توزيع 500 هاتف محمول على المهاجرين شمال فرنسا.. “وسيلة لكسر العزلة وللإبلاغ في حالات الخطر”
في بداية الأسبوع الجاري، حصلت جمعية “أوبيرج دي ميغرانتس” على 500 هاتف ذكي، تمت صيانتها وتجديدها من خلال جمعية “Emmaüs Connect”، ومن المخطط أن يتم توزيعها على المهاجرين في شمال فرنسا.
تم تنظيم هذه التبرعات من قبل جمعية “Ateliers du bocage”، وهي جمعية تعاونية مرتبطة بـ”Emmaüs”، والتي تمكنت من الحصول على 55 ألف هاتف محمول في العام الماضي، من قبل مؤسسة لم ترغب في الكشف عن هويتها.
تم التبرع بالهواتف الذكية الـ500، المزودة ببطاقة اتصال وبالتالي متصلة بالإنترنت، إلى العديد من الجمعيات الموجودة في شمال فرنسا، مثل “Utopia 56” أو “Secours catholique”، والتي ستتولى بعد ذلك مهمة إيصالها إلى المهاجرين.
بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون دون مأوى، يعتبر الهاتف المحمول من المقتنيات الثمينة. يوضح ويليام فيويلارد، منسق جمعية “أوبيرج دي ميغرانتس”، “يساعد ذلك في كسر عزلة الأشخاص عن عائلاتهم أو جمعياتهم أو أصدقائهم”.
في شمال فرنسا، يتم طرد المهاجرين بانتظام من أماكن معيشتهم غير الرسمية من قبل الشرطة، وينتشرون في جميع أنحاء المنطقة. حياة يومية محفوفة بالمخاطر مما يجعل من الصعب عليهم الوصول إلى الجمعيات أو أماكن توزيع المواد الغذائية. وبالتالي، سيساعد امتلاكهم لهاتف محمول على إنشاء رابط بين المهاجرين والعاملين في المجال الإنساني، ويسمح لهؤلاء الأشخاص بتلبية احتياجاتهم الأساسية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون الهاتف الذكي ضروريا في حالة الخطر. يضيف فيويلارد “الهاتف مفيد جدا لطلب المساعدة عندما يواجه المهاجرون مشاكل في البحر أثناء عبور المانش، أو إذا وقع حادث عندما يحاولون الاختباء في شاحنة. يمكن للهاتف أن ينقذ الأرواح”.
ومن أجل توزيع 500 هاتف ذكي، ستعطي الجمعيات الأولوية للأشخاص الضعفاء، مثل النساء والعائلات والقاصرين، أو حتى المرضى الذين يحتاجون إلى مراقبة طبية. ولكن من الممكن أيضا تقديمها إلى أشخاص آخرين، مثل مجموعة من الوافدين الجدد الذين ليس لديهم هاتف والذين يقومون باستكشاف المنطقة.
يوضح فيويلارد “الجميع يحتاج إلى هاتف، ولكن يجب أن يكون لديك نوع من الصرامة لإدارة عملية توزيع هذه الهدية الرائعة”.
انتقادات من قلب اليمين واليمين المتطرف
ليست هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها الجمعيات بتوزيع الهواتف في مخيمات المهاجرين، ولكن عمليات التوزيع لم تكن أبداً على هذا النطاق. وأثارت هذه الحملة التضامنية غير المسبوقة حفيظة اليمين واليمين المتطرف على شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال بيير هنري دومون، عضو البرلمان عن حزب الجمهوريين اليميني، “سيكون من الأسهل على المهربين الاتصال بضحاياهم المستقبليين ليعرضوا عليهم رحلة في قارب صغير ويحددوا نقطة التقاء لهم. “هذه الجمعيات غير مسؤولة”.
وردت عليه منظمة “Auberge des Migrants”، قائلة “إن الأمر غير المسؤول هو مثل هذا التصريح المضحك وغير المنطقي من قبل مسؤول منتخب، يتظاهر بعدم فهم الوضع”. وفي تغريدة أخرى، أعربت الجمعية مرة أخرى عن سعادتها بهذه الحملة، معربة عن احترامها لأولئك “الغاضبين على تويتر والذين أصيبوا بصدمة نفسية بسببها. لأنه نعم، عندما تكون على بعد آلاف الكيلومترات من المنزل، يكون الهاتف ضروريا بعض الشيء.”