى تبون مكالمة هاتفية مع سعيّد، أكد خلالها الطرفان التنسيق والتشاور بين البلدين.

ترى الجزائر في تونس جزء من أمنها القومي (مواقع التواصل الاجتماعي)
ترى الجزائر في تونس جزء من أمنها القومي (مواقع التواصل الاجتماعي)

ماذا تريد الجزائر؟

كشفت مصادر مطلعة لـ”عربي بوست”، أن الرسالة التي حملها وزير الخارجية رمطان لعمامرة إلى قيس سعيّد تضمّنت دعوة إلى فتح حوار وطني مع مختلف القوى السياسية؛ لتفويت الفرصة على المتربصين بتونس والمنطقة.

ووفق المصدر ذاته، فإن الجزائر غير مرتاحة للتحركات العربية في تونس، لاسيما تلك التي تُحركها دوافع أيديولوجية ضد أحزاب مؤثرة في المشهد التونسي.

وحسب المحلل السياسي مولود صياد، فإن الجزائر لا تريد أن يتكرر السيناريو الليبي في تونس، لاسيما أن اللاعبين الدوليين أنفسهم الذين ساهموا في تأزم الوضع فيها، يحاولون اليوم إيجاد موطئ قدم لهم في تونس عن طريق استغلال الأوضاع الاقتصادية الصعبة لتونس.

شحنة جديدة من المساعدات الطبية

وصلت مساء اليوم الاربعاء 25 اوت طائرة جزائرية على متنها 200 ألف جرعة من التلاقيح ضد فيروس كوفيد-19 و80 مكثف اوكسجين ومستلزمات صحية منحتها الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة إلى تونس  في إطار دعم جهودها لمكافحة هذه الجائحة

وليست هذه المرة الاولى التي ترسل فيها الجزائر كميات مختلفة من التلاقيح الى جارتها تونس

صداع جديد

في الوقت الذي عادت فيه الدبلوماسية الجزائرية لتؤثر في المشهد الليبي والمساهمة في حلحلة الأزمة بين الفرقاء هناك، تتحرك الدول العربية المعروفة بعدائها لتيار الإسلام السياسي بقوة في تونس، وهو ما تراه  الجزائر صداعاً جديداً بالمنطقة.

وكانت الإمارات العربية المتحدة قد أبدت دعمها للرئيس التونسي قيس سعيّد، وأبدت استعدادها لمساعدة تونس مالياً، كما أرسلت وفداً رفيع المستوى للقاء الرئيس التونسي.

أما مصر فأرسلت وزير خارجيتها سامح شكري، للقاء سعيّد، كما عبَّرت عن دعمها لقراراته.

الرياض كانت أكثر الدول العربية وضوحاً، إذ اتصل الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز بقيس سعيّد وأكد له دعم المملكة لقراراته، مبدياً استعداده لدعم تونس مالياً واقتصادياً، كما أرسل بعدها بيوم وفداً رفيع المستوى للقاء الرئيس يوم الاحد الماضي(عطلة رسمية)

قام رمطان لعمامرة بأكثر من زيارة لتونس منذ بداية أزمتها السياسية (مواقع التواصل الاجتماعي)
قام رمطان لعمامرة بأكثر من زيارة لتونس منذ بداية أزمتها السياسية (مواقع التواصل الاجتماعي)

الهاجس الليبي

تقول القاعدة إن الأسباب نفسها تؤدي إلى النتائج نفسها، وهو ما يجعل تكرار السيناريو الليبي، على المستوى السياسي على الأقل، غير مستبعد في تونس، لاسيما أن اللاعبين الدوليين أنفسهم يحاولون فرض أجنداتهم في البلدين الجارين.

ولأن الجزائر تعتبر تونس جزءاً من أمنها القومي لعدة عوامل جغرافية وتاريخية واستراتيجية، فإن انتقال تأثير بعض الدول العربية من ليبيا إلى تونس مقلق للغاية.

ويرى المحلل مولود صياد الذي تحدث لـ”عربي بوست”، أن “تحركات الجزائر المكثفة في تونس هدفها الأول الحد من تأثير مصر والإمارات والسعودية على تونس التي تعد حديقة خلفية لها”، على حد تعبيره.

وأضاف المتحدث أن “الجزائر سترفض تكرار السيناريو الليبي على المستوى السياسي، وقد تعاقب تونس في حال سار الرئيس قيس سعيد في فلك قوى عربية غير متوافقة مع الجزائر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.