إيطاليا.. مرافق استقبال المهاجرين القصر “لا ترقى للمعايير المطلوبة وغير مكتملة”
أكدت الأقاليم الإيطالية، أمام لجنة المراقبة البرلمانية المعنية بتنفيذ اتفاقية “شنغن”، أن مرافق استقبال المهاجرين القصر غير المصحوبين بذويهم لا ترقى إلى مستوى المعايير المطلوبة، وأشارت إلى أن منظومة الإيواء الأول في إيطاليا غير مكتملة.
وجهت الأقاليم الإيطالية، انتقادات حادة تتعلق بأوضاع القاصرين الأجانب غير المصحوبين بذويهم في إيطاليا، أثناء عرض تقريرها أمام اللجنة البرلمانية الإيطالية المعنية بالإشراف على اتفاقية “شنغن
“، وأكدت أن المرافق المعنية داخل هذه المنظومة لا ترقى لمستوى المعايير المطلوبة، كما أن نظام الإيواء الأول لم يتم تنفيذه في الغالب.
وأوضحت نونزيا ألبانو عضو الإدارة الإقليمية في صقلية، والمسؤولة عن تنسيق لجنة الهجرة في مؤتمر المناطق، الطريقة التي يتم بها تطبيق نظام إيواء واستقبال المهاجرين، وسلطت الضوء على تقسيم المرافق، في إجراء يؤثر بشكل حتمي على المؤسسات التي تجد صعوبات في إدارة قضية الهجرة. وشددت على أن ذلك “له تأثير على تعزيز مسار حماية ودمج القاصرين”.
ارتفاع عدد القاصرين في إيطاليا بسبب الوافدين من أوكرانيا
واعترف التقرير، الذي تم رفعه لمؤتمر البرلمانيين، بوجود 23 ألفاً و531 قاصراً غير مصحوبين بذويهم في إيطاليا في 30 سبتمبر 2023.
وكان الفرع الإيطالي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قال في بيان إن “هناك أكثر من 21 ألف قاصر أجنبي غير مصحوبين في إيطاليا، وجميعهم لديهم احتياجات وآمال ومخاوف”.
ولفت البيان أنه “لهذا السبب، يجب إنشاء نظام الاستقبال الأول بطريقة هيكلية وليس استجابة لحالة الطوارئ حين وقوعها في لحظة ما”.
لكن ألبانو، أكدت أن هذا الرقم ارتفع بشكل ملحوظ مقارنة بالأرقام المسجلة في العام 2022 (18,801 قاصر) وكذلك في العام 2021 (9,661 قاصرا). وأردفت المسؤولة الإيطالية أن هذه الزيادة “ترجع في جزء كبير منها إلى وصول عدد كبير من القاصرين من أوكرانيا إلى الأراضي الإيطالية”.
وأكثر ما يقلق حكام الأقاليم هو وضع مراكز الإيواء الأولية، حيث تتم استضافة قاصر واحد فقط من بين كل خمسة قاصرين، بطريقة “غير ملائمة على الإطلاق، وأيضا بسبب المعايير النوعية الأساسية التي حددها القانون”.
وأوضح ممثلو الأقاليم، أنه “في حالات أخرى، يتم وضع القاصرين، نظرا لعدم وجود أماكن في مرافق الاستقبال، على قوائم الانتظار، مما يتسبب في حرمانهم تقريبا من أي نوع من المأوى، أو يكونون في أوضاع محفوفة بالمخاطر مع أقارب أو مواطنين”.
وأضافوا أن “الزيادة الكبيرة في عدد القاصرين غير المصحوبين بذويهم لم تقابلها زيادة في الأماكن المتاحة في مرافق إيواء القاصرين”. وليس من قبيل الصدفة أن يتم إيواء 50% من القاصرين الأجانب داخل ما يسمى بـ “مأوى ثانوي مساعد”، حيث تم تسجيل وجود ما يقرب من 10 آلاف شخص.
صعوبة تحديد عمر القاصرين
ووفقا للأرقام الواردة في التقرير، يزيد عدد القاصرين الأجانب في إيطاليا عن 23 ألف قاصر، ويتم إيواء الجزء الأكبر منهم (70 %) في مرافق مساعدة أولية، فيما يتم إيواء 23% في مرافق خاصة.
ويأتي العدد الكبير من القاصرين الذين تستضيفهم عائلات إيطالية من دولة أوكرانيا (92 %). وأكد موقع كومونيكاري سوتشيالي إنه” فيما يتعلق بالقاصرين الأجانب غير المصحوبين بذويهم: يزداد عدد الأوصياء، ولكن تبقى هناك حاجة إلى المزيد”.
بينما ذكر التقرير الذي تم تسليمه للجنة، أن الأقاليم الإيطالية أشارت أيضا إلى صعوبة التحقق من أعمار القاصرين. وغالبا ما يتم إهمال الإجراءات المنصوص عليها، لأن أقاليم معدودة فقط مجهزة بمرافق طبية فيها فرق طبية متعددة التخصصات، وذلك أيضا بسبب البعد الاقتصادي الذي يتطلبه ذلك.
وأشارت ألبانو، إلى أن غالبية المرافق تقع في مناطق تعاني من العديد من النقاط السلبية، حيث يضطر الموظفون إلى تغيير وظائفهم، بسبب التأخر في دفع الرواتب، وما يترتب على ذلك من التعرض للإرهاق وعدم استقرار الفريق.
وأظهر جزء من الطلبات التي رفعها رؤساء الأقاليم، ضرورة تقليل ضغط الهجرة الذي يقع على عاتق المناطق، التي تمثل وجهة الوصول الأولى للمهاجرين، مثل صقلية وفريولي فينيتسيا جوليا.
ولفت التقرير، إلى أنه من الضروري أن يحظر على هذه المناطق نقل القاصرين الأجانب غير المصحوبين بذويهم القادمين من مناطق أخرى.
واختتمت ألبانو، قائلة إنه “بمعنى آخر، لا ينبغي نقل هؤلاء القاصرين من مناطق أخرى إلى مناطق الاستقبال الأول، بل يجب أن يكون العكس”.