رفض مجلس حكماء وأعيان مدينة مصراتة الليبية ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية القادمة، فيما قام محتجون بإغلاق عدد من المراكز الانتخابية في غرب البلاد، معترضين على ترشح “شخصيات متورطة جنائياً”.
قال عضو بمجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في ليبيا يوم الاثنين (15 نوفمبر 2021) في تصريح لفرانس برس إن “سكانًا محتجين على ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية أغلقوا عددًا من المراكز الانتخابية في مدن الزاوية وغريان والخمس وزليتن، كما أن أنباء وصلتنا تفيد بإغلاق عدد آخر من المراكز لم يتم التأكد منها حتى الآن”.
وكان سيف الإسلام (نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي) ، قد قدم صباح الأحد ملف ترشحه لرئاسة ليبيا من مقر المفوضية في مدينة سبها (عاصمة الجنوب الليبي).
وحول ظروف الإغلاق، أشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إلى أن العملية “تمت سلمياً دون التعرض للمراكز الانتخابية بأي نوع من التخريب؛ وبعض المراكز علقت على أبوابها لافتات تؤكد رفض سكان هذه المدن إجراء الانتخابات لشخصيات متورطة جنائياً”.
من جهة ثانية، لم يكشف المصدر عن مصير عملية تسجيل المرشحين وتوزيع بطاقات الناخبين في المراكز المغلقة حيث يتجاوز إجمالي الناخبين 2,83 مليون ناخب من حوالي سبعة ملايين نسمة هم سكان ليبيا.
ونقلت وسائل إعلام محلية صورا تظهر محتجين سلميين داخل مراكز انتخابية يهتفون بشعارات ضد إعلان سيف الإسلام القذافي الملاحق قضائيا في ليبيا ومن المحكمة الجنائية الدولية ترشيحه الأحد رسميا للانتخابات الرئاسية المقررة في 24 من الشهر المقبل.
وفي سياق متصل رفض مجلس حكماء وأعيان مدينة مصراتة ترشح سيف الإسلام، وحمل المجلس، في بيان صحفي أوردته قناة “ليبيا الأحرار” عبر حسابها على “تويتر” اليوم ورصدته وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) مسؤولية ما سماه “انهيار المشروع الانتخابي لرئيس مجلس النواب (عقيلة صالح) وعدد من أعضائه الذين شرعوا لترشح المجرمين”، حسب البيان.
وجدير بالذكر ان ابرز المرشحين لرئاسة ليبيا ينحدرون من مصراتة اولى المدن التي انتقضت على حكم معمر القذافي في 2011ويتعلق الامر برئيس الحكومة الحالي عبد الحميد الدبيبة الذي قال انه سيعلن ان كان سيترشح او لا في الوقت المناسب ، وبوزير الداخلية السابق من 2018-2021 فتحي باشاغا احد اركان المجلس العسكري لمصراتة
المعروف بتشدده ازاء المجموعات المسلحة ، وقد تعرض لمحاولة اغتيال اياما قليلة قبل تنصيب حكومة الدبيبة في فيفري الماضي
وعلى الرغم من إعلان مفوضية الانتخابات استكمال سيف الإسلام “المسوغات القانونية” لترشيحه رسمياً، يظل الوضع القانوني لنجل القذافي المحكوم في ليبيا بالإعدام، المطلوب لدى مكتب النائب العام الليبي ولدى محكمة الجنايات الدولية، محل جدل.
يذكر أن خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، كان قد علَّق في 22 سبتمبر مهامه العسكرية رسميا، تمهيدا على الأرجح للترشح لهذه الانتخابات. لكنه لم يقدم ترشحيه بعد.
وعلى الرغم من التفاؤل الذي يسود المشهد السياسي في ليبيا، ما زالت هناك أصوات رافضة لتنظيم الانتخابات إلى جانب رفض القوانين الانتخابية التي شهدت عملية اعتمادها من قبل مجلس النواب حالة من الرفض والغموض، نظراً لعدم تمريرها بشكل قانوني وتوافقي.