من هو رجل المستحيل في قصة هروب كارلوس غصن
أثار هروب الرئيس التنفيذي السابق لتحالف رينو-نيسان- ميتسوبيشي موتورز، كارلوس غصن، حالة من الجدل والدهشة منذ وصوله إلى بيروت قبل ليلة من رأس السنة، وشبهها الكثيرون بأفلام “جيمس بوند”، بسبب صعوبة المهمة، خاصة وأن اليابان معروفة بالدقة والصرامة والانضباط في إجراءاتها.
أما عن الشخص الذي استطاع تنفيذ هذه المهمة المستحيلة، فهو الضابط السابق بالجيش الأميركي مايكل تايلور رفقة جورج زايك الذي يعمل لديه، وفقا لصحيفة “فيننشال تايمز”.
خطوات العملية
أكدت الصحيفة أن التخطيط للعملية تطلب شهورا والسفر عدة مرات إلى اليابان، وأن العملية بدأت باستقلال غصن قطارا فائق السرعة من العاصمة طوكيو إلى مدينة أوساكا، برفقة تايلور وزايك، بعد أن لبس قناع وجه صُنع له خصيصا، وهناك استقل تايلر وزايك طائرة خاصة لمدة 12 ساعة من مطار المدينة إلى مطار أتاتورك في إسطنبول، بعد أن وضعا غصن داخل صندوق كبير يستعمل لنقل الآلات الموسيقية.
وفي تركيا، كانت طائرة أخرى بانتظار غصن، لتنقله من إسطنبول إلى مطار بيروت دون أن يرافقه تايلور.
من جانبه، أكد تايلور أن غصن كان رهينة في طوكيو، وهذا ما كان يجب فعله، وأن عملية الهروب كانت ستختلف إذا كانت من كوريا الشمالية أو الصين، بحسب ما نقلت “فيننشال تايمز” عن موقع الإخباري للمحاربين القدامى في الجيش الأميركي.
من هو؟
ولد مايكل تايلور صاحب الـ59 عاما، في ستاتن آيلند في نيويورك، وبعد الثانوية العامة، التحق بالجيش الأميركي، وأظهر تفوقا كبيرا، مكنه من الانضمام إلى القوات الخاصة، ونجح في تنفيذ العديد من العمليات الهامة في الشرق الأوسط والعالم.
وكان تايلور أحد أفراد الوحدة فائقة السرية خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي، وكان متخصصا برمي “ذخائر التدمير الذرية الخاصة”، وتخلصت مهمته في القفز من ارتفاعات عالية خلف خطوط العدو، وتفجير قنبلة نووية يدويا، في حال تعرضت الولايات المتحدة لغزو سوفييتي.
كما كان أحد أفراد المجموعة التي نشرتها أميركا في لبنان عام 1982، في أعقاب اغتيال الرئيس اللبناني بشير الجميل والغزو الإسرائيلي للبنان، المسؤولة عن تدريب الميلشيات أيام الحرب الأهلية.
عملياته في لبنان
وسريعا ما ترك تايلور الجيش الأميركي عام 1983، وعاد إلى لبنان وتعلم اللغة العربية وتزوج من اللبنانية لماء عبود في 1985، وعمل مشرفا على تدريب الميليشيات.
كما استعانت به الحكومة الأميركية لاختراق عصابات الاتجار بالمخدرات في لبنان والتي امتد نشاطها في الشرق الأوسط، ونجح في مساعدة القوات الأميركية في مصادرة كمية كبيرة من نبتة الحشيش المخدرة بلغت قيمتها 100 مليون دولار.
في عام 1994، بدأ تايلور العمل لصالحه، حيث أنشأ مؤسسة الأمن الدولية الأميركية، ولجأت إليه العديد من المؤسسات لتنفيذ عمليات هامة، أشهرها نجاحه في تحرير مراسل جريدة نيويورك تايمز ديفيد رود، في أفغانستان.
ازدهرت أعمال تايلور أيام الحرب الأميركية للعراق وأفغانستان، حيث تولى تدريب الكوماندوز، وحراسة البنية التحتية في جنوب العراق والمسؤولين الذين يحققون في مقابر جماعية .
سجنه
أصدرت محكمة أميركية حكما بسجن لعامين، بتهمة رشوة أحد موظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي كان يحقق معه في عقده مع وزارة الدفاع الأميركية لتدريب القوات الخاصة.
يذكر أن غصن يواجه سلسلة اتهامات تشمل عدم الإفصاح عن كامل دخله ودفع مبالغ مالية لمعارفه باستخدام أموال نيسان واختلاس أموال الشركة للاستخدام الشخصي، وكان قد تم اعتقاله في نوفمبر 2018، في طوكيو، وقضى 108 أيام قيد الاحتجاز قبل أن يتم إطلاق سراحه بكفالة.
ثم أعيد سجنه مرة أخرى قبل أن يتم إطلاق سراحه بكفالة مرة ثانية بعد 21 يوماً، وبقاءه رهن الإقامة الجبرية.
المصدر: الحرة