في اختتام مؤتمر بغداد: دعم كامل للعراق
جددت الدول المشاركة في “مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة” في ختام اجتماعها اليوم السبت (28 اوت 2021) دعمها “لجهود الحكومة العراقية في تعزيز مؤسسات الدولة وفقا للآليات الدستورية”، وإجراء الانتخابات النيابية تحت الرقابة الدولية لضمان نزاهة وشفافية عملية الاقتراع المرتقبة.
وأعرب زعماء وقادة وممثلو الدول المشاركون في البيان الختامي لمؤتمر بغداد عن الوقوف إلى جانب العراق وضرورة توحيد الجهود الإقليمية والدولية وبالشكل الذي ينعكس إيجابا على استقرار المنطقة وأمنها. كما أكد البيان الختامي أن احتضان بغداد للمؤتمر “دليل واضح على اعتماد العراق سياسة التوازن والتعاون الإيجابي في علاقاته الخارجية”.
وفي كلمته في افتتاح القمة قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن “العراقيين قاتلوا الإرهاب قبل كل شيء، ونحن هنا إلى جانبكم في التعاون لإجراء الانتخابات المقبلة التي ستكون مرحلة جديدة للعراق”. وأضاف أن “كل من يقاتل الإرهاب هو شقيقنا ونؤكد استمرار دعم فرنسا للعراق وتنسيق الجهود لمكافحة الإرهاب وتطوير الجوانب الاقتصادية والبنى التحتية”.
من جانبه وصف رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي مستوى تمثيل الدول المشاركة في مؤتمر قمة بغداد للتعاون والشراكة بأنه محط تقدير العراق حكومة وشعبا.
وقال الكاظمي في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “ودّعنا بمثل ما استقبلنا ضيوف العراق في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، بكلّ الودّ والاعتزاز”. وأضاف الكاظمي أن “مستوى التمثيل والمواقف الأخوية الطيبة التي عكستها كلمات ضيوفنا الكرام خلال المؤتمر محط تقدير العراق حكومةً وشعباً”.
وبدأت في بغداد ظهر اليوم السبت وقائع مؤتمر قمة بغداد للتعاون والشراكة بمشاركة 9 دول عربية وأجنبية ومنظمات عربية ودولية. وبحسب مصادر عراقية فإن المؤتمر سيناقش ملفات تتعلق بتوسيع الشراكة الاقتصادية ومحاربة الإرهاب ودعم مشاريع إعادة الإعمار في العراق وتوسيع التعاون بين العراق ودول الجوار.
وشدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في كلمة الافتتاح على أن العراق يرفض استخدام أراضيه منطلقا للصراعات. وقال إن “العراق يسعى لإقامة أفضل العلاقات وعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول أو منطلقا للاعتداء على الآخرين”. وأضاف أن “العراق أحد مرتكزات الاستقرار وقطعنا شوطا في عمليات إعادة الإعمار والتهيئة لإجراء الانتخابات المقبلة”.
من جانبه، شدد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد على أهمية “وحدة العراق ووحدة السلاح” باعتبارها “من أهم مؤهلات العراق لترسيخ الأمن في المنطقة”. وأضاف “أن الإرهاب حال دون استثمار مقدرات العراق الحقيقية، ونحن ندعو المجتمع الدولي لدعم العراق في تحقيق الأمن والاستقرار، وتحقيق النهضة الشاملة”.
أما وزير خارجية إيران أمير عبد اللهيان، فقد صرح أن بلاده تعمل على توفير منطقة آمنة وحرة، وأن العراق يلعب دورا هاما فىها، مشيراً إلى العراق تضرر كثيرا من الجماعات الإرهابية وأن الشعب العراقي الذي تحرر من الإرهاب بحاجة إلى تعاون الجميع.
فيما تحدث وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، عن أن “الروابط بين السعودية والعراق تاريخية”، وتابع: “مستمرون بالتنسيق مع العراق لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف، ونتطلع للعمل مع إخواننا في العراق لتحقيق التعايش السلمي”.
لقاءات على هامش القمة
وشهدت القمة عدة لقاءات هامة إذ قالت الرئاسة المصرية إن الرئيس عبد الفتاح السيسي التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في بغداد، في أول اجتماع من نوعه منذ اتفاق البلدين في جانفي على إنهاء خلاف استمر طويلا بينهما.
كما التقى أمير قطر بنائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. ووصف آل مكتوم أمير دولة قطر بأنه “شقيق وصديق.. والشعب القطري قرابة وصهر .. والمصير الخليجي واحد”. وأضاف في تغريدة عقب لقائه أمير قطر ببغداد ” …حفظ الله شعوبنا وأدام أمنها واستقرارها ورخاءها”.
وكانت مصر والسعودية والإمارات والبحرين قد اتفقت على إنهاء المقاطعة التي فرضتها على قطر منذ أواخر 2017 بدعوى دعم الإرهاب في إشارة إلى الجماعات الإسلامية وهو ما تنفيه الدوحة.