رغم تأكيد فلاديمير بوتين أهمية وقف إطار النار، إلا أن الوضع على الأرض لا يزال ينذر بالخطر، وسط استمرار الانفجارات والمعارك في الشرق الأوكراني. وكررت واشنطن تحذيراتها من غزو روسي لأوكرانيا.
دعت روسيا وأوكرانيا الأحد (20 فيفري) إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية لكن كلا منهما حمل الأخر مسؤولية تصاعد أعمال العنف في الشرق الأوكراني (منطقة دونباس)، حيث تثير المعارك مع الانفصاليين خشية الدول الغربية من تدخل موسكو.
بعد محادثتين هاتفيتين منفصلتين مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعلن كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعدادهما لمواصلة المحادثات، فيما أكد الإليزيه أن ماكرون وبوتين توافقا على أهمية إعلان وقف إطلاق نار.
في هذا الوقت، كرّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأحد أن روسيا “على وشك” غزو أوكرانيا، وحاول الرئيس الفرنسي بذل “الجهود الأخيرة الممكنة واللازمة لتجنّب نزاع كبير في أوكرانيا”، بعدما كان قد التقى بوتين في الكرملين في السابع من فيفري الحالي.
وعقب المحادثة الهاتفية مع ماكرون، أبدى بوتين نيّته “تكثيف” الجهود الدبلوماسية لحلّ النزاع في شرق أوكرانيا، حيث تقاتل كييف منذ 2014 الانفصاليين الموالين لروسيا والمدعومين من موسكو.
وتخشى الدول الغربية من أن يشكل تصاعد حدّة المعارك منذ يومين على خطّ الجبهة، ذريعة لروسيا التي حشدت 150 ألف جندي على الحدود الأوكرانية، لشنّ هجوم على جارتها الموالية للغرب.
واعتبر بوتين الأحد أن موجة العنف الأخيرة ناجمة عن “استفزازات أوكرانية”، وذلك في وقت أمر فيه الانفصاليون بإجلاء المدنيين وتعبئة جميع القادرين على القتال.
من جهته ندّد زيلينسكي متحدثًا مع ماكرون عبر الهاتف، بـ”نيران استفزازية” من جانب الانفصاليين المدعومين من موسكو ودعا إلى استئناف المفاوضات مع روسيا برعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وإعلان “وقف إطلاق نار فوري” في شرق بلاده.
في وقت سابق الأحد، أعلنت بيلاروس حليفة موسكو، أن القوات الروسية الموجودة على أراضيها والتي كان مقررًا أن تغادر الأحد، ستبقى لإجراء مزيد من التدريبات العسكرية. وقدّرت واشنطن عدد الجنود الروس المشاركين في هذه التدريبات بـ30 ألفًا.
رغم ذلك، أكد الإليزيه أن بوتين كرر لماكرون “نيته سحب قواته” من بيلاروس “حين تنتهي المناورات الجارية”.
وعلى خطّ الجبهة في شرق أوكرانيا، سمع صحافيون في وكالة فرانس برس دوي سلسلة انفجارات.
وينفي الكرملين أي خطة له لمهاجمة أوكرانيا التي يسعى لإعادتها إلى دائرة نفوذه. وتطالب موسكو بـ”ضمانات أمنية” كشرط لخفض التصعيد، أبرزها وعد بألا تنضمّ أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي ووقف تعزيز قوات الحلف على الحدود الروسية، وهي مطالب رفضها الغربيون.
وتسببت الأزمة حول أوكرانيا التي بدأت أواخر عام 2021، بأسوأ تصعيد للتوترات تشهده أوروبا منذ الحرب الباردة، في حين أن دولًا غربية عديدة تؤكد أن الغزو الروسي قد يحصل في أي لحظة.
في السياق نفسه قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن الأدلة تظهر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يخطط لأكبر حرب في أوروبا منذ عام 1945”.
وقال جونسون في تصريحات لبي بي سي، على هامش مؤتمر الأمن في ميونخ، إن المؤشرات تفيد بأن خطة موسكو بدأت بالفعل.
وتزامنت هذه التصريحات مع تصعيد للقتال في المناطق الشرقية في أوكرانيا، حيث قُتل جنديان في اليوم الثالث من الاشتباكات بين الجيش الأوكراني والمتمردين المدعومين من روسيا.