حملة مصرية لمقاطعة المنتجات التركية وتصف أردوغان بالمهووس لفشله في تحقيق حلمه بالخلافة العثمانية على خلفية وفاة مرسي
خلاف كبير بين القاهرة وأنقرة منذ الإعلان عن وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي يوم الإثنين 17 يونيو 2019 في قاعة المحكمة.
خلاف ازدادت حدته خطورة حد الإنذار باقتراب اندلاع أزمة أعمق بين مصر وتركيا إثر الهجوم الذي شنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي في الكلمة التي ألقاها يوم الثلاثاء 18 يونيو 2019 بعد مشاركته في أداء صلاة الغائب على روح محمد مرسي في إسطنبول.
أردوغان هاجم بعنف مصر ورئيسها السيسي محمّلا السلطات المصرية بقيادة السيسي المسؤولية عن وفاة مرسي إذ قال: ” أنا لا أعتقد أن وفاة مرسي كانت طبيعية”.
ووجه أردوغان انتقادات لاذعة إلى السلطات المصرية بسبب قرارها رفض السماح بدفن الرئيس السابق في مقبرة عائلته، مضيفا القول: “السيسي واصل ظلمه، ورفض أن يدفن مرسي في قريته، كما كانت وصيته. هؤلاء قوم جبناء، لدرجة أنهم يخافون من جثمان مرسي!”.
ولئن هاجمت وزارة الخارجية المصرية بشدة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ولكن تلميحا بشكل مبطن وليس تصريحا، فإن أحزابا مصرية وشخصيات سياسية هاجمته بعنف وطالبت بمقاضاته دوليا داعية إلى مقاطعة المنتجات التركية.
حملة لمقاضاة أردوغان
تحالف الأحزاب المصرية الذي يضم حوالي 40 حزبًا سياسيًا، انتقد تصريحات الرئيس التركي وقال إنه “يطلق أكاذيبه ضد مصر، وتصريحاته مرفوضة من قبل الشعب”.
وأضاف التحالف، في بيان، مساء الثلاثاء 18 يونيو 2019، أن “تصريحات أردوغان بشأن وفاة محمد مرسي ما هي إلا استمرار لنهجه السافر في التدخل في الشأن المصري، والمزايدة غير المقبولة، وماهي إلا من وحي الخيال الوهمي له”.
وقال البيان: “أردوغان الذي يروّج لسيناريوهات خبيثة بشأن الوفاة، ولا يدرك أن مصر دولة قانون وذات مؤسسات قوية قادرة على مواصلة دورها المنوط بها من دون الالتفات إلى مثل هذه الأكاذيب التي تروّج من قبل رئيس حوّل بلاده إلى سجون وساحة للإرهابيين وملجأ لقوى الشر والظلام”.
ودعا التحالف “أردوغان وأمثاله من الحكام أصحاب الهوى في طروحاتهم السياسية أن ينظروا إلى التحديات التي تواجه أوطانهم بدلًا من الاستمرار في المحاولات البائسة في تغيير الحقائق وبث الأكاذيب والفتن في البلاد المحيطة”.
طالب التحالف الأحزاب المصرية من خلال لجانه النوعية القانونية بـ “مقاضاة رجب طيب أردوغان، وتقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية، بعد تطاوله على مصر، واتهامها بأنها المسؤولة عن وفاة الرئيس المعزول، من دون أي سند أو دليل يمتلكه حول هذا الاتهام، وتجاوزه كل الخطوط الحمراء، والخروج عن كل الأعراف السياسية والدبلوماسية”.
واعتبر حزب “مستقبل وطن”، تصريحات أردوغان، “تدخلات سافرة في الشأن الداخلي المصري، وخروجًا عن اللياقة السياسية، وكل الأعراف الدبلوماسية المعهودة”.
ودعا الحزب إلى أن يولي الرئيس التركي جهوده تجاه ما يحقق مصالح أنقرة في علاقاتها الدولية المتذبذبة، وانتشالها من عثرتها الاقتصادية، التي عصفت بشعبه تحت حكم حزب العدالة والتنمية، والتدخلات السافرة لأردوغان للإطاحة بالمعارضين وقمع الصحافيين والسياسيين والقضاة.
حزب الشعب الجمهوري وصف بما صدر عن أردوغان بتدخلات سافرة في الشأن الداخلي المصري وخروج عن اللياقة السياسية وكافة الأعراف الدبلوماسية المعهودة”.
وقال حزب مستقبل وطن إن: “أردوغان ينتهج نهجًا عدوانيا حيال مصر منذ إسقاط نظام الإخوان الدموي”.
وشدد حزب مستقبل وطن في بيان على أن تركيا تعاني من ديون بلغت 452.7 مليار دولار بحسب بيانات البنك المركزي التركي.
حزب الحرية، وصف الرئيس التركي قائلا: “ديكتاتور تركيا أصيب بالهوس والجنون بعد فشله في تحقيق حلمه بالخلافة العثمانية”.
أما النائب صلاح حسب الله، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب المصري/ البرلمان، فوصف أردوغان “بالطاغية والديكتاتور الذى ينكل بشعبه والمعارضين لسياساته وحول سجون تركيا إلى سلخانات بعد فشل مخططاته وأحلامه في دولة الخلافة، وتحالفه مع قوى الشر والظلام والإرهاب ممثلة في جماعة الإخوان الإرهابية، ولكن بعد سقوط هذه الجماعة المارقة اتجه أردوغان إلى الهجوم الحاد على مصر في محاولات فاشلة منه لتشويه صورة مصر خارجيا، ولكن العالم كله أصبح على وعى وإدراك كاملين إن مصر دولة كبيرة لها دورها الريادى والمحورى بقيادة الزعيم البطل الرئيس عبد الفتاح السيسى تجاه جميع القضايا الإقليمية والدولية.”
مقاطعة المنتجات التركية
من جهة ثانية أطلق حزب المصريين الأحرار حملة “دافع عن بلدك” لمطالبة الشعب المصري في كافة أنحاء العالم بمقاطعة كل المنتجات والسلع والشركات التركية.
ودعا الحزب “الشعب المصري إلى التفاعل الجاد مع حملة المقاطعة لتكون رسالة شعبية إلى قيادة الدولة التركية”، مشيرًا إلى أنه “من منطلق وطني بات لزامًا علينا كمصريين مقاطعة المنتجات والشركات والسلع التركية كافة”.
وقال رئيس الحزب عصام خليل إن “جموع المصريين يقدرون الشعب التركي الذي يتجرع المرارة من قمع قيادته الديكتاتورية، التي تتفنن في إيذائه، وإقحام بلادهم في معارك للدفاع عن الإرهاب وإغداق الأموال على جماعات إرهابية”.
وقال الحزب في بيان له: “بدلًا من نهج أردوغان العدواني الذي ينتهجه حيال مصر منذ إسقاط نظام الإخوان الدموي، ودعم الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة، عليه توجيه ذلك الدعم إلى شعبه الذي يعاني من ديون دولته البالغة بحسب بيانات البنك المركزي التركي نحو 452.7 مليار دولار”.
[metaslider id=10495]