شاهد عقارات ملك الأردن التي كشفت عنها “وثائق باندورا”: منازل في أمريكا وبريطانيا
الديوان الملكي يهدد باللجوء إلى القضاء
كشفت وثائق ضخمة مُسربة نشرتها وسائل إعلام عدة حول العالم، الأحد 3 أكتوبر 2021، عن زعماء يرتبطون بثروة سريّة من بينهم العاهل الأردني، الملك عبدالله، الذي قالت الوثائق إنه يمتلك سراً مجموعة من العقارات في بريطانيا وأمريكا.
الوثائق قالت أن ثروة العقارات التي يمتلكها الملك تتجاوز قيمتها 70 مليون جنيه إسترليني، ويُقدر عددها بـ15، وتقول الوثائق إنه تم شراؤها عبر شبكة من الشركات التي تتخذ من “جزر العذراء” البريطانية وغيرها من الملاذات الضريبية مقراً لها، وذلك منذ سنة 1999، سنة توليه السلطة.
صحف غربية، بينها The Guardian البريطانية، وصحيفة The Washington Post، نشرت صوراً قالت إنها لعدد من العقارات التي تعود ملكيتها إلى الملك عبدالله، مشيرةً إلى أنه تم شراؤها من خلال شركات مرتبطة بالملك، وفق قولها.
من بين أبرز العقارات، التي اشتراها الملك عبدالله، ثلاثة منازل متجاورة تطل على المحيط الهادئ في جنوب كاليفورنيا، وتقول الصحيفة الأمريكية إنه خلال الفترة بين 2014 و2017 دفعت شركات مرتبطة بالملك 70 مليون دولار لشراء هذه المنازل.
تقول The Washington Post إنه يتوسط هذه العقارات قصر على طراز البحر الأبيض المتوسط، تبلغ مساحته 14,000 قدم مربع، ويحتوي على سبع غرف نوم وتسعة حمامات، إضافة إلى صالة ألعاب رياضية، ومسرح، ومنتجع في الهواء الطلق، وحمام سباحة، ضمن ملكية حجمها أكثر من 3 فدانات.
تشير الصحيفة إلى أن اثنين من المنازل يخضعان لتغييرات في الإنشاءات، وقالت إن سجلات التخطيط في كاليفورنيا أفادت بأنه سيتم هدم أحد المنازل وإعادة تشييده مجدداً ليصبح ضعف حجمه، أما الآخر فيحتوي على حمام سباحة جديد ومكان لحفلة شواء بالهواء الطلق.
أيضاً كشفت الوثائق المسربة أن الملك عبدالله أنفق 10 ملايين دولار لشراء وحدات سكنية فاخرة مع إطلالات شاسعة على نهر بوتوماك في منطقة جورج تاون بالعاصمة الأمريكية واشنطن، بحسب The Washington Post.
في بريطانيا أيضاً اشترى العاهل الأردني عدداً من العقارات الفخمة، إذ كشفت الوثائق أن الملك اشترى بملايين الدولارات ثلاثة مساكن في العاصمة لندن، وفقاً لصحيفة The Guardian البريطانية.
The Guardian قالت إن قيمة العقارات التي تم شراؤها في المملكة المتحدة، تقدر بحوالي 28 مليون جنيه إسترليني، مضيفةً أن الملك كان لديه 7 عقارات فاخرة بالمملكة المتحدة، ثلاثة منها في حي بلغرافيا الراقي.
تُشير الصحيفة إلى الملك اشترى هذه العقارات بين عامي 2011 و2013، مضيفةً أن بريطانيا كانت ترسل ما يصل إلى 100 مليون جنيه سنوياً كمساعدات للأردن، لكن الديوان الملكي الأردني قال في بيان بأن العقارات تم شراؤها من أموال الملك الخاصة.
كذلك كشفت الوثائق أن الملك اشترى عقارات بالقرب من قصر باكنغهام، موضحةً أن شراء العقارات هذه تم بواسطة شركات وهمية مسجلة لديه، بحسب زعمها.
تُمثل “وثائق باندورا” أحد أكبر التحقيقات الإعلامية على الإطلاق، وعمل عليها أكثر من 600 صحفي في الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، حللوا نحو 11,9 مليون وثيقة من شركات خدمات مالية حول العالم.
وجد هؤلاء روابط بين ما يقرب من ألف شركة في ملاذات خارجية و336 سياسياً ومسؤولاً حكومياً رفيع المستوى، بينهم أكثر من 12 رئيس دولة وحكومة لا يزالون في مناصبهم.
الديوان الملكي بالأردن هدد بتحرك قانوني
قال الديوان الملكي الأردني، الإثنين 4 أكتوبر/2021، إن امتلاك الملك عبد الله الثاني لعقارات بالخارج ليس أمراً سرياً، منتقداً وسائل إعلام نشرت ما كشفته وثائق مسربة عن عقارات اشتراها الملك بالخارج قيمتها 100 مليون دولار، وهدد بتحرك قانوني من عمّان.
جاء ذلك في بيان للديوان الملكي، تعليقاً على ما كشفته “وثائق باندورا” المسربة، التي قالت إن الملك عبد الله الثاني أنشأ شبكة من الشركات الخارجية (أوفشور) لتكوين مجموعة من الممتلكات بين العامين 2003 و2017، في كاليفورنيا وواشنطن ولندن.
الديوان الملكي قال إن التقارير الصحفية -التي نشرتها وسائل إعلام عالمية حول الوثائق المسربة- “احتوى بعضها معلومات غير دقيقة، وتم توظيف بعض آخر من المعلومات بشكل مغلوط، شوه الحقيقة وقدم مبالغات وتفسيرات غير صحيحة لها”.
أضاف أن الملك عبد الله “يمتلك عدداً من الشقق والبيوت في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، وهذا ليس بأمر جديد أو مخفي”، لافتاً إلى أن الملك يستخدم هذه العقارات لاستقبال ضيوف رسميين، فضلاً عن استخدامها من قبل أفراد عائلته.
اعتبر البيان أن عدم الإعلان عن العقارات الخاصة بالملك “يأتي من باب الخصوصية وليس من باب السرية أو بقصد إخفائها، كما ادعت هذه التقارير”، وأضاف أن “إجراءات الحفاظ على الخصوصية أمر أساسي لرأس دولة بموقع جلالة الملك”.
كذلك لفت البيان إلى أن إبقاء السرية حول العقارات يعود إلى “اعتبارات أمنية أساسية في ضوء تنامي المخاطر الأمنية”.
انتقاد لنشر صور العقارات
انتقد البيان أيضاً نشر صحف غربية مثل “واشنطن بوست“، و”الغارديان” لصور عقارات قالت إنها تعود لملك الأردن، وقال إن “ما قامت به بعض وسائل الإعلام من إشهار لعناوين هذه الشقق والبيوت هو خرق أمني صارخ وتهديد لأمن وسلامة جلالة الملك وأفراد أسرته”.
أيضاً علّق البيان على ما ذكرته “وثائق باندورا” بخصوص الشركات التي من خلالها تم شراء العقارات الخاصة بالملك، وقالت إنه “تم تسجيل شركات في الخارج لإدارة شؤون هذه الممتلكات وضمان الالتزام التام بجميع المتطلبات القانونية والمالية ذات العلاقة”.
أضاف البيان أن “كلفة هذه الممتلكات وجميع التبعات المالية المترتبة عليها تمت تغطيتها على نفقة جلالة الملك الخاصة، ولا يترتب على موازنة الدولة أو خزينتها أي كلف مالية، كما هو الحال فيما يتعلق بالمصاريف الشخصية الخاصة بجلالة الملك وأسرته”.
كانت صحيفة “الغارديان” قد أشارت إلى أن بريطانيا التي اشترى فيها الملك عقارات، كانت ترسل مساعدات سنوية إلى عمّان بقيمة 100 مليون جنيه.
لكن بيان الديوان الملكي قال إن “كل الأموال العامة والمساعدات المالية للمملكة تخضع لتدقيق مهني محترف، كما أن أوجه إنفاقها واستخداماتها موثقة بشكل كامل من قبل الحكومة، ومن قبل الدول والجهات المانحة”.
تابع البيان في هذا الصدد أن “جميع المساعدات التي ترد للمملكة تأتي بشكل مؤسسي ضمن اتفاقيات تعاون خاضعة لأعلى درجات الرقابة والحوكمة من الدول والمؤسسات المانحة”.
اعتبر الديوان الملكي أيضاً أن “أي ادعاء يربط هذه الملكيات الخاصة بالمال العام أو المساعدات افتراء لا أساس له من الصحة، ومحاولة مسيئة لتشويه الحقيقة”، كما وصفها بأنها ادعاءات باطلة “تمثل تشهيراً بالملك وسُمعة المملكة”.
ختم الديوان الملكي بيانه بالقول إنه “يستهجن كل التقارير التي شوهت الحقيقة واحتوت تضليلاً وإساءات تفندها الحقائق، ويحتفظ بحقه في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة”.
كانت “وثائق باندورا” قد كشفت أن العقارات التي يمتلكها الملك عبد الله يُقدر عددها بـ15، وتقول إنه تم شراؤها عبر شبكة من الشركات التي تتخذ من “جزر العذراء” البريطانية وغيرها من الملاذات الضريبية مقراً لها، وذلك منذ سنة 1999، سنة توليه السلطة.
من بين أبرز العقارات، التي اشتراها الملك عبدالله، ثلاثة منازل متجاورة تطل على المحيط الهادئ في جنوب كاليفورنيا، وتقول الصحيفة الأمريكية إنه خلال الفترة بين 2014 و2017 دفعت شركات مرتبطة بالملك 70 مليون دولار لشراء هذه المنازل.
تُمثل “وثائق باندورا” أحد أكبر التحقيقات الإعلامية على الإطلاق، وعمل عليها أكثر من 600 صحفي في الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، حللوا نحو 11,9 مليون وثيقة من شركات خدمات مالية حول العالم.
وجد هؤلاء روابط بين ما يقرب من ألف شركة في ملاذات خارجية و336 سياسياً ومسؤولاً حكومياً رفيع المستوى، بينهم أكثر من 12 رئيس دولة وحكومة لا يزالون في مناصبهم.