لم يكن انسحاب منتخب وديع الجري وشركائه مفاجئا لكل ذي بصيرة على الرغم من الغبار الكثيف الذي كان ينشره المهللون والمطبلون والذين سارع كثير منهم الى تعديل بوصلتهم وتوجيه سهام النقد وسياطه الى المكتب الجامعي والنأي بأنفسهم عنه، بل ان البعض منهم دعا الى رحيل كل المنظومة معولين على قصر ذاكرة التونسيين ليبيضوا وجوههم ويحجزوا مقاعد مريحة لهم في المنظومة القادمة
غادر المنتخب الكوت ديفوار كاضعف المنتخبات المشاركة في “الكان” و ألقى المدرب جلال القادري بالمسؤولية على الذات الالاهية بتصريحه “قدر الله ماشاء فعل” وكأن الامر يتعلق بإرادة السماء، وهو تبرير العجز والقصور والتهرب من تحمل المسؤولية
يبقى السؤال الاهم الان، ما الذي يتعين فعله خاصة وان عهدة المكتب الجامعي الحالي تنتهي في مارس القادم؟
الخوف ان يتم ربح الوقت لتخفت جذوة الغضب وتتم رسكلة بعض الوجوه من مكتب الجري”مولى الكورة” ليكونوا رجال المرحلة القادمة، اذ لا بد من قطع الطريق امام هذا السيناريو وذلك بـ:
- 1- ممارسة الضغوط الاعلامية والجماهيرية لدفع المكتب الجامعي لتقديم استقالة جماعية قبل انتهاء العهدة النيابية
- 2- تكليف مكتب مؤقت يشرف على تنظيم جلسة عامة استثنائية لمراجعة القوانين التي قدها “البرنس” على مقاسه لاقصاء كل خصومه المفترضين، وفتح الباب امام ترشح كل من بوسعه افادة الكرة في تونس بعيدا عن شكليات شهادة الباكالوريا واشتراط المستوى الجامعي ، ولا بد ان يكون المكتب المرقت محدودا من حيث العدد بقيادة شخصية فوق الشبهات، وهنا يمكن استحضار بعض الأسماء، وفي مقدمتها الرئيس السابق للجامعة حمودة بن عمار ، كما يمكن التفكير في محمود الهمامي او وزير الرياضة السابق صابر بوعطي او الوزير السابق للرياضة طارق ذياب، على أن يتولى المكتب الوقتي تنقيح القوانين في مرحلة اولى ثم تنظيم انتخابات تفرز المكتب الجامعي القادم مع ضمان القطع مع المنظومة السابقة وكل من تورط فيها داخل الجامعة او خارجها مع محاسبة كل من أجرم في حق الكرة، بسوء استغلال المال العامـ حتى يتسنى الشروع في اعادة البناء
-
اين طارق بوشماوي؟
- عاد اسم طارق بوشماوي الى الواجهة بعد خيبة الكوت ديفوار، ويتساءل كثيرون لماذا لا يكون بوشماوي العضو السابق في الاتحادين الافريقي والدولي هو الحل لاعادة بناء الكرة في تونس؟
- طارق بوشماوي الوفي لعادته في قلة الظهور وتجنب التصريحات الاعلامية ، لا يبدو انه يفكر في الامر، لعدة اعتبارات موضوعية، من بينها اقامته خارج تونس وهو ما يحول دون اشرافه المباشر على دواليب الجامعة ، وبوشماوي ليس من النوع الذي يرغب في المناصب الشرفية، لكن السبب الرئيسي حسب قراءتنا للمشهد الرياضي ان بوشماوي يدرك جيدا انه ان ترأس الجامعة التونسية سيجد نفسه في حرب مفتوحة مغ لوبي مناهض له هو الذي خطط لاقصائه من عضوية” الكاف” و” الفيفا” وتمكن من النجاح في مخططه بمساعدة من وديع الجريء، الذي رفض تزكية الجامعة لترشح بوشماوي لرئاسة الاتحاد الافريقي لم يفهم” مولى الكورة” ان منحه عضوية الكاف كان ثمنا بخسا امام خطورة ما قام به، وهو حرمان تونس من فرصة تراس الاتحاد الافريقي لم يكن طارق بوشماوي عضوا “عاديا” يساير موازين القوى، بل كانت له كلمته في “الكاف” وفي ” الفيفا” ومما زاد في صلابته انه كان دائما بعيدا عن شبهات الرشاوي التي اطاحت بكثيرين، وهو ما سمح له بالتعامل بندية مع رجل “الكاف” القوي فوزي لقجع(وزير في الحكومة المغربية) ومع رئيس الفيفا نفسه “انفنتينو” الذي يحبذ طينة المسؤولين الافارقة الطيعين ، وبوشماوي ليس من هذه الطينة .
- كان مخطط الاطاحة بطارق بوشماوي معدا خارج تونس ونفذ باياد تونسية، وهو ما لم يدركه الجريء أو أنه فهم اللعبة وقبل بها لينال عضوية”الكاف” دون أي تأثير في القرار الافريقي
- لكل ذلك لا نظن طارق بوشماوي يدخل في مواجهة في هذه الظروف مع الثنائي لقجع وانفنتينو، لان ميزان القوى مختل، فتونس ليست في افضل حالاتها والمغرب اليوم “تحكم باحكامها” في الاتحاد الافريقي ولن يكون بوسع فرد مهما كانت قوته مواجهة منظومة تقف وراءها انظمة ودول تصرف أموالا ضخمة لحماية مصالحها . ولكن مصلحة الكرة التونسية تقتضي الاستئناس بخبرة طارق بوشماوي القارية والدولية لاعادة هيكلة الكرة في تونس والتحضير من الان للمواعيد القارية والدولية القادمة… فمتى يستقيل أعضاء الجامعة أو أنهم بصدد انتظار تلقي التعليمات من المرناقية؟