السلطات الإيطالية تسمح بإنزال “جزء” من المهاجرين العالقين على متن سفن الإنقاذ
المرضى والقاصرون والعائلات.. السلطات الإيطالية تسمح لسفينتي “جيو بارنتس” و”هيومانيتي 1″ بالرسو في ميناء كاتانيا في صقلية، وإنزال “جزء” من المهاجرين المتواجدين على متنهما، فيما لا تزال سفينتا “أوشن فايكنغ” و”رايز أباف” دون أي تصريح بالرسو.
أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أمس الأحد أن السلطات الإيطالية سمحت لسفينة “جيو بارنتس” التابعة لها والتي ترفع العلم النرويجي، بالرسو في ميناء كاتانيا في صقلية، ولكن لم يتم إنزال سوى جزء من المهاجرين المتواجدين على متنها. وفي وقت متأخر من المساء، سُمح لـ357 مهاجرا بدخول الأراضي الإيطالية، بينما ظل 215 آخرون عالقين على متن السفينة.
وأعطت السلطات الأولوية للعائلات في النزول إلى الميناء.
وقالت مصادر مقربة من وزير النقل وزعيم حزب الرابطة المناهض للهجرة ماتيو سالفيني، والمسؤول عن الموانئ، إن “أولئك الذين بقوا في السفينة سيحصلون على المساعدة اللازمة لمغادرة المياه الإقليمية الإيطالية”.
كما قالت منظمة “أس أو أس هيومانيتي” الألمانية، إن السلطات سمحت مساء السبت 05 نوفمبر، لسفينة الإنقاذ “هيومانيتي 1” بالرسو في ميناء كاتانيا، وذلك لإنزال 179 مهاجراً كانت السفينة قد أنقذتهم قبل أيام في منطقة البحث والإنقاذ قبالة ليبيا.
وقالت بترا كريشوك المسؤولة عن التواصل في منظمة “أس أو أس هيومانيتي” لوكالة الأنباء الفرنسية، إن ثلاث فتيات قاصرات وطفل رضيع كانوا أول من نزل فجرا من “هيومانيتي 1″، تبعهم أولاد قاصرون ورجال بالغون يعانون من مشاكل صحية.
لكن المنظمة عادت ونشرت تغريدة على حسابها على تويتر، أمس الأحد، قالت فيها إن السلطات الإيطالية طالبت السفينة بمغادرة الميناء، بعد أن رفضت إنزال 35 مهاجراً لا يزالون على متنها، موضحة أن القبطان رفض مغادرة رصيف الميناء.
“عمليات دفع جماعي غير قانونية”
وطالبت المنظمة الجهات الرسمية والحقوقية الأوروبية بالتدخل لإنهاء هذه الأزمة، مشيرة إلى الحالة الصحية والنفسية الصعبة التي يمر بها المهاجرون. ووصفت رفض السلطات السماح للمهاجرين بالنزول بـ”عملية دفع غير قانونية”. وجاء في تغريدة نشرتها “القانون البحري يلزمه (القبطان) بإنزال جميع الأشخاص الذين يتم إنقاذهم في البحر إلى ميناء آمن (…). ويحق للناجين الحصول على تقييم للحماية الشخصية، وذلك لا يمكن أن يتم إلا على البر. رفض (تولي المسؤولية) الأشخاص الـ35 الموجودين على متن السفينة هو شكل من أشكال عمليات الدفع الجماعي، وهو أمر غير قانوني”.
ومن جانبه، قال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو بيانتيدوسي، يوم السبت، إن الحكومة لن تتراجع عن التزاماتها الإنسانية، لكن أولئك غير “المؤهلين” يجب أن تتكفل بهم الدولة التي تحمل السفينة علمها.
سفينتا “أوشن فايكنغ” و”رايز أباف” لا تزالان عالقتين في المتوسط
أما “سفينة رايز أباف” (Rise Above) التابعة لمنظمة “ميشين لايف لاين”، فيتواجد على متنها 91 مهاجراً ينتظرون ميناء آمناً، بعد أن تمكن طاقم السفينة من تسليم أربعة مهاجرين للسلطات الإيطالية، “لأسباب طبية”.
وعلى متن سفينة “أوشن فايكنغ”، يتواجد 234 مهاجراً، بعضهم منذ أكثر من أسبوعين. ووفقاً لمنظمة “أس أو أس ميديتيرانيه” المسؤولة عن السفينة، يعتبر هذا رقم قياسي بالنسبة لهذه السفينة الإنسانية، لأطول مدة يستمر فيها منع السفينة من الرسو في ميناء أوروبي. وقالت المنظمة “16 يوما من الانتظار، هذه أطول فترة قضاها الناجون على متن سفينة أوشن فايكنغ. صحتهم الجسدية والنفسية تزداد سوءا. إنهم بحاجة ماسة إلى ميناء آمن”.
تعهدت الحكومة الإيطالية اليمينية المتطرفة الجديدة، بقمع المهاجرين الذين يتوافدون إلى أوروبا على متن القوارب، حيث وصل أكثر من 87 ألف شخص إلى إيطاليا هذا العام، وفقا لوزارة الداخلية الإيطالية، أنقذت سفن الإنقاذ 14٪ منهم.
وقالت وزارة الخارجية النرويجية يوم الخميس الماضي، إنها “لا تتحمل أي مسؤولية” عن الأشخاص الذين أنقذتهم سفن خاصة ترفع العلم النرويجي في البحر المتوسط. من جانبها، أصرت ألمانيا في “مذكرة” دبلوماسية موجهة إلى إيطاليا، على حقيقة أن المنظمات الإنسانية “قدمت مساهمة مهمة في إنقاذ الأرواح البشرية”، وطلبت من روما “مساعدة هذه السفن في أسرع وقت ممكن”.