من كواليس الايرلندي لسكورسيزي
لا صوت يعلو في السينما هذه الأيام فوق صوت فيلم The Irishman من بطولة روبرت دي نيرو. وهو الفيلم الذي نجح مهرجان القاهرة السينمائي في برمجته في افتتاح دورته 41
استطاع الفيلم أن يُشغل النقاد وعشاق الأفلام، بل ونجحت خدمة البث حسب الطلب “نتفلكس” في تحقيق أرقام قياسية من حيث عدد المشاهدات والزيارات عبر موقعها.
وتمكن المخرج مارتن سكورسيزي تقديم تحفة فنية رغم الفترة الزمنية الطويلة للفيلم والذي يستغرق منك ثلاث ساعات ونصف للمشاهدة.
كما أتقن الممثلون روبرت دي نيرو وآل باتشينو وجو بيتشي أدوارهم، لكن ثمّة عمل كبير أشرف عليه فنيو الجرافيكس لتصغير شكل دي نيرو بالفيلم ليمرّ عبر ثلاث حقبٍ زمنية، وهي الأربعينيات، الستينيات، والتسعينيات.
وشاهدنا الممثل القدير روبرت دي نيرو وكأنه في العشرينيات أو الثلاثينيات من عمره، رغم أن عمره الحقيقي 76 عامًا، وذلك بفضل الاستعانة بتقنية جديدة.
مخرج الفيلم مارتن سكورسيزي كان مصممًا على عدم الاستعانة بالمؤثرات البصرية بتقنية VFX وتم الاعتماد على منصة بها ثلاث كاميرات، اثنتان منهما تعملان بالأشعة تحت الحمراء.
وعلى الرغم من النجاح الكبير لهذه التقنية الجديدة، إلا أن هناك بعض الثغرات والعيوب التي ظهرت خلال الفيلم، مثل اللمعة في عين الممثل روبرت دي نيرو وكأن هناك حدودًا حولها.
كما أن هذه المنصة لم تستطع معالجة طريقة المشي للممثل، والذي حاول دي نيرو جاهدًا فيها لكي يبدو أصغر سنًا لكن للعمر والصحة أحكامهما، فمشية دي نيرو لم تترجم أنه شاب في الثلاثينيات من عمره أو حتى الأربعينيات، مثل البطء والصعوبة اللتان واجههما خلال مشهد المشي على الصخر لإلقاء الأسلحة في النهر.
لكن المخرج أيضًا قام بتقليل المشاهد التي تحتوي على الركض أو حتى المشي لدي نيرو، وكان معظم ظهوره جالسا أو واقفًا في منزله أو في السيارة أو في المقهى.
في المقابل استغنى الفنيون عن مؤثرات كبيرة على الممثل آل باتشينو والذي لعب دور “هوفا” بحيث لم يكن بحاجة لتصغيره في السن.
وقام فريق المؤثرات البصرية باختبار هذه التقنية عام 2015 من خلال تصوير روبرت دي نيرو وهو يؤدي بعض المشاهد من فيلم Goodfellas ثم قاموا بالعمل على تصغير سنه إلى عام 1990، النتائج كانت ممتازة لكن تم تطوير التقنية حتى تاريخ تصوير فيلم The Irishman.