من المقرر أن يسعى الزعيم الأطول حكما في العالم إلى فترة ولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية التي سوف تشهدها غينيا الاستوائية في نوفمبر القادم، وفقا لما ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية.
وأوضح نغويما أوبيانغ مانغي، نائب الرئيس ونجل الرئيس تيودورو أوبيانغ، أن والده قد جرى ترشيحه بالإجماع من قبل الحزب الديمقراطي الحاكم “بسبب جاذبيته وقيادته وخبرته السياسية”.
وكانت هناك تكهنات بأن نغويما، البالغ من العمر 54 عامًا والذي أدين بالاختلاس من قبل محكمة فرنسية في العام 2020، سوف يكون مرشح الحزب الحاكم.
ولكن وبعد ترشيح الحزب للرئيس الحالي، فإن حكم أوبيانغ الذي استمر 43 عامًا في الدولة الغنية بالمعادن في وسط إفريقيا يتجه إلى ولاية أخرى مدتها سبع سنوات، وبالتالي فأنه سوف يجلس على كرسي الرئاسة لنصف قرن على الأقل في حال أتم عهدته القادمة.
وكان أوبيانغ، وهو مدير سجن سابق، قد تولى مقاليد الحكم عقب انقلاب عسكري في عام 1979.
وتقول جماعات حقوق الإنسان إن فترة حكم أوبيانغ شهدت تعذيب المعارضين وعمليات الخطف التي تقرها الحكومة بالإضافة إلى إجراء الانتخابات الوهمية وتفشي الفساد.
وشبه بعض الخبراء غينيا الاستوائية، المستعمرة الإسبانية السابقة الوحيدة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بكوريا الشمالية إذ ان لديها واحد من أسوأ سجلات حقوق الإنسان في العالم، وقد حددتها الولايات المتحدة كنقطة ساخنة للعمل القسري والإتجار بالجنس.
وأصبحت البلاد واحدة من أكبر منتجي النفط في أفريقيا منذ اكتشاف احتياطيات كبيرة في عام 1995 لتصبح أغنى دولة في القارة السمراء مقارنة بعدد سكانها الذي لا يزيد عن 15 مليون نسمة.
ومع ذلك، يقول المسؤولون الغربيون إن الثروة النفطية تذهب إلى جيوب المقربين من أوبيانغ، بينما نصف سكان البلاد ليس لديهم إمكانية الوصول إلى مياه الشرب النظيفة.
ولأوبيانغ تصرفات غريبة، ففي عام 2003، أعلنت الإذاعة المملوكة للدولة أنه “إله البلاد الذي له كل سلطان على البشر والحجر”، مشيرة إلى أنه “على اتصال دائم مع الرب”.
ويسيطر الحزب الحاكم على 99 من أصل 100 مقعد في مجلس النواب وجميع مقاعد مجلس الشيوخ السبعين.
وكان هو الحزب السياسي الوحيد حتى العام 1991، إلى أن جرى نوع من التعددية التعددية الحزبية.
وفي جميع الانتخابات السابقة لم يحصل أوبيانغ على أقل من 93 في المائة من الأصوات، علما أنه متهم بإخفاء مئات الملايين من الدولارات في حسابات بنكية غربية.
وتقدر مجلة فوربس إن لدى ذلك الزعيم ثروة شخصية تقدر بحوالي 600 مليون دولار.
وفي عام 2017، صادر المسؤولون السويسريون يخت نجله الذي تقدر قيمته بـ 100 مليون دولار مع مجموعة السيارات الشخصية.