“البنزين” يُشْعِل فرنسا.. وماكرون يرد بـ”المُسيّل للدموع”
اضطرت قوات شرطة فرنسية منذ ساعات الصباح الأولى اليوم السبت التعامل مع احتجاجات شعبية واسعة النطاق شهدتها أجزاء واسعة من ضواحي العاصمة الفرنسية باريس، للتعامل بـ”خراطيم المياه الساخنة”، و”الغازات المسيلة للدموع” لمنع امتداد الاحتجاجات صوب مراكز سياسية وبرلمانية حساسة في ضواحي فرنسية، للاعتراض على قرارات اتخذتها الحكومة الفرنسية التي يُهيمن عليها الرئيس إيمانويل ماكرون الذي دعته حركة “السترات الصفر” إلى الاستقالة، فيما وُصِف ماكرون عبر لافتات في أيدي محتجين بأنه “لص”، علما أن الحكومة الفرنسية لم تُظْهِر أي توجه للتراجع عن القرارات الاقتصادية التي اتخذتها ونجم عنها ارتفاعات في سعر البنزين.
واستدعت وزارة الداخلية الفرنسية مزيدا من قوات الشرطة إلى الضواحي التي أقامت فيها “السترات الصفر” احتجاجات ضد ارتفاع أسعار البنزين، فيما تقول الحكومة الفرنسية إن هدف الضرائب المفروضة على البنزين هو تشجيع الفرنسيين على الانتقال إلى السيارات الصديقة للبيئة التي بدأت السلطات الفرنسية تشجيع اقتنائها عبر تخفيض الضرائب الجمركية بشأنها، لكن المعارضة تقول إن الضريبة على البنزين هو “إخفاق اقتصادي” لحكومة ماكرون، ولوزير الاقتصاد، علما أن “السترات الصفر” تقول إنها بصدد توسيع احتجاجها نحو مدن فرنسية أخرى غير العاصمة باريس حتى التراجع عن القرار، إذ لم تظهر حتى الآن أي ردة فعل للرئيس ماكرون الذي تراجعت شعبيته كثيرا عن المستويات التي انتخب في ظلها كأصغر رئيس لفرنسا قبل نحو عامين.
و”السترات الصفر” هي حركة اجتماعية فرنسية ظهرت في شهر أكتوبر الماضي، وتعاظم نفوذها مطلع الشهر الحالي بالتزامن مع التحضيرات التي اتخذتها الحكومة الفرنسية للإعلان عن القرارات الاقتصادية الجديدة، واستطاعت الحركة من تأمين نحو ثمانية آلاف محتج من أنصارها في العاصمة وحدها، فيما يُقدّر عدد أنصارها بنحو 30 ألفا في باقي المدن الفرنسية.