حكومة فنلندا تقودها نساء… ورئيستها الأصغر بالعالم
10 ديسمبر 2019
واختار مجلس “الحزب الاشتراكي الديمقراطي” الحاكم في فنلندا مارين لتولي رئاسة الحكومة خلفاً لسلفها أنتي ريني بفارق ضئيل في التصويت الذي انتهى بفوزها بـ32 صوتاً بين أعضاء الحزب، مقابل 29 مساء الأحد، وفق ما أوردته الصحيفة نقلاً عن وكالة “أسوشييتد برس”.
وبذلك ستقود مارين ائتلافاً من الوسط واليسار، يضم خمسة أحزاب تقودها كلها نساء، وأربع منهنّ تقل أعمارهن عن 35 سنة، وهنّ كاتري كالموني، وماريا اوهيصالو، وأنا مايا هينريكسون.
وبحسب صحيفة “هيلسينغن سانومات” الواسعة الانتشار بفنلندا، فإن مارين ستصبح أصغر رئيسة وزراء في العالم، وستكون ثالث امرأة تقود حكومة في بلادها.
إلى ذلك، نقلت “ذي اندبندنت” أن رئيس الوزراء السابق، ألكسندر ستاب، احتفى بالائتلاف الجديد بعدما قال إنه: “يظهر أن فنلندا دولة حديثة وتقدمية”.
وفي تغريدة على “تويتر” كتب: “حزبي غير مشارك في الحكومة، لكنني مسرور لأن قيادات الأحزاب الخمسة بالحكومة كلها نسائية”.
1,118 people are talking about this
|
ووصلت مارين، وهي وزيرة النقل السابقة في البلاد، إلى نيل ترشيح حزبها الاجتماعي الديمقراطي، بعد أسبوع مضطرب استقال فيه رئيس الوزراء أنتي رين على خلفية تعامله مع إضراب عمال البريد، وانسحاب حزب الوسط، الشريك الرئيسي في الائتلاف الحاكم، الذي انتقد مهارات ريني القيادية.
وقالت مارين للصحافيين، وفق ما نقلت صحيفة “هيلسينغين سانومات” الفنلندية: “الأسبوع الماضي كان فوق العادة، الآن حان الوقت للنظر إلى الأمام، ما نحتاجه هو العمل”.
وعملت مارين، القادمة من خلفية ليبرالية ذات ميول يسارية، نائبة في البرلمان منذ 2016؛ 3 سنوات بعد انطلاقها في مسيرتها السياسية عام 2012، حينما انتخبت لعضوية المجلس المحلي في بلدتها تامبير، لتصعد السلم السياسي مرورًا بوزارة المواصلات والاتصالات، ووصولًا إلى أن تكون ثالث امرأة تتولى رئاسة الحكومة في البلاد.
ومن بين النساء الخمس اللاتي سيمثّلن الواجهة الجديدة للحكومة المقبلة، ثمة أربع تحت عمر الـ35 عامًا، غير أن مارين، التي تلقّت أسئلة متكررة حول حداثة سنّها، أعادت التأكيد لدى سؤالها مجدّدًا عن ذلك على أن “العمر لا يهم”، وقالت: “في الواقع لم أفكر أبدًا حول عمري أو جنسي… بل بالأسباب التي أوصلتني إلى ميدان السياسة، وتلك الأمور التي من أجلها فزت بثقة الناخبين”.
وشرحت مارين عقيدتها السياسية في خطاب وجهته إلى زملائها في الحزب تطلب من خلاله دعمهم. وقالت إنها استفادت من دولة الرفاه طوال حياتها، وخاصة “خلال الأوقات الصعبة”، مؤكدة أن ضمان قوة تلك الدولة يمثّل أولوية بالنسبة لها.
ولا يعدّ حضور امرأة في رئاسة الحكومة مفاجئًا في ذلك البلد الذي تشارك فيه النساء بقوّة في المجال العام، بما في ذلك المجال السياسي؛ ففي العام 1983، حصدت النساء ما نسبته 30% من مقاعد البرلمان، وارتفعت النسبة إلى 40% في انتخابات عام 2007، ثم إلى 47% في الدورة البرلمانية التي بدأت هذا العام