يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إعادة تكريس دور بلاده السياسي في الشرق الأوسط وذلك عبر بوابة زيارته إلى المنطقة هذا الأسبوع.
الزيارة هي الأولى لبايدن منذ انتخابه رئيساً للولايات المتحدة وستبدأ بالتوجه إلى إسرائيل ثم يتوجه إلى السعودية التي يزورها بعد فترة من الجفاء في العلاقات وخاصة منذ مقتل الكاتب السعودي المعارض جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018.
ونلقي نظرة على بعض من أهم الملفات الرئيسية التي التي سيتطرق لها بايدن خلال زيارته.
التعاون العربي الإسرائيلي
شهد عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إشرافه الخاص على الاتفاقيات الإبراهيمية لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة وكذلك البحرين.
وبينما يبدو الطريق طويلاً وغير مؤكد من أجل الوصول إلى تطبيع بين الرياض وإسرائيل، قد يسعى بايدن إلى تمهيد الطريق لأجله عبر خطوات ابتدائية مثل إقناع السعودية بالسماح للرحلات الجوية التجارية الإسرائيلية بعبور المملكة في طريقها إلى الدول الأخرى.
كذلك تدفع كل من الولايات المتحدة وإسرائيل باتجاه التوافق حول دفاع عسكري مشترك بين إسرائيل وجيرانها من العرب في وجه أي تهديد إيراني عسكري محتمل.
الاتفاق النووي الإيراني
يسعى بايدن منذ توليه السلطة إلى إحياء الاتفاق النووي الشامل الموقع مع إيران عام 2015 والذي انسحبت منه إدارة ترامب بشكل أحادي عام 2018.
وعلى الرغم من عودة المفاوضات بشأن الاتفاق منذ العام الماضي إلا أنها توقفت مؤخراً مما يشكل تحدياً كبيراً لإدارة بايدن التي تحاول التوصل إلى صيغة جديدة مع طهران في وقت تري فيه إسرائيل إيران كأكبر تهديد لها في المنطقة.
كذلك تتخوف عدة أنظمة عربية خليجية من إمكانية تصنيع طهران لأسلحة نووية مستقبلاً.
النزاع الفلسطيني الإسرائيلي
على الرغم من بناء إسرائيل علاقات وثيقة مع بعض الدول العربية مثل الإمارات والبحرين والمغرب والسودان خلال حكم ترامب وما بعده، لم تشهد نفس الفترة أي تقدم نحو حل للصراع المستمر بينها وبين الفلسطينيين.
ويعتزم بايدن زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في بيت لحم خلال زيارته. لكن من غير المحتمل أن تكون هناك فرصة لحثه أو حث رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد على إعادة فتح المحادثات بين الطرفين.
حقوق الإنسان
من المحتمل ان يواجه بايدن خلال زيارته تداعيات مقتل الصحافية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة التي قُتلت منذ شهرين وخلص تحليل أمريكي للرصاصة التي أودت بحياتها إلى إطلاقها من قبل جنود إسرائيليين .
إلى أن واشنطن عجزت حتى الآن عن اتهام إسرائيل بقتل الصحافية بشكل صريح وهو ما أثار غضباً دولياً واسعاً من الضبابية وعدم الوضوح التي تنتهجه الولايات المتحدة تجاه مقتل صحافية تحمل جنسيتها.
كذلك يبرز ملف السعودية في التعامل مع صحافييها والنشطاء المعارضين لسلطتها وخاصة بعد التقارير المخابراتية الأمريكية التي قالت إن قتل خاشقجي جاء بعد موافقة محتملة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ولا يزال العشرات من النشطاء والكتاب ورجال الدين المعتدلين والاقتصاديين في السجون السعودية لانتقادهم بن سلمان. كما يواجه القلة الذين تم الإفراج عنهم مثل المدون رائف بدوي والمدافعة عن حقوق المرأة لجين الهذلول حظر سفر لمدة سنوات.
النفط
من المرجح أن يخفف بايدن من انتقاداته لسجل السعودية الحقوقي لإقناع المملكة وجيرانها بضخ المزيد من النفط والتخفيف من آثار ارتفاع أسعاره العالمية وخاصة منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فيفري الماضي.
وفي ظل استمرار النزاع العسكري الروسي الأوكراني، يريد بايدن من السعودية وهي ضمن أكبر منتجي النفط في العالم ومنظمة أوبك إنتاج المزيد على الرغم من وجود مخاوف من حدوث ركود عالمي وشيك.
شراكة هندية إماراتية إسرائيلية
تتشكل شراكة جديدة خلال رحلة بايدن إلى الشرق الأوسط حيث سيعقد قمة افتراضية مع قادة إسرائيل والهند والإمارات العربية المتحدة تحت اسم “I2U2”.
وعلى الرغم من عدم وجود تاريخ لشراكات مماثلة بين تلك البلدان، إلى أن خبراء ودبلوماسيين يرون إن الشراكة تهدف إلى الجمع بين التكنولوجيا الإسرائيلية ورأس المال الإماراتي والمهارات الهندية.
وطبقا للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، “هناك عدد من المجالات التي يمكن لهذه الدول أن تعمل فيها معاً سواء كانت تكنولوجيا أو تجارة أو المناخ أو كوفيد-19 وربما حتى الأمن أيضاً”.